الاثنين، 17 سبتمبر 2018

علة تقدير الضمة والكسرة في الاسم المنقوص

علل جمهور النحاة تقديرَ الضمة والكسرة في الاسم المنقوص بأنه للثِّقَل..
وانفرد الشلوبين بزيادة علة أخرى، وهي اجتماعُ الأمثال، حيث قال: (وإنما قُدِّرَت الضمة في (جاء القاضي)، و(زيد يرمي ويغزو)، والكسرة في (مررت بالقاضي)؛ لثقلهما في أنفسها، وانضاف إلى ثقلهما اجتماعُ الأمثال.
قال: والأمثال التي اجتمعت هنا هي الحركةُ التي في الياء والواو، والحركةُ التي قبلهما، والياء والواو مضارعتان للحركات؛ لأنهما من جنسها، ألا ترى أنهما ينشآن عن إشباع الحركات؟ فلما اجتمعت الأمثال خففوا بأن أسقطوا الحركة المستثقلة.
قال: ويدل على صحة هذه العلة أنهم إذا سكَّنوا ما قبل الواو والياء في نحو: (غزو) و(ظبي) لم يستثقلوا الضمة، لأنه قد قَلَّت الأمثال هناك لكون ما قبل الواو والياء ساكنا لا متحركا، فاحتمَلوا ما بقي من الثقل لقلته) اهـ (*).
وكلامه -مع أنه انفرد به- صحيحٌ وسديدٌ، ونابع عن نظرٍ في المسألة ثاقبٍ وعميقٍ.

_______
(*) نقله السيوطي في "الأشباه والنظائر في النحو"، وعزاه إلى "المقدمة الجزولية" ولم أجده في النسخة المطبوعة.

هديتي للباحثين الجادين في علم الأصوات اللغوية

* هذه مدونة تحوي الكثير من الكتب المتخصة في هذا المجال:
https://phonetics-acoustics.blogspot.com/
* وهذه مدونة أخرى فيها الكثير من كتب الأصوات:
http://k-tb.com/
 يمكنك البحث فيها من خلال الكلمات الدلالية، كل مرة ابحث بكلمة، مرة اكتب: (أصوات) ومرة اكتب: (صوت) ومرة اكتب (صوتي) وهكذا، وفي كل مرة ستظهر لك مجموعة من الكتب.
* وهذه أسماء مجموعة من البرامج تغني كثيرا عن معمل الصوت:
1- برنامج Cool Edit Pro، وAdobe audition
هذان البرنامجان -وما يشبههما- يستعملان لتحرير الصوت ومعالجته -كما هو معروف-، لكن الذي لا يعرفه كثيرون أنك يمكنك بواسطتهما أن تحوِّل حاسوبك إلى معمل أصوات شبه متكامل؛ حيث يمكنك تسجيل الصوت، وتنقيته، وإضافة المؤثرات عليه، وإجراء التعديلات عليه (كالقص واللصق والدمج والترشيح)، والأهم من قياس الترددات، والزمن، والشدة، والسرعة، وتراكب الموجات، واستخراج الصورة الطيفية للصوت، والصورة الموجية.
2- برنامج (EMU (wave surfer
هذا البرنامج هو بيئة تحليل صوتي متكاملة، تساعدك في إجراء بحوث في طبيعة الخطاب، وتحليل المكونات الموجية والصورة الطيفية، ودرجة الصوت، وتقدير الترددات الأساسية، والنغمات الكلامية، وبه أدوات تساعد على تحديد بدايات ونهايات المقاطع بشكل دقيق.
3- برنامج Praat
من أهم برامج تحليل الصوت، وذلك عن طريق مخططات وصور توضيحية، وكلك تحليل التنغيم الصوتي العلمي، وحساب الزمن وقراءة الرموز الصوتية، مع ميزة الفلترة والتقطيع... 
4- برنامج التحليل الإحصائي SPSS
هذا البرنامج من أكثر البرامج الإحصائية استخداما في محتلف التخصصات الإنسانية، حيث يقوم بتوصيف البيانات، وتحليلها، وإعداد التقديرات والتوقعات، واختبار الفرضيات، ويتضمن الرسوم البيانية والجداول التكرارية والمقاييس الوصفية وغير ذلك.

ولا يخفاك -أخي الباحث- أن هذا العلم لا بد أن يكون حذرا في خطواته التي يخطوها في طريق التعلُّم والبحث والدراسة؛ لأن الكتب المعاصرة التي كتبت في هذا العلم والدراسات التي قامت حوله أكثرها متأثر بالدرس الغربي، مما عاد على التراث الصوتي العربي القديم وعُلَمائه بالتشكيك والتخطئة في عدد من القضايا، من أبرز هذه القضايا وأخطرها: قضية التطور في أصوات الفصحى التي أثارها بعض المستشرقين في أوائل القرن الميلادي الماضي.. 
لذا كن حذرا، وتشبَّع أولاً بالدرس الصوتي العربي القديم الذي تركه لنا علماء اللغة وعلماء التجويد، فإذا تأهلت فامض في طريق بحثك، والله يوفقك ويرعاك!

كتبه
علي المالكي

الجمعة، 6 يوليو 2018

عمل المبتدأ الوصف

عمل المبتدأ الوصف
======================
هل يشترط تقدُّمُ النفي أو الاستفهام في الابتداء بالوصف؟
قال ابن مالك في شرح التسهيل (1/ 273- 274): «الوصف المشار إليه لا يحسن عند سيبويه الابتداء به على الوجه الذي تقرر إلا بعد استفهام أو نفي، وإن فُعِل به ذلك دون استفهام أو نفي قَبُحَ عنده دون منع. هذا مفهوم كلامه في باب الابتداء، ولا معارض له في غيره. ومن زعم أن سيبويه لم يجز جعله مبتدأ إذا لم يل استفهاما أو نفيا فقد قوّله ما لم يقل.
وأما أبو الحسن الأخفش فيرى ذلك حسنا، ويدل على صحة استعماله قول الشاعر:
خَبيرٌ بنو لِهْبٍ فلاتك مُلْغيا ... مقالةَ لِهْبِيٍّ إذا الطيرُ مَرَّتِ
ومنه قول الشاعر:
فخيرٌ نحن عند الناس مِنكم ... إذا الدّاعي المُثَوِّبُ قال: يا لا
فخيرٌ مبتدأ، ونحن فاعل، ولا يكون "خير" خبرا مقدما، ونحن مبتدأ؛ لأنه يلزم في ذلك الفصل بمبتدأ بين أفعل التفضيل ومِنْ، وهما كمضاف ومضاف إليه، فلا يقع بينهما مبتدأ، كما لا يقع بين مضاف ومضاف إليه، وإذا جعل "نحن" مرتفعا بخير على الفاعلية لم يلزم ذلك، لأن فاعل الشيء كجزء منه.
والكوفيون كالأخفش في عدم اشتراط الاستفهام والنفي في الابتداء بالوصف المذكور...». 
علق أبو حيان في «التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل» (3/ 272- 276) قائلا: «...ونحن نسرد ما ذكره سيبويه في كتابه لننظر فيه. 
قال في باب الإبتداء: "وزعم الخليل- رحمه الله- أنه يستقبح أن تقول: قائم زيد، وذلك إذا لم تجعل قائمًا مقدمًا مبنيًا على المبتدأ كما تؤخر وتقدم، فتقول: ضرب زيدًا عمرو، و "عمرو "على "ضرب "مرتفع، وكان الحد أن يكون مقدمًا، ويكون "زيد "مؤخرًا. وكذلك هذا، الحد فيه أن يكون الإبتداء مقدمًا، وهذا عربي جيد، وذلك قولك: تميمي أنا، ومشنوء من يشنؤك، وأرجل عبد الله، وخز صفتك. فإذا لم يريدوا هذا المعنى، وأرادوا أن يجعلوه فعلاً كقولك: يقوم زيد، وقام زيد، قبح لأنه اسم، وإنما حسن عندهم أن يجري مجرى الفعل إذا كان صفة جرى على موصوف، أو جرى على اسم قد عمل فيه، كما أنه لا يكون مفعولاً في "ضارب "حتى يكون محمولاً على غيره، فتقول: هذا ضارب زيدًا، وأنا ضارب زيدًا، ولا يكون "ضارب زيدًا "على قولك: ضربت زيدًا، وضربت عمرًا، فكما لم يجز هذا كذلك استقبحوا أن يجري الاسم الذي في معنى الفعل مجرى الفعل المبتدأ، وليكون بين الفعل والاسم الذي في معنى الفعل فصل وإن كان موافقًا له في مواضع كثيرة، وقد يوافق الشيء الشيء، ثم يخالفه لأنه ليس مثله "انتهى ما نقلناه من كتاب سيبويه في باب الابتداء، وليس فيه أن سيبويه يستحسن ذلك بعد استفهام أو نفي، بل فيه أن الخليل قد استقبح "قائم زيد "على أن لا يكون "قائم "خبرًا مقدمًا. وكذلك نص سيبويه على أنه إذا جعل "قائم " في معنى "يقوم "أو "قام "قبح، وأنه لا يحسن أن يعمل إلا إذا كان صفة أو خبرًا. هذا ملخص كلامه.
وقد استدل المصنف على صحة مذهب الأخفش بقول الشاعر:
خبير بنو لهب، فلا تك ملغيًا ... مقالة لهبي إذا الطير مرت
وبقول الآخر:
فخير نحن عند الناس منكم ... إذا الداعي المثوب قال: يا لا
وما استدل به المصنف لا حجة فيه: أما "خبير بنو لهب "فـ "خبير "خبر مقدم، و"بنو لهب " مبتدأ، ولا يحتاج إلى المطابقة في الجمع لأن خبيرًا فعيل، يصح أن يخبر به عن المفرد والمثنى والمجموع، ولاسيما ورود ذلك في الشعر، كما أخبروا بـ "فعول "، قال تعالى {هُمُ الْعَدُوُّ}، وقال بعض العرب:
...................... ... ........................ هنَّ صديق
فأخبر عن ضمير جمع النساء بـ "صديق ".
وأما قوله "فخير نحن "فخير: خبر مقدم، ونحن: مبتدأ، وعلى ما قررناه ونصرناه من مذهب الكوفيين أن الخبر هو رافع المبتدأ، فالمبتدأ معمول له، كما أن "من "الداخلة على المفضل عليه متعلقة به، فلم يفصل بينهما بأجنبي.
وأما قوله "إن أفعل التفضيل ومن كمضاف ومضاف إليه "إلى آخره، فليس بصحيح، لو كان كذلك لما جاز الفصل بينهما بالتمييز وبالفاعل وبالظرف وبالمجرور؛ لأنه لا يفصل بشيء من هذه بين المضاف والمضاف إليه، فلم يجريا مجراهما. ولو سلمنا أن المبتدأ ليس معمولاً للخبر لما ضر هذا الفصل لأنه وقع في شعر. وأيضًا فقد خرج الأستاذ أبو الحسن بن خروف قوله "نحن "على أنه تأكيد للضمير المستكن في قوله "فخير "، وخير: خبر مبتدأ محذوف، التقدير: فنحن خير نحن، كما تقول: أنت قائم أنت...».
وفي تـخليص الشواهد وتلخيص الفوائد (ص: 185): «(خيرٌ) فيه مبتدأ، و (نحن) فاعل، وفيه شذوذان، أعمال الوصف غير معتمدٍ، ورفع اسم التفضيل للظاهر في غير مسألة الكحل، ولا يكون (خيرٌ) خبرًا مقدمًا لئلا يلزم الفصل بين اسم التفضيل و (من) بالأجنبي، وهو المبتدأ، وقد يؤول هذا البيت على تقدير (خير) خبرًا لنحن محذوفة، وجعل (نحن) المذكورة مؤكدة للضمير المستتر في (خير) العائد على (نحن) المحذوفة، والمثوب الذي يدعو الناس يستنصر بهم دعاء يكرره، ومنه التثويب في الصبح».
وقال ابن هشام في أوضح المسالك (1/ 188- 192):
«ولا بد لوصف المذكور من تقدم نفي أو استفهام...، خلافا للأخفش والكوفيين، ولا حجة لهم في نحو: (خبيرٌ بنو لهب فلا تك ملغيا)
خلافا للناظم وابنه؛ لجواز كون الوصف خبرا مقدما، وإنما صح الإخبار به عن الجمع لأنه على فعيل، فهو على حد: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}.
وإذا لم يطابق الوصف ما بعده تعيَّنت ابتدائيته، نحو: "أقائم أخواك"، وإن طابقه في غير الإفراد تعينت خبريته، نحو: "أقائمان أخواك"، و"أقائمون إخوتك"، وأن طابقه في الإفراد احتملهما، نحو: "أقائم أخوك"».
وفي شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك (1/ 93): (وَقَدْ يَجُوزُ) الابتداء بالوصف المذكورمن غير اعتماد على نفي أو استفهام (نَحْوَ فَائِزٌ أُوْلوُ الرَّشَدْ) وهو قليل جداً خلافاً للأخفش والكوفيين، ولا حجة في قوله: (خَبيرٌ بَنُو لهبٍ ) لجواز كون الوصف خبراً مقدماً على حد: {والملائكة بعد ذلك ظهير} اهـ باختصار
وفال صاحب تـخليص الشواهد (ص: 185): «وقد ظفرت بذلك في لفظه خبير نفسها، قال: (إذا لاقيتِ قومي فاسأليهمْ ... كفى قومًا بصاحبهم خبيرًا)».
فظهر بذلك أن مذهب البصريين في هذه المسألة أقرب. والله أعلم.

كتبه
علي المالكي
رُقيّ الأخلاق والتعامُل قد يكونان شيئًا فطريًّا مجبولًا عليه الإنسان، وقد يكونان شيئًا مكتسبًا يتعلمه الإنسان ويجاهد نفسه على الاتصاف به حتى يوفقه الله لذلك..
وليس الرقيُّ شيئًا تمنحه الجامعات أو ارتداءُ زي المشيخة، فكم متخرجٍ من الكليات التي يراها المجتمع أعلى الكليات (كالطب والهندسة والعلوم)، وكم حاصلٍ على الشهادات العليا، وكم متزَيٍّ بزِيِّ المشيخة ، وكم وكم.. وهم في الأخلاق والتعامل في الحضيض الأوْهَدِ؛ جهالةٌ وعَجَلَة، وفُسولةٌ في الرأي، وفظاظة في الطبع، وغشم في الفهم... خرجوا من تلك الكليات وتلك الاوضاع كما دخلوها تقريبًا!
فلا تغتر بهذه الأمور وتظن أن كل أصحابها يلزم أن يكونوا على رقيّ في أخلاقهم وتعاملهم؛ حتى لا تُصدَمَ إذا فوجئت بهذه الأشياء من أولئك الناس.

وزن كلمة (طاغوت)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد جرى نقاش بيني وبين بعض الإخوة قديما حول عبارة في شرح (كتاب التوحيد) للشيخ صالح آل الشيخ، وهي وزن كلمة (طاغوت)، حيث أشكل علينا أنه وزَنَهَا على (فَعَلُوت). وبعد البحث تبين لي وجهُ ذلك -والحمد لله-، حيث إن أصلها: (طَغَيُوت)؛ لأنها مِن طَغى يطغى طُغْيانًا، قُدِّمت الْيَاء قبل الْغَيْن محافظةً على بقائها، وَهِي مَفْتُوحَة وَقبلهَا فَتْحة، فصار (طَيَغُوت)؛ ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار (طاغوت). 
وقيلَ: أصلُ الْألف واوٌ، وهيَ لغةٌ فِي طغا، أي إن أصلها: (طَوَغُوت). قال بعض أصحاب هذا القول: لأن قلب الواو عن موضعها في كلام العرب أكثر من قلب الياء. وَلذَلِك يقالُ فِي الْجمع (طَوَاغيت). وأصلُ (طَوَغوت): (طغَوُوت)، ثم قلب فصار (طَوَغوت)، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها؛ فقلبت ألفا؛ فصار (طاغُوت)(1).
وقيل: إن وزنه (فاعَلُوت)، وهو مِن طغى، وأصله (طاغَيُوت)، استثقلوا الضمة على الياء فنقلوها إلى الغين؛ فالتقى ساكنان؛ فحذفت(2).

كتبه
علي المالكي

-------------------------
(1) يُنظر: «المحكم» لابن سيده (6/ 9) و(6/ 43)، و«أبنية الأسماء والأفعال والمصادر» لابن القصاع (182)، و«تحفة الأريب» لأبي حيان (214)، و«اللباب في علل البناء والإعراب» للعكبري (2/ 428- 429)، و«لسان العرب» (8/ 444) و(15/ 9)، و«تاج العروس» (38/ 496).
(2) يُنظر: «أبنية الأسماء والأفعال والمصادر» (182)، و«ارتشاف الضرب» لأبي حيان (1/ 112)، و«المزهر» للسيوطي (2/ 29)، و«تاج العروس» (38/ 496).

الأحد، 3 يونيو 2018

الأدلة النظرية والعملية على أن القاف والطاء من الأصوات الجهرية (موضوع للمناقشة)


الأدلة النظرية والعملية على أن القاف والطاء من الأصوات الجهرية (موضوع للمناقشة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الناظر فيما قيل في وصْفِ صوتَيِ القافِ والطاءِ يجدُ أن المتقدمين من علماءِ اللغةِ وعلماءِ التجويدِ جعلوهما ضمن الأصوات المجهورة([1])، وفي مقدمتهم سيبويه([2])، وظل هذا الرأيُ متلقًّى بالقبول ممن بَعْدَهُم من علماء العِلْمَيْن([3])، إلى أن جاء علماءُ الأصواتِ المُحْدَثون فقرروا أنهما صوتان مهموسان([4])؛ فاعترض عليهم معاصروهم مِن علماءِ اللغةِ وعلماءِ التجويد، وحصل بين الفريقين أخذٌ وردٌّ، كانت نتيجته أنْ بَقِيَ كلُّ فريقٍ على رأيه، إلا فئةً قليلةً مِن هؤلاء وهؤلاء تَغَيَّرت آراؤهم إلى آراء خصومهم.
وكنتُ أحد الذين تغيَّر رأيُهم من رأيِ علماء اللغة وعلماء التجويد إلى رأي علماء الأصوات المحدَثين؛ وذلك بعد أن علِمتُ أنّ رأيَ علماء الأصوات كان مبنيًّا على تجارِب أُجْرِيَت في معامل الأصوات، واستُخدِمَت فيها الأجهزةُ، فأثبتت تلك التجارِبُ أن الوترين الصوتيين لا يهتزان عند نطق القاف والطاء، وبناء على تعريف المحدثين لِصِفَتَيِ الجهرِ والهمسِ، وكلامِ بعضِ علماء اللغة - فإنهما يصنَّفان على أنهما صوتان مهموسان؛ لأن الصوت المجهور عندهم «هو الذي يهتز الوتران الصوتيان عند النطق به»(5)، والصوت المهموس «هو الذي لا يهتز الوتران عند النطق به»([5])، وقد ذكر شَمِرُ بنُ حَمدَوَيْه([6]) أن «الهمس من الصوت والكلام: ما لا غور له في الصدر، وهو ما هُمِس في الفم...، والهمس والهميس: حِسُّ الصوت في الفم مما لا إشراب له من صوت الصدر ولا جهارة له في المنطق؛ لأنه كلام مهموس في الفم كالسر»([7])، وهذا المعني ألمح إليه سيبويه حين قال: «واعلم أن من الحروف حروفًا مُشرِبَةً ضُغطَت من مواضعها، فإذا وقفتَ عليها خرج معها صويت ونَبَا اللسان عن موضعه، وهي حروف القلقلة...، ومن المشربة حروف إذا وقفت عندها خرج معها نحوُ النفخة، ولم تُضغَط ضغطَ الأولى، وهي: الزاي، والظاء، والذال، والضاد، لأن هذه الحروف إذا خرجت بصوت الصد انسل آخره وقد فتر...، وأما الحروف المهموسة فكلها تقف عندها مع نفخ؛ لأنهن يخرجن مع التنفس لا صوت الصدر، وإنما تنسل معه»([8])، وقال: «وإنما فرَّق بين المجهور والمهموس أنك لا تصل إلى تبيين المجهور إلا أن تُدخله الصوتَ الذي يخرج من الصدر، فالمجهورة كلها هكذا؛ يخرج صوتهن من الصدر، ويجري في الحلق، غير أن الجيم والنون  تخرج أصواتهما من الصدر وتجري في الصدر والخيشوم؛ فيصير ما جرى في الخيشوم غنة يخالط ما جرى في الحلق، ... وأما المهموسة فتخرج أصواتها من مخارجها، وذلك مما يزجي الصوت، ولم يُعْتَمَد عليه فيها كاعتمادهم في المجهورة، فأُخرج الصوت من الفم ضعيفًا»([9])، فكلامه يُفهم منه أن صوت الصدر يراد به صوت اهتزاز الأوتار الصوتية([10])، وأن هذا الاهتزاز جزء من حقيقة الجهر، وأن عدمَه جزء من حقيقة الهمس.
وهذا الأمر موافق لتعريفهما اللغوي؛ حيث إن الجهر بالكلام: إعلانه وإظهاره ورفع الصوت به([11])، والهمس: الخفي من الصوت([12])، ونحن نرى أن اهتزاز الوترين هو الذي يعطي الأصوات المجهورة ذلك الظهور والوضوح والعلوّ الذي نجده فيها.
فقلت في نفسي: لا سبيل إلى تركِ ما أثبتته الأجهزةُ الدقيقةُ إلى ما ثبت بمجرد الملاحظة الذاتية؛ فإن نتائج الأجهزة أدقّ إذا كانت قد بُنِيَت على مُدخَلات صحيحة، وتحليلٍ صحيحٍ لهذه المدخلات.
لكن لَفَتَ نظري سلوك القاف والطاء؛ حيث وجدتهما تتصرفان من أكثر من حيثية كالأصوات المجهورة؛ فلذا أخذت أقلب النظر فيهما رغبةً في الوصول إلى الصواب، فوجدتُ ما يأتي:
أولا- عندما نقوم بتجربةِ إغلاقِ الأذنين براحتي اليدين (وهي طريقةٌ تُجرَى لاستشعار اهتزاز الأوتار([13])، حيث إن اهتزاز الأوتار ينتج عنه صدى يملأ تجاويف الحنجرة والفم والأذنين، فإذا ما أغلقت أذنيك ونطقتَ بالحرف بشكل متصل بَدَا لك هذا الاهتزاز واضحا) فعندما نقوم بهذه التجربة على صوتَيِ القافِ والطاءِ  وَفقًا للنطق الصحيح([14]) فإننا عند تصادم طرفَيْ عضوِ النطق لا نسمع شيئا؛ لأن الهواء ينحبس تماما خلف المخرج، فلا يصبح له تأثير واضح في الوترين الصوتيين، ولعل هذا ما جعل الأصواتيين يحكمون عليهما بأنهما مهموستان، لكن هناك أمران دقيقان يجعلاننا نستنبط أن القاف والطاء مجهورتان:
الأمر الأول- أن الوترين الصوتيين وإن كانا حين انغلاق المخرج لا يهتزان إلا أنهما يكونان في حالةٍ تشبه التوتُّر، مشدوديْن غيرَ مرتاحَيْن، وذلك لقوة ضغط الهواء الصاعد من الرئتين، وهذا يعني أنهما لو أتيح للهواء أدنى فرصة للسريان فإنهما سيهتزان معه. وهذا الأمر لا يحدث عند نطق الأصوات المهموسة. 
الأمر الثاني- اللحظة التي تسبق انعدامَ الاهتزازِ وانحباسَ النفَسِ، حيث نلاحظ أن الوترين في هذه اللحظة يهتزان إلى أن يتوقف خروج النفس، وهذا الأمر لا يوجد في أي صوت من الأصوات المهموسة، وجرب بنفسك لتدرك ذلك، سترى فرقا بين القاف والطاء من جهة والأصوات المهموسة من جهة أخرى في تلك اللحظة، وهذا يدل على أن القاف والطاء لا تسلكان سلوك الأصوات المهموسة.
ثانيًا- أننا عندما ننطق القاف والطاء وَفقَ النطق الصحيح نجد فيهما قوة في الاعتماد على المخرج، وهذا جزء من حقيقة الجهر عند سيبويه([15]) ومَن جاء بعده([16])، وأيضا نجد فيهما تضيقا في الأوتار الصوتية، وقِلَّةً في تدفق النفس([17])، وهذا ينتج من قوة الاعتماد على المخرج، وتَضَيُّق المسافة بين الأوتار، وهذه الملاحظات إنما نجدها في الأصوات المجهورة فقط([18])، فإذن القاف والطاء يسلكان في ذلك سلوك الأصوات المجهورة.
ثالثًا- قال سيبويه: «ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا»([19])، والدال مجهورة اتفاقًا، فلو كانت الطاء الفصيحة مهمومسة لصارت بزوال الإطباق تاءً.
وليس بمُسَلَّمٍ ما قرره بعضُ علماء الأصوات (مستدلين بكلام سيبويه السابق) من أن نطقَ الطاء القديمة التي وصفها سيبويه تغيَّر عما كان عليه وأصبح صوتًا مهموسًا، وأنه كان كالضاد التي ينطقها المصريون اليوم، والتي هي دال مطبقة، قالوا: لأن هذه الضاد هي النظير المطبَق للدال، فلا بد من أن تكون بناء على وصف سيبويه هي الطاء الفصيحة، وأنها قد حصل لها تغيير مع الوقت فصارت مهموسة([20]).
وكذلك ذكروا في القاف؛ حيث قالوا: إن نطقها الذي وصفه سيبويه ليس كنطقها الآن، وبحَثوا في اللهجات المعاصرة بغية أن يعثروا على قاف فيهما صفة الجهر واضحة كما يريدون، فلم يجدوا أمامهم إلا (القاف الشبيهة بالغين) التي ينطقها أهل السودان، و(الكاف التي كالجيم) التي ينطقها كثير من أهل البوادي في اليمن ونجد وغيرهما([21]).
وكلامهم فيه نظر (كما ذكرت)؛ لأن الطاء والقاف اللتين ننطقهما اليوم نقلهما لنا هكذا علماءُ القراءة مشافهةً بالأسانيد المتصلة إلى رسول الله ×، ولم ينقُل أحدٌ مِن أهل الأداء نطقَهما بالكيفيات التي زعموا أنها أصلهما الفصيح، والله (سبحانه وتعالى!) قد تكفل بحفظ كتابه الكريم لفظًا ومعنًى، فمن المحال أن يتفق المسلمون في العصور المتأخرة على نطق هذين الحرفين بغير النطق العربي الفصيح الذي نزل به القرآن ويُقِرَّهم الله على ذلك ولا يقيِّض مَن يبين الصوابَ، فالواقع يكذِّبُ هذا الزَّعْمَ، وهذا الدليلُ أقوى الأدلة على خطإِ قولِهم، وهناك دليل آخر قوي أيضًا وهو أن الهمزة مثل الطاء والقاف في انعدام اهتزاز الأوتار عند انغلاق المخرج، ومع ذلك وصفها سيبويه بالجهر([22])، ووافقه مَن بعدَه من علماء القراءة وعلماء اللغة([23])، بينما انحصر خلاف الأصواتيين في أنها إما مهموسة وإما لا مجهورة ولا مهموسة([24])، ونحن وهم متفقون على أنها في زمن سيبويه كانت تنطق كما تنطق اليوم، ولم يقل أحد من المحدثين (فيما اطلعت عليه): إنها كانت حرفًا آخر غير المعروف اليوم. فهذا يدل على أن انعدام اهتزاز الأوتار عند انغلاق المخرج لا يعني الحكم على الحرف بأنه غير مجهور عند المتقدمين، فهناك اعتبارات أخرى يراعونها لتكتمل بها حقيقة الجهر عندهم، ، فكلام سيبويه السابق الذي قاله في الطاء ينبغي أن يُفهم في ضوء هذا الاعتبار، فهذه الحروف اختصت بتوقف اهتزاز الوترين عند النطق بها، فلا يظهر جهرها بوضوح كحروف الجهر الأخرى، فالطاء لو زال عنها الإطباق فليس بين الحروف التي تشاركها في المخرج حرف يحمل جميع صفاتها عدا الإطباق والاستعلاء إلا الدال، وسيبويه يقرر أن الطاء مجهورة، فهي حينئذ تصير كالدال نظريا (إن صح التعبير). المهم أنهم ليس لهم أن يُقدِموا على تخطئة القراء بناء على تحليل عقلي صادر عن نطق غير سليم، فالعقل لا يُعارَضُ به النقلُ، وما يني على خطإٍ فهو خطأٌ.
رابعًا- الصُّوَيْتُ الذي يعقُبُ نطقَ القاف والطاء عند سكونهما (وهو صوت القلقلة) نجد أنه عند نطقهما بتمكين الاعتماد يكون صوتا مجهورا، وإذا نطقناهما بتقليل الاعتماد فسيكون مهموسا لا يصحبه اهتزاز للوترين، إنما سيكون تماما مثل النفخة التي تَعْقُبُ نطقَ الكاف والتاء، فَفِي هذين الحرفين الشدةُ التي تَحبِس النفسَ وتضغطه خلف المخرج، لكن لكونهما مهموسين لم يَرْقَ الصوتُ الخارجُ معهُما إلى أن يسمى قلقلةً عند جمهور علماء اللغة وعلماء التجويد وعلماء الأصوات.
فإذَنْ لو لم يكن القاف والطاء مجهورَين ولم يَكُنِ الوتران عند نطقهما متوترين ومشدودين ومتضيقين لَـمَا امتد ذلك الاهتزاز إلى الصويت الذي يتبعهما، ولكان هذا الصويت لا يُعد قلقلة عند الجمهور، ونحن نرى الجميعَ مجمعون على أن القاف والطاء من حروف القلقلة، حتى علماءُ الأصوات يسلّمون بذلك.
فهذا يدل على أن توقف الوترين عن الاهتزاز حين انغلاق المخرج هو أمرٌ عارضٌ سببه عدم جريان النفس خلالهما، وأما اللحظةُ التي تسبق الانغلاق واللحظةُ التي تَعقُبه فالجهر فيهما واضح، وهما بين ذَيْنِ اللحظتين في حالة توتر وانشداد واستعداد للاهتزاز.
خامسًا- وجود نظير مهموس للقاف والطاء الفصيحتين دليلٌ على كونهما مجهورتين، والنظير المهموس المشار إليه هو الذي ينطقه المصريون (كما سبق بيانُه آنفًا)، فنحن إذا قللنا الاعتماد على المخرج سنجد صوتا مهموسا فيه كل العلامات التي توجد في الحروف المهموسة: من توسع الوترين، وقلة الضغط عليهما، وتقليل الاعتماد على المخرج، وخروج نفس كثير نسبيا، وعدم اهتزاز الوترين في اللحظة التي تسبق انغلاق المخرج، وكذا اللحظة التي تَعقُبُ انفتاح المخرج، حيث يخرج بعدهما نفس كالذي في الكاف والتاء، بينما إذا قوّينا الاعتماد حدث عكس هذه الأمور: مِن تضيُّق الوترين، وزيادة الضغط عليهما، وقلة تدفق النفس نسبيا، ووجود اهتزاز للوترين قبل وبعد الانغلاق، وهذه الأمور من علامات الحروف المجهورة. فهذا يدل على وجود نظير مهموس يحمل كل صفات تلك الحروف إلا الصفات التي تشبه فيها مع الحروف المجهورة (باستثناء الاهتزاز أثناء انغلاق المخرج، فهو لا يوجد في الحالين)، فهذا يدل على أن القاف والطاء الفصيحتين مجهورتان.
سادسًا- تأثير التجاور، حيث إن القاف والطاء إذا ما جاورتا صوتًا مجهورًا (كما في كلمتي: أقلام وأطلال) نجد أن قوةَ الاعتمادِ على المخرج تصفو لنا كثيرًا، بخلاف ما لو جاورتا صوتًا مهموسًا (كما في كلمتي: أقفال وأطفال) فحينئذ نجد في جهاز النطق ميلًا إلى نطقهما كنطق المصريين، وأهلُ ليبيا والعراق والخليج وأمثالُهم يشعرون بهذا أكثر من المصريين والمغاربة وأمثالِهم؛ لأن الأصلَ في الطاء والقاف عند الأوّلِين قوةُ الاعتماد، بخلاف ما عند الأخيرين، ومع ذلك نجد ضعفًا في الاعتماد إذا جاورتا صوتًا مهموسًا، وهذا يدل على أن صفة الجهر موجودة فيهما؛ حيث تأثرا بمجاورة المهموس فتغير نطقهما إلى نطقٍ مختلف عن الحالة الأخرى.
إذا ما لاحظنا ذلك، فلنطبق هذا الأمر على كلمتي: (أقطاب) و(أقتاب)، فنجد أن القاف في الكلمة الأولى تحتفظ بقوتها لمجاورة الطاء، بينما في الثانية تضعف بسبب مجاورة التاء، وليس للهمزة كبيرُ تأثيرٍ في ذلك هنا؛ لأنها لم تَحْمِ القافَ من تأثير التاء.
فنخلُصُ من هذا البحث إلى أن القاف والطاء مجهورتان؛ لسلوكهما سلوك الأصوات المجهورة إلا في موضوع اهتزاز الأوتار عند انغلاق مخارجهما، فإما أن نضيف إلى تعريف الجهر والهمس موضوعَ أشباعِ الاعتمادِ على المخرج ونجعله جزءًا من ماهِيَّاتِهما، وإما أن نقول: إن التوقف العارض للأوتار الصوتية في لحظة انغلاق المخرج ينبغي ألّا نعتبر به، ولعل هذا الأخير هو الحل الأقرب للحفاظ على هذين الصوتين ضمن الأصوات المجهورة من دون الاضطرار إلى إضافة قيد جديد.
وكذا يقال في الهمزة، فآراء الأصواتيين (كما سبق) تقرر أنها دائرة بين الهمس وبين عدم الجهر والهمس كِلَيْهما، ولم تَنُصَّ كُتُبُهم على احتمالِ الجهر فيها، مع أن ما يقال في القاف والطاء يمكن أن يقال فيها، والتجربة تشهد لذلك، ونحن نرى كيف أن الجهاز النطقي يعاني مِن من ثِقَلها أكثر من أي حرف آخر، وأنه يميل إلى التخلص من صَوْلتها بأكثر من وسيلة.
ثم إن هناك أمرًا حصل في التجارب الصوتية زاد الأمر تعقيدًا، وهو عدم صحة المدخَلات؛ وذلك لأن الرواد الاوائل كانوا يعتمدون في نتائجهم على نطقِ بعضِ قُرَّاء القرآن والمثقفين من المصريين([25])، وهم ينطقون القاف والطاء مهموستين (كما أسلفنا).
إلى هنا أنتهي مما أردتُ بيانَه، فإن أصبتُ فمن الله وحده، وبسببِ توفيقِه وفَتْحِه وتيسيرِه وعَوْنِه، وإن أخطأتُ فمِن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك.
وأرجو ممن وجد خطأً أو نقصًا ألا يبخل عليّ بالنصح والتوجيه، وذلك على بريدي الإلكتروني: (ali_almalikey@hotmail.com)، وسأكون شاكرًا له.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين!
والحمد لله رب العالمين.

كتبه
علي بن أمير المالكي
البيضاء ليبيا
7 / رمضان / 1439هـ




المصادر والمراجع
«إبراز المعاني من حرز الأماني» لعبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة، تحقيق : إبراهيم عطوة عوض، الناشر : شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي مصر، لا ط، لا ت.
«الأصوات العربية» لكمال محمد بشر، الناشر: مكتبة الشباب مصر، لا ط، لا ت.
«الأصوات اللغوية» لإبراهيم أنيس، الناشر: مكتبة نهضة مصر مصر، لا ط، لا ت.
«التحديد في الإتقان والتجويد» لأبي عمرو الداني، تحقيق: غانم قدوري الحمد، الناشر: مكتبة دار الأنبار بغداد، ط1، 1407 هـ.
«التمهيد في علم التجويد» لأبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، تحقيق: على حسين البواب، الناشر: مكتبة المعارف الرياض، ط1، 1405هـ.
«الدراسات الصوتية عند علماء التجويد» لغانم قدوري الحمد، الناشر: دار عمار الأردن،، ط3، 1430هـ.
«الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة» لمكي بن أبي طالب القيسي،  
«الشاطبية» للقاسم بن فيره الشاطبي، تحقيق: محمد تميم الزعبي، الناشر: مكتبة دار الهدى ودار الغوثاني دمشق، ط4، 1426هـ.
«الشافية في علمي التصريف والخط» لأبي عمرو عثمان بن عمر بن الحاجب المالكي، تحقيق: صالح عبد العظيم الشاعر، الناشر: مكتبة الآداب القاهرة، ط1، 2010هـ.
«الكتاب» لسيبويه، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة، ط3، 1408هـ.
«المدخل إلى علم الأصوات اللغوية» لغانم الحمد، الناشر: دار عمار الأردن، ط1، 1425هـ.
«المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي» لرمضان عبد التواب، الناشر: مكتبة الخانجي القاهرة، ط3، 1417هـ.
«المعجم الوجيز» صادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الناشر: مجمع اللغة العربية القاهرة، ط1، 1400هـ.
«المفصل في صنعة الإعراب» لجار الله محمود بن عمرو الزمخشري، تحقيق: علي بو ملحم، الناشر: مكتبة الهلال بيروت، ط1، 1993م.
«المنح الفكرية» لعلي بن سلطان القاري، الناشر: المطبعة الميمنية مصر، لا ط، 1322هـ.
«المنير في أحكام التجويد» لأحمد خالد شكري وزملائه، ط26، 1435هـ.
«الموضح في التجويد» لعبد الوهاب القرطبي، تحقيق: غانم الحمد، الناشر: دار عمار الأردن، ط1، 1421هـ.
«النشر في القراءات العشر» لأبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، المحقق: علي محمد الضباع، الناشر : المطبعة التجارية الكبرى [تصوير دار الكتاب العلمية]، لاط، لات.
«جهد المقل» لمحمد بن أبي بكر المرعشي الملقب بساجقلي زاده، تحقيق: سالم قدوري الحمد، الناشر: دار عمار الأردن، ط2، 1429هـ.
«دراسة الصوت اللغوي» لأحمد مختار عمر، الناشر: مطابع سجل العرب، لا ط، 1396هـ.
«سر صناعة الإعراب» لأبي الفتح عثمان بن جني، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1421هـ.
«سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي» لعلي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن المعروف بابن القاصح، مراجعة: علي بن محمد الضباع، الناشر: مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر، ط3، 1373هـ.
«شرح الجزرية» لغانم الحمد، الناشر: معهد الإمام الشاطبي جدة، ط1، 1429هـ.
«شرح كتاب سيبويه» لأبي سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، تحقيق: أحمد حسن مهدلي  وعلي سيد علي، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 2008م.
«علم اللغة مقدمة للقارئ العربي» لمحمود السعران، الناشر: دار الفكر العربي القاهرة، ط2، 1997م.
«لسان العرب» لمحمد بن مكرم بن منظور، الناشر: المطبعة الأميرية بولاق، ط1، لا ت.
«محاضرات في اللسانيات» لفوزي حسن الشايب، الناشر: وزارة الثقافة عمان، ط1، 1999م.
«مناهج البحث في اللغة» لتمام حسان، الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية مصر، لا ط، لا ت.
«هداية القاري إلى تجويد كلام الباري» لعبد الفتاح بن السيد عجمي المرصفي، الناشر : مكتبة طيبة - المدينة النبوية، ط2، لا ت.


([1]) ينظر (لا على سبيل الحصر): «الرعاية» لمكي بن أبي طالب (92- 93)، و«التحديد» للداني (107)، و«الموضح» للقرطبي (88- 90)، و«سر صناعة الإعراب» لابن جني (1/ 75)، و«الدراسات الصوتية عند علماء التجويد» لغانم قدوري الحمد (204)، و«شرح الجزرية» له أيضا (287- 288).
([2]) «الكتاب» (4/ 434).
([3]) ينظر (لا على سبيل الحصر): «الشاطبية» (البيت 1153)، و«المفصل في صنعة الإعراب» للزمخشري (547)، و«الشافية في علمي التصريف والخط» لابن الحاجب (98)، و«إبراز المعاني» لأبي شامة (2/ 751)، و«سراج القارئ» لابن القاصح (408-409)، و«التمهيد» لابن الجزري (86- 87)، و«النشر» له (1/ 202)، و«المنح الفكرية» لعلي القاري (98)، و«جهد المقل» للمرعشي (145- 147)، و«هداية القاري» للمرصفي (1- 79- 80)، و«المنير في أحكام التجويد» (69- 70).
([4]) ينظر: «الأصوات اللغوية» لإبراهيم أنيس (22)، و«الأصوات العربية» لكمال بشر (102- 140 و 109- 111)، و«علم اللغة» للسعران (130- 131)، و«دراسة الصوت اللغوي» لأحمد مختار عمر (106- 108)، و«المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي» لرمضان عبد التواب (75- 77 و 79- 82)، و«المدخل إلى علم الأصوات» لغانم الحمد (101- 106)، و«شرح الجزرية» له أيضا (288).
([5]) «المدخل إلى علم الأصوات» لغانم الحمد (101- 106)، و«شرح الجزرية» له أيضا (287). وينظر: «الأصوات اللغوية» لإبراهيم أنيس (21- 22)، و«الأصوات العربية» لكمال بشر (86)، و«علم اللغة» للسعران (119)، و«مناهج البحث في اللغة» لتمام حسان (86- 88)،
([6]) شَمِر بن حمدويه الهروي، أبو عمرو، نحوي لغوي، توفي سنة 255هـ. ينظر: «معجم المؤلفين» (4/ 306)، و«الأعلام» (3/ 175).
([7]) «لسان العرب» (همس).
([8]) «الكتاب» (4/ 174- 175).
([9]) «شرح كتاب سيبويه» للسيرافي (5/ 396).
([10]) ينظر: «شرح الجزرية» لغانم الحمد (290- 291).
([11]) ينظر: «شرح كتاب سيبويه» للسيرافي (5/ 396)، و«لسان العرب» (جهر)، و«المعجم الوجيز» (جهر).
([12]) «لسان العرب» (همس).
([13]) ينظر: «الأصوات اللغوية» (21- 22)، و«محاضرات في اللسانيات» لفوزي الشايب (70)، و«شرح المقدمة الجزرية» لغانم قدوري الحمَد (196).
([14]) وأعني بالنطق الصحيح أن ننطقهما بتقوية الاعتماد على مخارجهما، كما هو نطق أهل دول الخليج والعراق وليبيا ونحوهم، لا بتقليله كما هو الحال في مصر؛ فإن أكثر قرائهم فَضْلًا عن مثقفيهم ينطقون القافَ والطاءَ بتقليلِ الاعتماد على المَخْرَج، فيُخرِجون الطاءَ قريبةً من التاء (أي يخرجونها وكأنها تاء مفخمة)، ويُخرجون القافَ مشوبةً بشيء من صوت الخاء، وسببُ ذلك تأثرُهم بالبيئة اللغوية التي يعيشون فيها، وبعبارة أخرى: تأثرهم بما اعتادوا عليه من ظواهر لهجية.
([15]) ينظر: «الكتاب» (4/ 434).
([16]) ينظر ما ذُكِر من كتب اللغة والتجويد القديمة في أول البحث.
([17]) وهذا الأمر لا يمكن ملاحظته إلا بتدقيق النظر في كمية الهواء الذي يتدفق إلى الحنجرة والفم عند نطق القاف والطاء بالنطق الصحيح تارة ونطق المصريين تارة، فنجد أن الأوتار
([18]) ينظر: «جهد المقل» (146)، و«علم اللغة» للسعران (126- 127)، و«المدخل إلى علم الأصوات» لغانم الحمد (106)، و«شرح الجزرية» له (194- 197).
([19]) «الكتاب» (4/ 436).
([20]) ينظر: «الأصوات اللغوية» (53- 54)، و«الأصوات العربية» (103).
([21]) ينظر: «الأصوات اللغوية» (72- 74)، و«الأصوات العربية» (110- 111).
([22]) «الكتاب» (4/ 434).
([23]) ينظر (لا على سبيل الحصر): «الرعاية» لمكي بن أبي طالب (92- 93)، و«التحديد» للداني (107)، و«الموضح» للقرطبي (88- 90)، و«سر صناعة الإعراب» لابن جني (1/ 75)، و«الشاطبية» (البيت 1153)، و«الشافية» لابن الحاجب (98)، و«إبراز المعاني» لأبي شامة (2/ 751)، و«سراج القارئ» لابن القاصح (408-409)، و«النشر» لابن الجزري (1/ 202)، و«المنح الفكرية» لعلي القاري (98)، و«جهد المقل» للمرعشي (145- 147)، و«هداية القاري» للمرصفي (1- 79- 80)، و«المنير في أحكام التجويد» (69- 70)، و«شرح الجزرية» لغانم قدوري الحمد (287- 288).
([24]) ينظر: «الأصوات اللغوية» لأبراهيم أنيس (77)، و«علم اللغة» للسعران (131- 132)، و«الأصوات العربية» لكمال بشر (112)، و«مناهج البحث في اللغة» لتمام حسان (91)، و«المدخل إلى علم الأصوات» لغانم الحمد (101- 106)، و«شرح الجزرية» له أيضا (288).
([25]) ينظر: «الأصوات الغوية» (101 و 104)، و«مناهج البحث في اللغة» لتمام حسان (92 و 94)، و«المدخل إلى علم اللغة» (54 و 79).
 وبعضهم صرح بذلك في ما يخص الطاء بعينها.
 ولعل هذا السبب يرجع إلى أنّ رُوّادَ الدراساتِ الصوتيةِ الحديثةِ الأوائلَ كانوا مصريين، فمن المستبعَدِ أن يستعينوا بغير أهلِ بلدِهم في تجاربهم، ولا سيما أن مشاهير القراء واللغويين في ذلك الوقت كان أكثرُهم من المصريين. وهذا الكلام إنما يتناول بالدرجة الأولى أهل الحواضر من المصريين (ولا سيما القاهريين)، لا أهل البوادي؛ لأن كثيرا من أهل البوادي المصرية يختلف نطقهم كثيرا عن أهل الحواضر.