الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

كلمة من القلب

أريد أن أقول كلمة من القلب, وأرجو أن تُحمل مِن بعض الناس على المحمل الحسن, فإنني ما أردتُ بها إلا النصيحة والخير والإصلاح.
وإن نبينا الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- أمرنا بالنصيحة؛ فقال: "الدين النصيحة", قال أصحابه: "لمن؟"؛ فقال: "لله, ولكتابه, ولرسوله, ولأئمة المسلمين وعامتهم". رواه مسلم.
أقول:
روى الخرائطي في "المكارم" بسنده عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "مَن أوقع نفسَه في مواقع التُّهم؛ فلا يَلُومَنَّ مَن أساء الظنَّ به".
بعض الناس يضع نفسه في موضع الاتهام, ثم يأتي ويلوم مَن يتهمه!
إذا رآك الناس تدخل مكانًا لشرب الخمور؛ فماذا سيظنون بك؟ هل سيظنون بك أنك تدخله لكي تصلي فيه؟
فما بالك لو رآك الناس تخالط أهل البدع, وتصادقهم, وتذهب وتجيء معهم, وتشيد بذكرهم, وتثني عليهم, بل وتدافع عنهم, وتعادي من يعاديهم؛ ماذا تنتظر منهم أن يقولوا عنك؟
ثم بعد ذلك تأتي وتقول: كثُر كلام الناس فِيَّ !

قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله  -:
 " ونحن الآن ذاكرون شرحَ السنة، ووصْفَها، وما هي في نفسِها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودانَ اللهَ به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملةِ أهلِها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة مَنْ عِبْنَاه وذكرناه, وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجْمَعَ على شرحِنا له أهلُ الإسلام وسائرُ الأمة مذ بعث الله نبيه –صلى الله عليه وسلم- إلى وقتنا هذا … "
ومما ذكره في هذا الشرح:
"ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
 ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقْتُ له، وهجران من والاه، ونَصَرَه، وذب عنه، وصاحَبَه، وإن كان الفاعلُ لذلك يُظهر السُّنّة ".
قال ابن مسعود –رضي الله عنه-:
" إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله ".
وعن معاذ بن معاذ قال: قلت ليحيى بن سعيد: "يا أبا سعيد, الرجل وإن كتم رأيه لم يَخْفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا جليسه".
وعن عقبة بن علقمة قال: "كنت عند أرطاة بن المنذر, فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذُكِرَ أهلُ البدع قال: دعونا مِن ذِكْرِهِم لا تذكروهم؟"
فقال أرطأة: "هو منهم, لا يلبّس عليكم أَمْرَه".
قال: "فأنكرتُ ذلك مِن قولِ أرطاة. فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغتْه, فقال الأوزاعي: صدق أرطأة, والقول ما قال، هذا يَنهى عن ذكرهم! ومتى يُحْذَروا إذا لم يُشَدْ بذكرهم؟".
وقال الأوزاعي - رحمه الله -:
"من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته".
وقال أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
"قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: "لا، أو تُعْلِمُه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به, قال ابن مسعود: المرء بخدنه". اهـ.
قال الشيخ حمود التويجري عن هذه الرواية وتطبيقها على أهل البدع كجماعة التبليغ:
"وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به."( )
   وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله -:
" الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكـر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق".
قال ابن بطة – معلقاً على قول الفضيل -:
" صدق الفضيل - رحمه الله – فإنا نرى ذلك عياناً ".
ولما قدم سفيان الثوري البصرةَ، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صَبيح وقدْرِه عند الناس، سأل: أي شيء مذهبه؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة. قال: من بطانته؟ قالوا: أهل القدر. قال: هو قدري. ".
وقال الإمام البربهاري – رحمه الله - في شرح السنة ( ):
"وإذا رأيت الرجل جالساً مع رجل من أهل الأهواء فحذّره وعرّفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى".
وقال العلامـة شيث بن إبراهيم القفطـي المعروف بابـن الحاج – رحمـه الله-:
"فبيّن سبحانه بقوله: { وقد نزل عليكم في الكتاب} ما كان أمَرَهم به من قوله في السورة المكيّة: {فلا تقعد بعد الذكرى مع القـوم الظالمين}, ثم بيّن في هذه السورة المدنيّة أن مجالسةَ مَن هذه صفتُه لحوقٌ به في اعتقاده، وقد ذهب قومٌ من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب، وحَكَمَ بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة, منهم: أحمد بن حنبل, والأوزاعي, وابن المبارك, فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع: "يُنهى عن مجالستهم، فإن انتهى وإلا ألحق بهم (أي: في الحكم).
قيل لهم: فإنه يقول: إني أجالسهم لأباينهم وأرد عليهم.
قالوا: يُنهى عن مجالستهم فإن لم ينته أُلحق بهم ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله – فيمن يوالي الاتحادية (وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع):
"ويجب عقوبـة كل من انتسـب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم, أو عظّم كتبهم، أو عُرِف بمساندتهم ومعاونتهـم، أو كَرِه الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدْرى ما هـو، أو مَن قال إنه صنف هذا الكتاب( )، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق, بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله".
وقد سئـل سماحـة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله –: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم، هل يأخذ حكمهم؟
فأجاب: " نعم, بدون شك, من أثنى عليهم ومـدحهم هو داعٍ لهم، يدعو لهم، هذا من دعاتهم، نسأل الله العافيـة".
بل كان السلف الصالح -رضي الله عنهم ورحمهم- إذا رأوا الشاب في أول أمره مع أهل السنة رَجَوْه، وإن رأوه مع أهل البدع في ممشاه ومجلسه وصحبته أيِسُوا مِن خيرِه ولم يَرْجُوه.
قال أحمد بن حنبل: إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارْجُه، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه؛ فإن الشاب على أول نشوئه.
  وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشهير بابن أبي زمنين –رحمه الله-:
" ولم يـزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عـن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم، ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبـة لـهم، ولا طعناً عليهم. " ( ).
وكانوا يرون أن ذكر عيوبهم ومساوئهم ليس من باب الغيبة المحرمة، وقد استثنى أهل العلم ستاً من الحالات التي تجوز فيها الغيبة كما قال الناظـم:
 القـدح ليس بغيبـة في ستــــة      متظلـم ومعـرف ومـحذّر
 ومجاهر فسقاً ومستفتٍ ومـن     طلب الإعانة في إزالة منكر
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-:
(( لا غيبة لأصحاب البدع )) ( ).
بل قد نقل شيخ الإسلام ابن تيميـة - رحمه الله - الاتفـاق على وجوب التحذير من أهل البدع، وأن ذلك من الغيبة الجائزة، قال - رحمه الله -:
" وأما الشخص المعين فيذكر ما فيه من الشر في مواضع.
وذكر منها:
ومنها : أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهـــم ودنيـاهم … وإذا كان النصح واجباً في المصالح الدينية الخاصة والعامة مثل نقلة الحديث الذين يخلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد: سألت مالكاً والثوري والليث بن سعد أظنه والأوزاعي عن الرجل يُتهم في الحديث ولا يحفظ فقالوا بَيّن أمره، وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: أنه يثقل علي أن أقول فلان كذا، وفلان كذا فقال إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم.
ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنّة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع، فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
 فبيّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين.
ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسـدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً".
وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان أنواع الأقلام :
(( القلم الثاني عشر : القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم.
وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال.
وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل.
فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن)).
وقال ابن القيم –رحمه الله-: ((فكل بدعة مضلّة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتدّ نكير السلف والأئمة لها، وصاجوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذّروا فتنتهم أشدّ التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان؛ إذ مضرّة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد)).
وانظر للتوسع في هذا الأمر الكتاب العظيم القيّم الماتع: "إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء" لفضيلة الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري. ومِنه نقلتُ النقول السابقة.

وإليك بعض القواعد الهامة التي تفيدك في هذا الباب:
- المبتدع لا ينحصر في كونه إخوانيا أو صوفيا؛ وإنما هو كل من خالف نهج السلف؛ إخوانيا كان أو صوفيا أو خارجيا أو تبليغيا أو جهميا أو أشعريا أو ماتوريديا أو معتزليا... إلى غير ذلك.
- ليس كل من قال: "أنا لست إخوانيا" يكون كذلك؛ إذ إن الذي يوافق منهج الإخوان هو إخواني حتى وإن أنكر ذلك, وهذا نلاحظه في عمل أهل العلم؛ فإنهم ينسبون الشخص إلى الطائفة التي يوافقها حتى وإن أنكر هو انتماءه إليها.
- من علامات أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر. فمن يسب أهل السنة فهو يدلل على أنه من أهل البدع.
- مَن يزهّد الناس في علم الجرح والتعديل ويقول: "لا نتكلم في أحد" ونحو ذلك؛ فهو ضال؛ ولعل هذا ظهر لك من النقولات السابقة .
- كون المرء مِن حفاظ القرآن أو من الخطباء أو الوعّاظ أو نحو ذلك؛ وكان من أهل البدع؛ فإن هذا لا يشفع له؛ فإن الحارث المحاسبي كان من بحور العلم, ومع ذلك سقط عندما تكلم فيه أحمد بن حنبل بسبب أنه ابتدع.
فلا يأتينّ سفيه ويقول: لا تتكلموا في فلان فإنه شيخ أو من حفاظ القرآن أو نحو ذلك.




كتبه

علي المالكي

من آفات العلم أخذُ العلمِ عن غير أهله

أَخْذُ العلمِ عن غيرِ أهلِه خطأٌ يقع فيه الكثير ممن ينتسبون إلى طلب العلم؛
فتجد -مثلًا- مَن يأتي فقيهًا فيسأله عن صحةِ حديثٍ أو ضعْفِه!
ومَن يسألُ حنبليًّا عن القول الراجح في مذهب الشافعية في مسألةٍ ما!
ومَن يأتي متخصصًا في العقيدة فيسأله عن مذاهب القراء في المد المنفصل!
ومَن يأتي متخصصًا في الحديث فيسأله عن أقوال المفسرين في تفسير آيةٍ ما!
وهلمّ جرًّا.
وهذا خللٌ في التلقّي!
قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "سَلُوا عن كلِّ علمٍ أهلَه".
وقديمًا قيل: "إذا تكلّم الرجلُ في غيرِ فنِّه أتى بالعجائب".
ومِن أكبرِ الأسباب التي أدت إلى الوقوع في هذا الخطأ: ظَنُّ الكثير مِن الطلبة أنّ العالِمَ بالشرعِ متخصِّصٌ في كل علوم الشريعة! وهذا ظنٌّ خاطئٌ؛ فإن كلَّ علمٍ من العلوم الشرعية له أهله المتخصصون فيه العارفون بخباياه ودقيقِ مسائلِه, فهناك متخصصون في الحديث, وهناك متخصصون في الفقه, وهناك متخصصون في التفسير..., وهناك مَن يمنّ الله عليه فيجمع أكثرَ مِن فنٍّ؛ كمن يكون محدّثًا فقيهًا, أو مفسرًا أصوليًّا محدِّثًا, أو فقيهًا أصوليًّا مفسّرًا لغويًّا... إلى غير ذلك.
فكيفَ تأتي مَن ليس متخصصًا في فنٍّ فتسألَه عن أمرٍ مِن الأمور التي تحتاج متخصصًا في هذا الفن لكي يجيب عنها؟!
والأدهى والأمرّ مِن هذا: أن تجد غيرَ المتخصص هذا يجيبُه!
وقد ذكر الشيخ محمد بازمول أن مِن أخطاء التفكير: كلامُ الشخص فيما لا يُحسِنُه, وعدمُ الاعتراف بالتخصص؛ فتجده يتكلم في كل شيء!
انظر إلى إمامِ دارِ الهجرةِ مالكٍ -رحمه الله- حين سئلَ عن مسألةٍ في فنٍّ ليس فنَّه؛ أحال إلى أهل ذلك الفن؛ حيث سئل عن شيءٍ متعلق بالبسملة؛ فأحال على الإمام نافعٍ؛ فقال: "سلوا عن كلّ علمٍ أهلَه, ونافعٌ إمامُ الناس في القراءة".
وانظر إليه حينما أتاه رجلٌ مِن أهل المغرب وسأله عن مسألةٍ في فنِّه؛ فأجابه بقوله: لا أعلم.
والأمثلةُ في هذا كثيرةٌ في سيَرِ أئمتنا وعلمائنا.
وارجع إلى هذه المادة النافعة: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=38563

كتبه

علي المالكي

شرح أصول رواية قالون

تجد في هذا الرابط روابطَ دروسِ أصول رواية قالون التي ألقيها بمعهد الإمام الآجري
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=43582
وسأضع الجديد من هذه الدروس تِباعا في هذا الموضوع -إن شاء الله-.

شرح الجزرية

تجد في هذا الرابط روابطَ دروسِ شرح الجزرية التي ألقيها بمعهد الإمام الآجري
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=43582
وسأضع الجديد من هذه الدروس تِباعا في هذا الموضوع -إن شاء الله-.

السيرة الذاتية

الاسم: علي بن أمير بن علي المالكي.
الكنية: أبو عبد الرحمن.
سنة الميلاد: 1406 هـ - 1985م.
الحالة الاجتماعية: متزوج.
الجنسية: ليبي.
محل الإقامة: ليبيا.
البريد الإلكتروني: ali_almaliki_1406@yahoo.com - ali.aboabdilrahman@gmail.com 
صفحة فيس بوك: https://www.facebook.com/ali.almaliki.libya
الوظائف:
- معلم لمواد التربية الإسلامية واللغة العربية والرياضيات بوزارة المعاهد الفنية.
- مدير ومقرئ ومحاضر بمعهد الإمام الآجري لتحفيظ وإقراء القرآن الكريم.
- موجه لمادتي الغة العربية والتربية الإسلامية بمؤسسة رويال أكاديمي للتعليم الحر.
- مدرب بمؤسسة رويال أكاديمي.

- مشرف بركن علوم القرآن بمنتديات الإمام الآجري العلمية. 
- إمام وخطيب ومحفّظ بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف سابقًا.
المؤهل الأكاديمي:
ليسانس في اللغة العربية (تخصص اللغويات)، ودبلوم عالٍ في الهندسة الميكانيكية (تخصص محركات الاحتراق الداخلي)، وطالب بالسنة التميدية للدراسات العليا بكلية الآداب - قسم اللغة العربية - شعبة اللغويات
الدورات: 
دورتان في اللغة الإنجليزية، ثلاث دورات في الحاسوب والبرمجة، دورة تدريب مدربين (TOT)، دورة في القراءة السريعة، دورة في خط الرقعة.
الشهادات والإجازات العلمية:
- شهادة الإجازة التخصصية في حفظ القرآن الكريم وكتابته (برواية حفص)، من وزارة الأوقاف الليبية، بتقدير ممتاز، الترتيب الأول على مستوى الجبل الأخضر.
- شهادة عضوية الحُفّاظ المجازين في قراءة عاصم ورواية قالون، من الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.
- إجازة برواية قالون وقراءة عاصم من طريق "الشاطبية" من محمد الشريف بن إدريس حويل. 
- إجازة برواية قالون من طريق "الشاطبية" ورواية حفص من طريق الفيل من كتاب "المصباح" ومن طريقَي الفيل وزرعان من كتاب "الروضة"  من محمد بن إبراهيم الإسكندري المعروف بمحمد سكر.
- إجازة برواية قالون من طريق "الشاطبية" ورواية حفص من طريق الفيل من كتاب "المصباح" من حسن بن مصطفى الوراقي.
- إجازة برواية قالون من طريق "الشاطبية" من أبي إسماعيل إبراهيم بن محمد كشيدان.
- إجازة بروايتي قالون وحفص من طريق "الشاطبية" من أبي حمزة رفعت بن حسن الشرقاوي.

- إجازات بعدد من الكتب والمتون والأثبات، وهي مفصلةٌ في ثَبَتِ مروياتي، وهو موجود على هذا الرابط:
https://goo.gl/axdvfN

المؤلفات:

- "قرة العيون بتلخيص أصول رواية قالون" (مكتمل)، قدم له الشيخان إبراهيم كشيدان وعلي رضا المدني.
- "إتحاف الإخوان بتلخيص أصول رواية حفص بن سليمان" (مكتمل).
- "إتحاف الصحبة بتلخيص أصول رواية شعبة" (لم يكتمل بعد).
- "شرح المقدمة الجزرية" (لم يكتمل بعد).
- "شرح قرة العيون بتلخيص أصول رواية قالون" (مكتمل).
- رسالة "فوائد هامة فيما يخص اختيارات الإمام الشاطبي في رواية قالون" (لم تكتمل بعد).
- "إتحاف الخلان بحكم تجويد القرآن" (مكتمل).
- تحقيق متن: "المقدمة الجزرية" (مكتمل)، قدم له الشيخ إبراهيم كشيدان.
- تحقيق متن: "تحفة الأطفال" (مكتمل).
- مقدمة في التجويد (مكتملة)
- مجموعة من متون التجويد بمقاس جيب (لم يكتمل بعد).
- إتحاف الكرام بكيفية الهوي إلى السجود وكيفية القيام (مكتمل).
- أساليب تعليم نبوية مستفادة من الأربعين النووية" (مكتمل)
- بحوث في مواضيع متفرقة، أكثرها موجود في هذه المدونة.

صور الشهادات والإجازات
(اقتصرتُ من الإجازات على ما فيه لفظ الإجازة وتاريخها فقط؛ لئلا أثقل الصفحة)

شهادة الليسانس

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

1- إجازة محمد الشريف بقراءة عاصم من طريق الشاطبية


2- إجازة حسن الوراقي برواية قالون من طريق الشاطبية (وبعد أن كتب لي الإجازة عدت إلى ليبيا وأكملت عليه عبر النت إلى أن وصلت إلى منتصف سورة النساء)


3- إجازة محمد سكر برواية قالون من طريق الشاطبية



 4- إجازة محمد الشريف برواية قالون من طريق الشاطبية


5- إجازة محمد سكر برواية حفص من الطيبة































6- إجازة حسن الوراقي برواية حفص من طريق الفيل من المصباح



7- إجازة رفعت الشرقاوي



8- شهادة الأوقاف


8- شهادة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم































الإجازات الصوتية:
https://archive.org/download/ali_almalikey_libya_hotmail_20151213/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%A9.rar


كُتبت يوم  12 / 1 / 1440 هـ



تنبيه: سأضيف مزيدا من الإضافات إلى السيرة الذاتية في وقت لاحق -إن شاء الله-.

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

بعض الأخطاء اللغوية التي يقع فيها المؤذنون

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فَغَيْرةً على دين الله, وعلى اللغة العربية؛ قمتُ بجمع ما تيسر لي من الأخطاء اللغوية التي وجدتُ عليها كثيرا من مؤذني زماننا, وهأنذا أضعها بين أيديكم لتتنبهوا لها وتُنبِّهوا إليها.
أولا- أخطاء الأذان: 
في لفظ الجلالة: مد الهمزة (آلله), وتطويل شدة اللام, وتخفيف اللام (أَلَاه), وتطويل ضمة الهاء.
في (أكبر): مد الهمزة (آكبر), وزيادة ألف بعد الباء (أكبار), وقلقلة الكاف, وتطويل زمن سكون الراء حتى تصير راءً مشددة (أكبرّ), فتح الراء وصلًا (أكبرَ الله).
في (أشهد): مد الهمزة (آشهد), وزيادة ألف بعد الهاء (أشهاد), وبعضهم يُثَنّي بتطويل ضمة الدال (أشهادو).
في (إله): تطويل كسرة الهمزة هتى يتولد منها ياء (إيلاه), وتطويل فتحة الهاء (إلاها).
في (محمدا): تطويل ضمة الميم حتى يتولد منها واو (موحمدًا), وتطويل فتحة الحاء حتى يتولد منها ألف (محامدًا), وتطويل فتحة الميم حتى يتولد منها ألف (محمادًا).
في (رسول): تطويل فتحة الراء حتى يتولد منها ألف (راسول).
في (حي): تطويل شدة الياء, وتطويل فتحة الحاء حتى يتولد منها ألف (حايّ), وبعضهم يثني بتطويل فتحة الياء أيضا (حايّا).
في (الصلاة): تطويل فتحة الصاد حتى يتولد منها ألف (الصالاة).
في (الفلاح): تطويل فتحة الفاء حتى يتولد منها ألف (الفالاح), والوقف عليها بهاء (الفلاه).
ثانيا- أخطاء الإقامة:
يقع في الإقامة من الأخطاء كثيرٌ مما مرّ ذكرُه في الأذان, وتزيد الإقامة بما يأتي:
تحريك هاء لفظ الجلالة بالفتح وصلًا.
في (أشهد): جَعْلُ همزتِها همزةَ وصلٍ عند وصلِ ما قبلها بها.
في (الصلاة): حذف الهاء وصلا (حي على الصلا حي... قد قامت الصلا الله أكبر)
في (قد قامت): إبدال الدال تاء (قت قامت), وتحريك تاء التأنيث بالضم (قامتُ الصلاة), وكسر الدال (قدِ قامت), ووصل هاء التأنيث بالكسر (قامت الصلاةِ).
وصل المتحرك بالسكون: (الله أكبرْ أشهد), (اللهْ أشهد) , (حي على الصلاهْ حي), (حي على الفلاحْ قد), (الله أكبرْ لا إله إلا الله). 

هذا ما تيسر لي جمعُه. وأنتظر ممن عنده إضافة أن يتحفنا بها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

كتبه
علي المالكي

متن تحفة الأطفال

قراءة صوتية لمتن تحفة الأطفال الذي قمت بتحقيقه

تحفة الأطفال بتحقيقي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الرحمنِ الرحيم, المنّانِ الكريم, والصلاة والسلام على نبيِّه الأمين, المبعوث رحمة للعالمين, محمدٍ خاتمِ النبيين, وعلى آله وأصحابه أجمعين, والتابعين وأتباعِ التابعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه منظومة: «تُحْـفَـة الْأَطْـفَـالِ»([1]) للشيخِ المقرئِ سليمان بن حسين بن محمد الجَمْزُوري الشهيرِ بـ(الأفندي)([2]) (كان حيًّا سنة 1227هـ)([3]).
وهي أرجوزةٌ تتألف مِن واحدٍ وستين بيتًا, وضعَها ناظمُها للناشئة الذين يريدون أن يتعلموا التجويدَ؛ بحيثُ تكونُ دراستُها خطوةً أُولى لَهُمْ في طريقِ تعلُّمِ هذا العلم الشريف, وقد ضمَّنَها بعضَ الأحكامِ الكثيرةِ الورودِ التي رأى أنها تُناسب مستواهم العلمي؛ كأحكام النون الساكنة والتنوين, وأحكام المدود, وغيرِ ذلك مما سيمر بنا في المنظومة.
وقد لقيَتْ هذه المنظومةُ عنايةً مِن عددٍ مِن علماء ومعلِّمِي التجويد؛ روايةً وشرحًا وتلقينًا للطلاب, كما لقيَت عنايةً مِن طُلّاب التجويد؛ حفظًا ودراسةً, فلا تكاد تجد أحدًا منهم إلا ويحفظها ويَستشهِد بها, بل إنها في وقتنا هي أكثرُ المنظوماتِ شُهْرةً بعد «المقدمة الجزرية».
وقد اعتنيتُ بتحقيقِ نَصِّ هذه المنظومة, وضبطِها بالشكل, ووضعِ علامات الترقيم؛ وذلك لغرضِ إصدارِها مطبوعةً ضمن كتابٍ بمقاسِ جَيْبٍ يَحْوي أهمَّ منظوماتِ علمِ التجويد محقَّقَةً ومضبوطةً بالشكل؛ مساهمةً مني في نشرِ العلم وخدمةِ طلبة العلم؛ حيثُ إني لَم أجِد في المكتباتِ التي زُرْتُها كتابًا بهذا المقاس يجمعُ هذه المتون بالصفاتِ المذكورةِ.
وقد اعتمدتُ في التحقيق على بعض النُّسخِ المخطوطة والمطبوعةِ, وهذا وصْفُها:
أولًا- النسخ الخطية:
1- نسخةٌ مِن شَرْحِ الناظِم المسمى: «فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال» كُتِبَتْ سنة 1287هـ, وهي محفوظة بالمكتبة الأزهرية (برقم 1374 قراءات), وهي كاملة, وتقع في إحدى عشرة ورقة, عدد سطور كلِّ ورقة واحد وعشرون سطرًا, وكتبت بخط النسخ، مع تمييز العناوين والمتن باللون الأحمر, واسم ناسخها: أحمد بن محمد عبد الْمُتَعال([4]).
2- نسخةٌ من الشرح كُتِبَتْ سنة 1295هـ, وهي محفوظة بالمكتبة الأزهرية (برقم 42931), وهي كاملة, وتقع في عشرة أوراق, عدد سطور كلِّ ورقة ثلاثة وعشرون سطرًا, وكتبت بخط النسخ، مع تمييز العناوين والمتن باللون الأحمر, واسم ناسخها: حسن بن عبد الله البنّا.
3- نسخةٌ من الشرح كُتِبَتْ في القرن الثالث عشر –تقديرًا-, وهي موجودة على موقع جامعة الملك (برقم 2050), وهي كاملة, وتقع في ثماني عشرة أوراق, عدد سطور كلِّ ورقة خمسة عشر سطرًا, وكتبت بخط النسخ، وليس عليها اسمُ ناسِخِها, ومكتوبة على طُرّتها تَمَلُّكات.
ثانيًا- النسخ المطبوعة:
1- النسخة المطبوعةُ بتحقيق محمد بن فلاح المطيري, وذلك ضمن كتابِهِ: «الإحكام في ضبط المقدمة الجزرية وتحفة الأطفال» (ط1). وهذه النسخة هي أفضل وأجوَد النسخ المطبوعة التي وقفتُ عليها. وقد ذكَرَ في كتابِه (ص26-41) مصادرَه ومنهجَه في التحقيقِ.
2- النسخة المطبوعة ضمن كتاب: «الفريد في إجازات وأسانيد بعض متون وكتب التجويد» (ط1) لحسن بن مصطفى الوَرّاقي. وقد اعتمد في ضبطِها وتصحيحِها على ما رواه عن مشايخِه, واستعان ببعض النسخ الخطية([5]).
3- النسخة المطبوعة بعناية أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم, وقد صدَّرَ بها تحقيقَه لكتاب: «منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال» لشيخِ القرّاء والمقارئ المصرية في زمانه: علي بن محمد الضبّاع. ولكنه لم يذكر الأصول التي اعتمد عليها في تحقيقه للمتن, بل حتى الشارح لم يذكُر ذلك في الأصل المطبوع, فربما كان اعتمادُ الشارح في ذلك على الرواية فقط أو على بعضِ النُّسخ ولكنه لم يذكرها, والله أعلم.
كما اعتمدت –أيضًا- على التلقي عن الشيوخ؛ حيث قرأتُه على محمد الشريف بن إدريس بن عبد القادر حَويل, وهو قرأه على إبراهيم بن محمد بن يوسف كُشَيْدان, وهو على إلياس بن أحمد حسين بن سليمان الأركاني البَرْمَاوي, وهو على عدد من الشيوخ بأسانيد مختلفة, هذه بعضُها: 
قرأه على حسن بن سعيد الإسكندري, وهو على إبراهيم بن عطوة بن عوض, وهو على عليّ بن محمد الضبّاع, وهو على عبد الرحمن بن حسين الخطيب الشعّار, وهو على محمد بن أحمد المتولي بسنده إلى الناظم([6]).
(ح) وقرأه البرماوي على عبد السلام حُبوس, وهو على أحمد بن عبد العزيز الزيّات, وهو على عبد الفتاح هُنَيْدي, وهو على المتولي.
(ح) ويرويه عبدالسلام حُبُوس عن محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكّي, وهو عن أبي النصر محمد سليم بن خلف الحمصي الشافعي, وهو عن أبي الحسن عبد الفتاح بن مصطفى المحمودي اللاذقي, وهو عن أبي الوفا نصر بن نصر الوفائي الهوريني, وهو عن الناظم([7]).
(ح) ويرويه الفاداني عن بدر الدين بن يوسف الحَسَني, وهو عن إبراهيم بن علي بن حسن السقَّا, وهو عن الهوريني.
(ح) وأرويه عن حسن بن مصطفى بن أحمد الوراقي –قراءةً لِغَيْرِي عليه وأنا أسمع-, وهو يرويه –قراءة لكامله- عن عبد الفتاح بن مَدْكُور بن بيومي, وهو عن علي الضبّاع.
(ح) ويرويه الوراقي –قراءة لكامله- مِن طُرُقٍ عن حسن بن بيّومي الكَرّاك, وهو يرويه عن محمد سابق الإسكندري, وهو عن خليل بن عامر الْمُطوبسي, وهو عن علي الحلو السمنودي, وهو عن سليمان الشهْداوي, هو عن عليٍّ الميهي -شيخِ الناظم-([8]).
هذه بعضُ الأسانيد التي أدت إليّ هذا النظم عن ناظمه –رحمه الله-, وقد أوردتُها لك –أخي القارئ- كما وجدتُها في الأجازات مُبيِّنًا ما وقفتُ عليه مِن كلامٍ حولها, ومن أسند لك فقد أحالك.

منهجي في التحقيق:
1- قابلتُ بدقَّةٍ بين الأصول السابقةِ وبين ما تلقيتُه روايةً.
2- ضبطتُ نصَّ المنظومة كلَّه بالشكل, مع إضافة علامات الترقيم. 
3- اعتمدتُ عند الاختلافِ ما ظهر لي أنه أرجح؛ إمّا لنصِّ الناظم عليه في شرحه, وإما لحكايةِ الميهيِّ إياه عن الناظم, وإما لاتفاق أكثر الأصول عليه, وإما لغير ذلك.
وإذا تساوى وجهان في القوة أعتمِدُ الأشهرَ مِنهما أو الأنسب للوزن أو للسياق أو غير ذلك.
4- لم أقصد استيعاب كل الخلافات, وإنما ذكرتُ منها ما ظهر لي أنه يستحق الذكر؛ لئلا أُثقل الحواشي. ومن أراد الوقوف على بقية الخلافات فليرجع إلى تحقيق المطيري.
5- لم أتناول شيئًا من المنظومة بالشرح أو التعليق؛ وذلك لأن القصد هو تحقيق النَص فقط.
6- علَّقتُ على قول الناظم: «ذي الكمالِ».

أسأل الله الكريم أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم, وأن ينفع به, وأن يكتب لي أجره؛ إنه سميع قريب مجيب.
وإنني أرجو مِن كلِّ أخٍ ناصحٍ يجدُ خطأً أو قصورًا أو كان عنده اقتراح أو إضافة – أن لا يبخل عليّ بالنصح والتوجيه –مشكورًا-.

الروابط
رابط صفحة التنزيل:
https://goo.gl/745hH6
رابط التنزيل المباشر:
https://goo.gl/2eeFCA                        


______________________________
([1]) قال ضيف الله الشمراني: «اسم هذا النظم: «تحفة الأطفال»، هكذا سمّاه ناظمه في المتن والشرح
ولكن جاء في مقدّمة الشيخ علي الضبّاع تسمية النظم بـ«التحفة الجمزورية في تجويد كلام رب البرية», ويظهر لي أن الشيخ لم يقصد عَنْوَنَةَ النظمِ بهذا؛ فإنه قال بعد ذلك: «وسميتُها: «مِنْحَة ذي الجَلال في شرح تُحفة الأطفال»».
وفي «معجم المؤلِّفين» (4/ 257): «من تصانيفه: «تحفة الأطفال في تجويد القرآن»».
واشتهر اسم هذه المنظومة عند بعض طلاب العلم بـ«تُحفة الأطفال والغِلْمان في تجويد القرآن»، واختار هذه التسمية الأستاذ محمد فلاح المطيري في كتابه: «الإحكام في ضبط المقدمة الجزرية وتحفة الأطفال»، والدكتور أشرف طلعت في تحقيقه للمتن وشرحِه له، وغيرُهما، ولم يذكروا مستندا لهذا الاختيار.
والصحيح ما اختاره الناظم؛ فيكون اسم النظم: «تحفة الأطفال».» اهـ كلامُه بتصرف واختصار يسيرَيْن.
([2]) انظر مقدمة «فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال» للناظم.
([3]) لم أقف على مَن ذَكَرَ تاريخ وفاته, وأكثرُ تاريخٍ يُمكنني القولُ بأنه كان حيًّا فيه هو ما ذكرتُه في الأعلى, وهو تاريخ زيارة نَصْرٍ الهوريني لطنطا وأخذِه عنه (انظر تحقيق المطيري ص51).
([4]) وهي أقدمُ نسخةٍ وقفتُ عليها –إن لم تكن النسخة الثالثة أقدم منها؛ لأنها لا يُعرَف تاريخُ كتابتها تحديدًا-. 
([5]) ولكنه لم يصِفْ هذه النسخ, إلا أني أظن أنها هي عَيْنُها النسخُ التي اعتمدتُ عليها؛ وذلك لأني حصلتُ على النسخ التي اعتمدتُ عليها مِن أحدِ طلابِه المقرَّبين الذي يساعدُه في صَفِّ كُتُبِه وفي توفير المصادر التي لا يجدُها مطبوعةً.
([6]) لم نَقِفْ على رجالِ إسناد المتولي لا في الإجازات ولا في كتب المتولي وطلابِه؛ ولذا لا ندري هل هو صحيحٌ أم لا, ولا ندري ما سببُ عدمِ ذِكْرِه في تلك المصادر, يحتمل أنهم كانوا في زمن المتولي يهتمون بجانب الدراية أكثر من جانب الرواية؛ ولذا لم يكن لهم اهتمام بالأسانيد؛ مما أدّى إلى صيرورة سند المتولي إلى الناظم نسيًا منسيًّا, ويحتمل –أيضًا- أن المتولي نفسَه نسيَه ولذا لم يَذْكره لطلابه, وربما يُحتمل غيرُ ذلك, والله أعلم بحقيقة الأمر.
واعلَمْ أن أكثر قرّاءِ زماننا الذين يروون هذا المتن تنتهي أسانيدهم إلى المتولي, وبخاصة قراء الديار المصرية؛ وذلك لأن المتولي كان شيخ قراء مصر في زمانه, ولأنه هو الذي نشر هذا المتن بعد أن كان غيرَ مشهور في وقتٍ ما قبْلَ زمنِه –كما ذَكَرَ الورّاقيُّ-.
([7]) وهذا السندُ والذي بعده غيرُ متصليْن بالقراءة أو السماع في بعضِ طبقاتِهما؛ ولكنهما متصلان بالإجازة –كما قرر ذلك بعضُ الباحثين-. 
وأيضًا؛ الهورينيُّ أخبر في كتابه «المطالع النصرية» (ص140) أنه حضر عند الناظم حين كان يدرّس هذا النظم, ولكن لا نعلم هل تلقاه عن كاملًا أم بعضَه فقط.
([8]) وهذا مِن رواية الأكابر عن الأصاغر. 
وهذا السند مع كونِه أقل شهرة مِن الأول إلا أن عددًا مِن قراء زماننا يَرْوُون المتنَ مِن طريقه؛ كتلاميذ الشيخ حسن الشاعر, وتلاميذ الشيخ عبد العزيز كُحيل.
وقد تكلم بعضُهم في هذا المتن قائلين: إن الميهي لم يتلقَّ النظمَ عن الناظم, ومَن أثبت التلقّي تعلل بأن الميهي هو الذي أمَرَه بنظمِه فلا بد أنه عرضها على شيخه فسمعها عليه, وهذا لم يثبت. هكذا قالوا. بينما الضبّاع أثبت هذا التلقي في حاشيته على النظم (ص51), ولو طبّقنا قواعد علم الرواية لرجَّحْنا قولَ الضبّاع؛ وذلك لأن قول المثبِت مقدَّم على قول النافي, ولكن هل الضبّاع حين أثبتَ هذا التلقي بنى قولَه على التعليل المذكور أو غيرِه؟ أم أنه ثبت عنده التلقي قراءةً أو سماعًا. هذا –أيضًا- سؤالٌ يحتاج إلى جواب. فالله أعلم بمن قولُه الصواب.

أخي طالب العلم، احذر أن تسلك هذا المسلك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
أما بعد
فإن من المعلوم -إخوتي الأكارم- أن السلفي مُطَالَب بالحرص على سُمْعَةِ الدعوة السلفية وَحَمَلَتِها، وبالحرص على تقويم إخوانه السلفيين إذا رأى مِن أحدهم خللًا، لا سيما إن كان هذا الخلل متعدِّيًا صاحبَه، فضلًا عمّا لو كان هذا الخلل قد يضر بالدعوة السلفية في الوسط الذي يوجد فيه.
ومِن هذا المنطلَق؛ أحب أن أنبه ههنا على بعض الأمور التي لمستُها مِن بعض الإخوة الذين عايَشتُهم - وأظنها موجودة عند غيرهم في أماكنَ أخرى -، عسى أن يكون في هذه الكلمات نفعًا وتذكيرًا. 

رابط الموضوع: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=28485

متن الجزرية

قراءة صوتية لمتن الجزرية الذي قمت بتحقيقه
رابط مباشر:
https://goo.gl/oAXv30

معهد الإمام الآجري لتحفيظ وإقراء القرآن الكريم

هذا رابط المنبر الخاص بـ(معهد الإمام الآجري لتحفيظ وإقراء القرآن الكريم)، وهو المعهد الذي أتشرف بإدارته، وسيجد القارئ في هذا المنبر كل ما يتعلق بالمعهد.
http://www.ajurry.com/vb/forumdisplay.php?f=164

تنبيهات تجويدية

موضوع خصصتُه للتنبيهات التجويدية، وضمَّنتُه ما تيسر لي من الكتب التي تحدثت عن هذا الأمر.
رابط الموضوع: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=24460

إجابات عن أسئلة تتعلق بالتجويد والقراءات

موضوع خصصته للإجابة عن أسئلة أعضاء (منتدى الإمام الآجري) في التجويد والقراءات.
رابط الموضوع: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=22396

تحذير النابهين مما يفعله بعضُ القراءِ المحْدَثين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه
أما بعد:
فلا يخفى ما تعُجُّ به الساحة في هذا الزمان مِن القُصَّاص والدعاة الجاهلين والمخبِّطين والمبتدعين, مِن أمثال إبراهيم الدويش والعريفي وعمرو خالد وطارق السويدان والشعراوي ومحمد حسان... والقائمة تطول جدًّا
وهؤلاء يلتفُّ حولَهم الجُهَّال بكثرة؛ لأسبابٍ, منها: اغترارُهم بأساليبِهم وزخرفتِهم للقول
ومثل هذا نَجِدُه مع الكثير من قُرَّاء القرآن
ستسألني: كيف؟!
أجيبك بأن هناك الكثير من القُرَّاء الذين يتخبَّطون في القراءة ويأتون فيها بأشياء مُحدَثة حذَّرَ منها علماء القراءة - رحمة الله عليهم -, وهؤلاء القُرَّاء يتهافتُ الجُهَّالُ على سماعِ قراءتهم بكثرة؛ لأسبابٍ, منها: اغترارهم بأدائهم وجمال أصواتهم
هل ظهرت لك الآن إذَنْ - أخي القارئ - العلاقةُ بين المثالَيْن؟

وسأذكر فيما يلي من المشاركات - إن شاء الله - ما يتيسر لي من تلك الأشياء المحدَثَة التي يفعلُها هؤلاء, ثم أذكر ما يحضرني مِن أسماء أولئك القراء؛ عملاً بحديث: "الدين النصيحة", وذَبًّا عن كتاب الله - تبارك وتعالى -, وأسأل الله الكريم أن يوفقني لذلك, وأن يسددني, وأن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم, وأن ينفع به, إنه - سبحانه - ولي ذلك والقادر عليه.

رابط الموضوع: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=31513&page=5

فوائد تتعلق باختيارات الشاطبي في رواية قالون

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن من المباحث الهامة في علم القراءات: مبحث الاختيار عند القُرَّاء([1]). وإنَّ لهذا الاختيارِ شروطًا وضوابطَ, ومِن شروطه: أن يكون المُخْتَارُ أهلاً للاختيار.
وإنّ ممن توافرت فيه شروط الاختيار: الإمام أبو محمد القاسم بن فِيرُّه بن خَلَف الشاطبي الرُّعَيْنِي الأندلسي (ت590هـ) صاحب "الشاطبية" - رحمه الله -.
الإمام الشاطبي كان غرضُه الرئيسي مِن تأليفِه لـ"الشاطبية" هو اختصار كتاب "التيسير في القراءات السبع", إلا أنه لم يختصر "التيسير" اختصارًا محضًا؛ أي أنه لم يقتصِرْ فيها على ما جاء في "التيسير" دون زيادة أو نقصان؛ وإنما زاد فيها أشياء مِن اختياراته, وتَرَكَ أشياء مِما في "التيسير" لم يُضَمِّنْها إيَّاها.
والدليل على أنه زاد في "الشاطبية" أشياءَ مِن اختياراته - قوُله في خُطبتها([2]):
"وأَلْفَـافُهــا زادت بِنَشْـرِ فـوائــدٍ فَـلَفَّتْ حيـاءً وَجْهَها أن تُفَضَّلا"
قال أبو شامة: "...فتلك الألفافُ نَشَرَتْ فوائدَ زيادةً على ما في كتاب "التيسير"؛ مِن زيادة وجوهٍ أو إشارةٍ إلى تعليلٍ وزيادةِ أحكامٍ وغير ذلك مما يذكره في مواضعه... " ([3]) اهـ.
والدليل على أنه ترك أشياء مِن "التيسير" لم يُضَمِّنْها "الشاطبيةَ" - التتبُّعُ والاستقراءُ؛ فإن مَن قارنَ بين "الشاطبية" و"التيسير" يَجِدُ أن الشاطبي يترك أحيانًا بعضَ الأشياء مِن "التيسير" فلا يُضَمِّنُها "الشاطبيةَ" ([4]).
والأوجُهُ التي زادها الشاطبي على ما في "التيسير" ([5]) يُطلَق عليها: "زيادات القصيد", وهي مما زاده الشاطبي مِن مرويَّاتِه الواسعة المسنَدة.

بعد هذه التوطئة أدخل في صلب الموضوع:
ظَهَرَتْ نابتةٌ جديدةٌ في الآونة الأخيرة يمنعون القراءة بكل ما خرج به الشاطبي عن طريق "التيسير", وأيضًا إلى يلزمونه بكل ما في "التيسير"؛ وذلك بحجة تحرير الطُّرُق!
وهذا شيء عجيب! 
يا سبحان الله! أفهؤلاء أعلمُ مِن كُلِّ العلماء الذين تَلَقَّوْا هذه القصيدة بالقبول وقرؤوا بها وأقرؤوا طيلة هذه القرون المتعددة؟!
وقد انبرى للرد على هذا المذهب عددٌ من علماء القراءات, منهم من رَدَّ بإجمال ومنهم مَن رد بتفصيل. ومن أجمل ما وقفتُ عليه من هذه الردود - مكتوبًا -: كتابات الشيخ إيهاب فكري (مدرِّس القرآن والقراءات بالمسجد النبوي الشريف), والتي منها: "تأصيل التحرير", وكتاب: "إنصاف الإمام الشاطبي", وما ضَمَّنَه كتابَه: "تقريب الشاطبية", وما سطَّرَه في مقدمة تحقيقه لكتاب: "شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير". ولشيخي د. إبراهيم محمد كُشَيْدان (المقرئ بالقراءات العشر الكبرى والصغرى) ردود عليهم - أيضًا -, أتحَفَني بها حينما عرضتُ عليه عددًا مِن مباحث كتابي: "قرة العيون بتلخيص أصول رواية قالون". 
ومشاركةً مِنِّي في رد ذاك المذهب الغريب أكتُبَ هذا الموضوع, لاسيما وأنه قد تأثر بذاك المذهب عدد من طلبة القراءات.
وخُطَّتي في هذا الموضوع هي إيراد ما يتيسر لي من الأوجه التي يمنعون مَن يقرأ برواية قالون مِن طريق "الشاطبية" - مِن القراءةِ بها أو يلزمونه بالقراءة بها, ثم إيراد كلام الشاطبي في "الشاطبية", ثم إيراد كلام الأئمة المحققين مِن شراح "الشاطبية" وغيرهم.
وبما أن هذا البحثَ طويلٌ بعض الشيء والوقتَ ضيق؛ فإنني – إن شاء الله - سأجزئه إلى عدة مشاركات في كل مشاركة أتكلم على وجه, ثم بعد الانتهاء أقوم بدمج المشاركات كلها مع بعضها.
وسأقتصر على رواية قالون فحسب, ثم إذا انتهيتُ منها ربما أنتقل إلى غيرها إن وجدتُ مَن يساعدني في ذلك – إن شاء الله -.
أسأل الله التوفيق والإعانة والسداد, وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم, وأن ينفع به أهل القرآن, إنه – سبحانه وتعالى – ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه
علي بن أمير المالكي


رابط الموضوع:
 http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=31539


_____________________________

([1]) أفضلُ ما وقفتُ عليه من الكتب المتعلقة بهذا الموضوع: رسالة ماجستير عنوانها: "الاختيار عند القراء .. مفهومه, مراحله, وأثره في القراءات" لأمين بن إدريس بن عبد الرحمن فلاته, قدمها لجامعة أم القرى بمكة المكرمة (وهو موجود في موضوع على شبكة الإمام الآجري).
([2]) (ص6/ البيت 69).
([3]) انظر «إبراز المعاني» (ص51).
([4]) انظرها في «تقريب الشاطبية» (ص564-565).
([5]) انظرها في «تقريب الشاطبية» (ص554-564).

فوائد هامة وعزيزة تتعلق بأسانيد الشاطبية والتيسير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه فوائد هامة وعزيزة متعلقة بأسانيد «الشاطبية» و«التيسير»
وهذه الفوائد - على أهميتها - قَلَّ مَن يَتعرض لها
وقد كنتُ ضَمَّنتُها كتابي «قرة العيون»؛ وذلك لِأن حاجة القارئ إلى معرفتها ماسة جدًّا 
وقد رأيتُ أن أفردها ههنا في هذا الموضوع, سائلاً الله - تبارك وتعالى - أن ينفع بها.

فوائد تتعلق بأسانيد «الشاطبية» و«التيسير»([1]):
الفائدة الأولى: يذكُرُ البعضُ كلامًا مَفَادُه أنَّ أسانيدَ الإمام الشاطبي تنحصرُ في طرقٍ تؤدي إلى الإمام الداني فقط, وبناءً على هذا يُلْزِمُ الإمامَ الشاطبيَّ ألاّ يَخْرُجَ عمَّا في كتُب الإمام الداني! 
وهذا أمرٌ مخالفٌ للواقع, بل هو مخالفٌ لِما في «النشر» مِن الأسانيد([2]), فما بالك بأسانيد الإمام الشاطبي الأخرى التي لم تُذكَر في «النشر»؟!
فالإمام الشاطبي مروياتُه واسعة؛ مِنها ما يُسنِدُه مِن طريق الإمام الداني, ومِنها ما يُسنِدُه مِن طريقِ غيرِه.
وسأَسُوقُ ههنا ما جاء في «النشر» مِن أسانيد الشاطبي إلى قالون كمثالٍ على تَعَدُّدِ أسانيدِه وعدمِ انحصارِها في الداني:
قرأ الشاطبيُّ روايةَ قالون على أبي الحسن علي بن محمد بن هُذَيْل, وهو على أبي داود سليمان بن نَجَاح, وهو على الداني, وهو على أبي الفتح فارس بن أحمد, وهو على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن, وهو على إبراهيم بن عمر البغدادي, وهو على ابن بُويَان, وهو على أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث (المعروف بـ: أبي حسان), وهو على أبي نَشِيط, وهو على قالون, (ح) وقرأ الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي, وهو على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلامِ الفَرَس, وهو على سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدّوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البيّاز, ثلاثتُهم على الداني, (ح) وقرأ محمد بنُ غلامِ الفَرَس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع, وهو على عبد الله بن سهل, وهو على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي, وهو على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غَلْبون, وهو على صالح بن إدريس, وهو على القزَّاز, وهو على أبي حسان([3]).
فأنت ترى أن الطريقَ الأخيرَ لم يَمُرَّ بالداني.
إذا عَلِمتَ ما سبق فاعلم أن الإمام الشاطبي له الاختيار فيما يرويه مِن طُرُقِه - كما هو نهج السابقين من القرّاء -.
فإذا عَلِمتَ هذا فاعلم - أيضًا - أن «الشاطبية» ليست اختصارًا مَحْضًا لكتاب «التيسير», أي أن الشاطبيَّ لم يقتصِرْ فيها على ما جاء في «التيسير» دون زيادة أو نقصان؛ وإنما زاد فيها أشياء مِن اختياراته, وتَرَكَ أشياء مِما في «التيسير» لم يُضَمِّنْها إيَّاها.
والدليل على أنه زاد في «الشاطبية» أشياءَ مِن اختياراته - قوُله في خُطبتها([4]):
وأَلْفَـافُهــا زادت بِنَشْـرِ فـوائــدٍ فَـلَفَّتْ حيـاءً وَجْهَها أن تُفَضَّلا
قال أبو شامة: «...فتلك الألفافُ نَشَرَتْ فوائدَ زيادةً على ما في كتاب «التيسير»؛ مِن زيادة وجوهٍ أو إشارةٍ إلى تعليلٍ وزيادةِ أحكامٍ وغير ذلك مما يذكره في مواضعه...»([5]) اهـ.
والدليل على أنه ترك أشياء مِن «التيسير» لم يُضَمِّنْها «الشاطبيةَ» - التتبُّعُ والاستقراءُ؛ فإن مَن قارنَ بين «الشاطبية» و«التيسير» يَجِدُ أن الشاطبي يترك أحيانًا بعضَ الأشياء مِن «التيسير» فلا يُضَمِّنُها «الشاطبيةَ»[6]).
والأوجُهُ التي زادها الشاطبي على ما في «التيسير»([7]) يُطلَق عليها: «زيادات القصيد», وهي مما زاده الشاطبي مِن مرويَّاتِه الواسعة المسنَدة.

الفائدة الثانية: أسانيد الداني في كتابه: «التيسير» لا تنحصر فيما ذكره في أوَّلِه, وهذا قد نَصَّ عليه هو نفسُه؛ فقال - بعد أن ساق الأسانيد -: «فهذه بعض الأسانيد التي أدت إلينا الروايات روايةً وتلاوةً»([8]).
وهذا يفيد أنه لم يذكر إلا بعض أسانيده لِما أورده في «التيسير» لا كلَّها, فكان على مَن تعقَّبوه أن يقولوا لِما يَخرج فيه عن طرقه التي ذكرها: إنه خروج منه عن طريقه الذي ذَكر إسنادَه, لا على ما لم يَذكر إسنادَه؛ إذ كلامُه واضحٌ في أن له طرقًا أخرى لِما أورده في كتابه لَم يذكرها.

الفائدة الثالثة: طريق «الشاطبية» ليست هي طريق أبي نشيط رَأْسًا - كما يظن بعضُ الطلبة - ؛ وإنما هي إحدى الطرق التي تندرج تحت طريق أبي نشيط؛ إذْ إنَّ طريق أبي نشيط أوسع من طريق «الشاطبية»؛ فهي تضم الكثير من الطرق غير طريق «الشاطبية». وانظر في كتاب: «النشر»([9]) ستجد أن الإمامَ ابنَ الجزري أورَدَ من الطرق التي تندرجُ تحت طريق أبي نشيط أربعًا وثلاثين طريقًا؛ من بينها طريق «الشاطبية».
فإن سأل سائل: كم عدد طرق رواية قالون من طريق «طيبة النشر»؟
فالجواب أن عددها ثلاث وثمانون طريقًا. يجمع هذه الطرق طريقان رئيسيتان:
الأولى – طريق أبي نشيط (وهي تجمع أربعًا وثلاثين طريقًا - كما مَرّ - ).
الثانية – طريق أحمد بن يزيد الحُلْوَاني (وهي تجمع تسعًا وأربعين طريقًا)([10]).
تنبيه: شاع بين كثير من الطلبة المبتدئين أن لقالون من طريق «الشاطبية» سبعةَ - أو ثمانيةَ - أوجهٍ فقط, وهذا خطأ! فإن الأوجه التي تجوز لقالون من طريق «الشاطبية» أكثر من هذا بكثير.
وحسبنا ههنا مثالاً واحدًا يبين خطأ تلك المقالة:
قال تعالى: + أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦۚ ءَآلَـٰنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ _.
لو أردنا قراءة هذه الآية مقتصرين على جَمْعِ الأوجه الجائزة بين المدِّ المنفصل([11]) وميمِ الجمع([12]) و+ءَآلَـٰنَ_([13]) - لأمكَنَنَا أن نقرأها باثني عشر وجهًا!
وفي الجدول التالي بيانُ هذه الأوجه:

المد المنفصل ءَآلَـٰنَ ميم الجمع
قصر إبدال مع المد الطويل إسكان
قصر إبدال مع المد الطويل صلة
قصر إبدال مع القصر إسكان
قصر إبدال مع القصر صلة
قصر تسهيل إسكان
قصر تسهيل صلة
توسط إبدال مع المد الطويل إسكان
توسط إبدال مع المد الطويل صلة
توسط إبدال مع القصر إسكان
توسط إبدال مع القصر صلة
توسط تسهيل إسكان
توسط تسهيل صلة

فتأمّل.
________________________
([1]) انظر «تقريب الشاطبية" (ص552-565).
([2]) انظر «النشر» (1/99-192).
([3]) انظر «النشر» (1/99-102).
([4]) (ص6/ البيت 69).
([5]) انظر «إبراز المعاني» (ص51).
([6]) انظرها في «تقريب الشاطبية» (ص564-565).
([7]) انظرها في «تقريب الشاطبية» (ص554-564).
([8]) انظر «التيسير» (ص16).
([9]) (1/99) و(1/102).
([10]) انظر «النشر» (1/102) و(1/106).
([11]) وفيه وجهان.
([12]) وفيها وجهان.
([13]) وفيه ثلاثة أوجه.

قراءة لمتن بلوغ المرام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فهذه قراءةٌ بِصَوْتي لكتاب: "بُلُوغُ الْمَرَامِ مِنْ أَدِلَّةِ الْأَحْكَامِ" للإمام العَلَم الحافظ أَبِي الْفَضْلِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ عليِّ بْنِ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيِّ، المتوفى سنة 852 هـ، رحمة الله -تعالى- وأجزل له المثوبة !

الطبعة التي اعتمدتُ عليها:
اعتمدتُ في قراءتي لهذا الكتاب على طبعتين محقَّقتين, هما:
1- طبعة غير موجود عليها اسم ناشرها, بتحقيق سمير أمين الزهيري (الطبعة السابعة).
2- طبعة دار الصدّيق, الطبعة الأولى, بتحقيق عصام موسى هادي.
وذلك لكونهما اعتمدا على نسخة عمر بن علي التتائي(1) (أصحّ نُسَخ الكتاب المعروفة حتى الآن), وهذه النسخة -في الواقع- هي الأصلُ الحقيقي الذي اعتمدتُ عليه في قراءتي للكتاب.
وقد استعنتُ -إضافة إلى ما ذُكِر- ببعض التحقيقات الأخرى للكتاب -كتحقيق الفقي, وتحقيق المروعي-, وبالطبعات المحققة للأصول الحديثية -كالأمّات الست, وغيرها-.

السند الذي أدّى إليّ هذا الكتاب عن مؤلفه -رحمه الله-:
أرويه عن أبي عاصم نادر العَنَبْتَاوي قراءةً عليه من أول الكتاب إلى باب إزالة النجاسة وبيانها؛ وإجازةً بسائره, وهو يرويه قراءةً وسماعاً وإجازة عن عدة مشايخ, منهم: عبد القيوم بن زين الله الرحماني البَستوي سماعاً لكامله, وهو عن عبيد الله الرحماني المباركفوري قراءة عليه لكامله, وعن أحمد الله القرشي الدِّهْلَويّ إجازةً, ويرويه عبيد الله الرحماني عن عبد الرحمن المباركفوري وأحمد الله القرشي الدِّهْلَوي, كلاهما عن نَذِير حسين الدِّهلوي سماعاً لكامله, عن إسحاق الدهلوي عن عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي عن والده ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي عن أبي طاهر محمد بن إبراهيم بن حسن الكُوراني عن شهاب الدين أحمد بن محمد بن حمزة الرملي الكبير عن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري ثم المدني عن زين الدين أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري عن المصنف, (ح) وأرويه عن حافظ ثناء الله الزاهدي قراءة عليه من أوله إلى أول باب الغسل وحكم الجنب, وهو بسنده إلى المصنف, (ح) وأرويه إجازةً عن ثناء الله بن عيسى خان المدني الباكستاني ومحمد زياد بن عمر التُّكْلَة وكمال بن محمد المروش المغربي بأسانيدهم إلى المصنف.
تنبيه: لعله من المعلوم أن الرواة الذين ذكرتُ أسماءهم في الأسانيد الآنفة الذكر ليسو كلُّهم سلفيين, سواء ممن أروي عنهم مباشرة أو من غيرهم. فليُتَنَبّه لذلك -بارك الله فيكم-.

وقد جعلتُ المتن مقسما على الأبواب؛ بحيث أجعل كل باب في ملف بمفرده. وبعد أن أنتهي من تسجيل الكتاب كاملا سأرفعه كاملا في ملف واحد -إن شاء الله-.

رابط الموضوع: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=36200

____________________________
(1) وإن كان الزهيري في الطبعة المذكورة قد نَفَى كَوْنَ عصام هادي اعتمد على الأصل المخطوط؛ وقال بأنه اعتمد على نقله -أي: نقل الزهيري- من الأصل المخطوط. والله أعلم.
ومن أراد الوقوف على الأمر بنفسه فليرجع إلى مقدمة الزهيري المذكورة.


تلاوات بصوتي

ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر الإنترنت

ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر المقارئ الإلكترونية

أقرَّ المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ضوابطَ إقراءِ القرآن عبر المقارئ الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وذلك في اجتماعه المنعقد في جدة بتاريخ 12/ربيع الآخر/1432هـ الموافق 17/مارس/2011م، وقد صدر عن المجلس نص البيان التالي حول الإقراء الإلكتروني :
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنعلم جميعاً أننا نعيش في مجتمع عالمي سريع التغير تحيطه تحديات محلية وعالمية، من أهمها التطور التقني، والانفتاح على العالم من خلال شبكات الحاسبات والإنترنت، وهذا بِدَوْرِه يتطلب منا وضعَ الخططِ والضوابطِ لتوظيف هذه التِّقنيات المعاصرة في خدمة تعليم القرآن الكريم وتعلُّمه، واستحداثَ الطرقِ والوسائلِ التي تَمـُدُّنا بآفاق واسعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم، وتقويمَ نتائج التعلُّم على نَحوٍ فعَّالٍ.
والتعليم الإلكتروني: هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بُعد أو في الفصل الدراسي.
وباختصار هو : استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
ومن مجالات التعليم الإلكتروني الموجودة على شبكة الإنترنت ما يسمى بـ(الإقراء الإلكتروني).
مفهوم الإقراء الإلكتروني وأهميته
هو عملية تعليم القرآن الكريم عبر وسيط إلكتروني (تقنيات الاتصال بشبكة الإنترنت أو ما يقوم مقامها)، وتشمل عمليةُ التعليمِ تصحيحَ التلاوة، وشرحَ الأحكام التجويدية، ودراسةَ المنظومات في علم التجويد والقراءات -كالجزرية والشاطبية وغيرهما-. ويُعَدُّ الإقراء الإلكتروني من التقنيات الحديثة والمفيدة في تعليم القرآن الكريم بصورة صحيحة لفئات كثيرة من المسلمين قد يصعب الوصول إليهم لتعليمهم –مثل: الدول الأوربية، والأمريكيتين-، ولا يوجد في بلادهم أساتذة مؤهَّلون يقومون بالتعليم القرآني، وإن وجد الأساتذة فعددهم لا يكفي؛ وذلك لدخول كثير من الناس في الإسلام. والإقراء الإلكتروني يتيح فرصة تعلُّم القرآن الكريم وحِفْظِه وتجويده لكثير من الناس الذين لا يستطيعون الالتحاق بالحلقات القرآنية في المساجد ودور التحفيظ لتعدد المشاغل وصعوبة التنقل، وبهذه الوسيلة يتمكَّنون من التعلم في منازلهم وفي أوقات فراغهم. وكذلك بالنسبة للنساء وربَّات البيوت؛ فبإمكانهن الاستفادة من المقارئ والمدارس الإلكترونية على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهن.
شروط إقراء القرآن الكريم :
نحن نرى إقبال الأمة على كتاب ربها في شتى بلاد المسلمين، عناية بتلاوته وحفظه من الكبار والصغار. وفي غمرة هذه العودة إلى القرآن العظيم تصدَّر لإقراء القرآن من ليسوا أهلاً لذلك بسبب ضعفهم في التلَقِّي المنطوق أو بعض التلَقِّي المكتوب. لذا كان على المتصدِّرين لإقراء القرآن الكريم الاتصافُ بأوصاف لا غِنَى عنها حال إقرائهم لكتاب الله تعالى، والتي يمكن أن نسميها بـ(شروط الإقراء)، وهي:
1- الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وهو أول وأهم شرط في الإقراء وفي غيره من الأعمال، إذ إن إقراءَ القرآن الكريم وتعليمَه عبادةٌ لله -تعالى- يُشترط لها إخلاص النية له -سبحانه وتعالى-.
2- أن يَتلقَّى القرآنَ الكريمَ من أفواه المشايخ المتقنين المسندين، وهذا هو السبيل الوحيد لإتقان تلاوة القرآن الكريم.
3- أن يكون أمينًا؛ فلا يُقرِئُ إلا بما قرأَ أو سَمِعَ، ولا يُقدِّم رأْيَه أو وجهَ إعرابٍ أو لُغةٍ على روايةٍ.
4- أن يكون عارفًا بأحكام التجويد والوقف والابتداء، ويُفضَّل له أن يكون مُطَّلعاً على علم رسم المصحف وضبطه، وعِلْمِ عدِّ الآي.
5- أن يكون ضابطًا (أي حافظًا لكتابٍ شاملٍ لما يُقرِئُ به من القراءات أصولاً وفرشًا)، ويدخل في ضبط المقرئ أيضاً معرفته وتحصيله للعلوم الشرعية والعربية.
6- أن يكون خاليًا من أسباب الفسق ومُسقطات المروءة، وأسباب الفسق هي المجاهرة بارتكاب الكبائر والإصرار على الصغائر. يقول الإمام مكيُّ بنُ أبي طالب القيسيُّ : "يجب على طالبِ القرآن أن يتخيَّر لقراءته ونَقلِه وضَبطِه أهلَ الدِّيانة والصِّيانة والفَهم في علوم القرآن، والنَّفاذِ في علم العربية والتجويد بحكاية ألفاظِ القرآن وصِحَّة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم، فإذا اجتمع للمقرئ صحَّة الدِّين، والسَّلامة في النقل والفَهم في علوم القرآن، والنفاذ في علوم العربية والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن؛ كَمُلَت حالُه، ووجبت إمامته" اهـ.
أركان التعليم القرآني في المقرأة الإلكترونية:
يقوم التعليم القرآني في المقرأة الإلكترونية على أربعة أركان، هي :
1- المُعلِّم (المُقرِئ). وهو الذي تلَقَّى قراءة القرآن الكريم بإحدى رواياته المتواترة وأُجيزَ بالإقراء والتعليم.
2- المُتعلِّم (الطالب). وهو الذي يتلقى العلمَ من مُعلِّمه من خلال وسيطٍ إلكتروني.
3- المنهاج. ويقصد به ما يتِمُّ دراسته في المقرأة الإلكترونية من علوم، ومنها :
- القرآن الكريم -تلاوةً وحفظاً وتجويدًا-.
- دراسة وقراءة الروايات القرآنية المشهورة.
- دراسة شرح المتون العلمية في التجويد والقراءات -كالجزرية والشاطبية-.
4- بيئة الإقراء. وتتكون من:
- التجهيزات المادية. وتتكون من جهاز حاسوب مُجهَّز بالتوصيلات اللازمة لدى المعلم والمتعلم، واتصال بشبكة الإنترنت بسرعة مناسبة لنقل الصوت والصورة بشكل واضح ومطابق للواقع.
- التجهيزات البرمجية. وتتمثل في وجود برنامج الاتصال الصوتي والمرئي المباشر.
ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر المقارئ الإلكترونية على شبكة الإنترنت:
أولاً- ضوابط بيئة الإقراء (وسيلة الاتصال):
1- أنْ يكون الصوت على درجة عالية من الوضوح؛ بحيث يَسمع الشيخُ الهمسَ والرخاوةَ والتفخيمَ والترقيقَ والتسهيلَ والرَّوْمَ والنَّبْرَ والغُنةَ في أحكامِها المُختلفة، مع قُدرةِ الدارس على استيعاب الملاحظات مِن الشيخ في هذه الدقائق وغيرها.
2- أنْ يتأكَّدَ الشيخُ المُجيزُ أنَّ هذا الدارسَ هو الذي أَكمَلَ معه الختمةَ في مَجالِسِها المختلفةِ. وذلك في حالات عدم وُجود رؤيةٍ مُباشِرةٍ بين الطرفَينِ.
3- في حال الاتصال المَرئيِّ يجِبُ أنْ يَتزامَنَ ويَتطابَقَ نُطقُ الحروفِ والكلماتِ مع شَكْلِ الشفَتَينِ قِراءةً ووَقْفًا.
4- أنْ تَكون سُرعةُ الاتصال بشبكة الإنترنت عالِيةً تَسمَحُ بسماع الملاحظات مُباشَرةً عند حُصولِها، وليسَ بعدَ أنْ يَكونَ الدارسُ قد تَجاوَزَ مَحِلَّ المُلاحَظةِ إلى غيرِها.
5- عندما يتغيّر الصوْتُ أو يتقطّعُ بسبب وَسيلةِ نَقْلِ الصوْتِ، أو يَتَضَخَّمُ، أو يَتَباطَأُ، أو يَنقَطعُ جزْءٌ مِن الآيةِ؛ فعَلَى الشيخِ أن يطلب مِن الدارسِ إعادةَ المَقْطَعِ مرّةً أُخرَى.
6- إذا لمْ يستطعِ الدارسُ تمْيِيزَ ملاحظة الشيخِ مع تَكرارِ نُطْقِها وشَرحِها مِن قِبَلِ الشيخِ، وعدم قُدرةِ الدارسِ على نُطقِها بِشَكلٍ صحيحٍ، وكان ذلك بسببِ الوسيلةِ الصوْتيةِ؛ في هذه الحالةِ "تُحصَرُ هذه الملاحظات"، ويُحدَّدُ موعِدٌ للقاء المُباشِرِ بيْن الطَرفَيْنِ لتصحيح جميع الملاحظات.
ثانياً- ضوابط تصحيح التلاوة:
1- يشترط أن يكون المعلِّم متقنًا لقراءة القرآن الكريم، ويُفضَّل أن يكون حافظاً.
2- أن يكون لدى المعلم القدرة على تقويم تلاوة المتعلِّم وتحديد الخطأ وإيصاله بشكل يَفهمُه، ومن ثَمَّ تسجيل الملاحظات لإرسالها للمتعلِّم بعد التلاوة.
3- أن يراعي المعلِّم أحوال الدارسين من ناحية أعمارهم ومستوياتهم في التلاوة، ومعرفتهم باللغة العربية.
ثالثاً-  ضوابط شرح قواعد علم التجويد أو المتون:
1- يشترط أن يكون المعلِّم متقنًا لقراءة القرآن الكريم، ويُفضَّل أن يكون حافظًا.
2- أن يكون المعلم ذا دراية تامة بأحكام التجويد، ويُفضَّل أن يكون حاصلاً على سند بإحدى منظومات علم التجويد.
3- أن يكون لدى المعلم المهارات اللازمة للتعليم وإيصال المعلومة للمتلقي.
4- أن يكون لدى المعلم القدرة على تقييم تلاوة المتعلم وتحديد الخطإ وإيصاله بشكل يَفهمُه، ومِنْ ثَمَّ تسجيل الملاحظات على تلاوته لإرسالها للمتعلم بعد التلاوة.
5- أن يُراعي المعلِّم أحوال الدارسين من ناحية أعمارهم ومستوياتهم في التلاوة، ومعرفتهم باللغة العربية.
رابعاً-  ضوابط الإقراء برواية واحدة.
1- أن يكون المعلِّمُ حاصلاً على إجازة بالرواية التي يقرئها بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- التأكُّد من أن الطالب قد حَفِظَ القرآنَ الكريمَ حِفظًا كاملًا مُتقَنًا.
3- أن يكون الطالب حافظًا لمنظومة: "المقدِّمة الجزريَّة" -أو ما يعادلها من منظومات هذا العلم-، فاهمًا لمعانيها.
4- أن يقرأ الطالب على مُعلِّمه بالرواية التي يختارها القرآنَ الكريمَ كاملًا عبر المقرأة الإلكترونية إلا مقدارًا لا يقل عن جزء من القرآن فلا بد فيه من القراءة المباشرة باللقيا بين المعلم والمتعلم. ويضاف إلى ذلك أن يُعيدَ المتعلم أمام مُعلِّمه بعض الأوجه الأدائية التي فيها من الدقائق ما يحتاج إلى ضبطٍ أكثر لنَدرة وروده في القرآن الكريم -كتسهيل الهمزات، وإمالة الألفات، والتفخيم والترقيق في (فِرْقٍ)، والرَّوم والإشمام.. إلخ-.
خامساً- ضوابط الإقراء بالإجازة بالقراءات (السبع أو العشر):
1- أن يكون المعلِّمُ حاصلاً على إجازة بالقراءات السبع أو العشر بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- أن يكون الطالب حاصلاً على إجازة برواية واحدة على الأقل بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3- أن يكون الطالب حافظًا لمنظومة: "الشاطبية" بالنسبة للقراءات السبع، ولمنظومة: "الدرة" بالنسبة للقراءات المتممة للعشر، أوكليهما معًا بالنسبة للقراءات العشر الصغرى، أو "طيبة النشر" بالنسبة للقراءات العشر الكبرى، وأن يكون عالمًا بمعانيها.
4- أن يقرأ الطالب على معلمه القرآن الكريم كاملًا بإفراد القراءات أو جمعها بالطرق المعروفة، ضمن الضوابط المذكورة في الفقرة رقم (4) من ضوابط الإجازة برواية واحدة.

انتهى ما أردتُ نقلَه من نص القرار، مع بعض التصرف والاختصار.





ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر المقارئ الإلكترونية على شبكة الإنترنت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن مسألةَ الإقراءِ عبر الإنترنت هي إحدى المسائل التي حَدَثَتْ وشاعت في الآونة الأخيرة، وهي مسألةٌ دقيقةٌ، ويحتاج معلمُ القرآنِ ومتعلمُه -كلاهما- إلى معرفةِ ما يتعلق بها من أحكام وضوابط.
وقد تكلم علماءُ القراءة في زماننا في هذه المسألة، واجتهدوا في بيان حكمِها ووضعِ الضوابطِ لها. ومما صدر في شأنِها مكتوبًا: فتوى المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وهذا هو نَصُّ الفتوى (بشيء من التصرف والاختصار):
"أقرَّ المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ضوابطَ إقراءِ القرآن عبر المقارئ الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وذلك في اجتماعه المنعقد في جدة بتاريخ 12/ربيع الآخر/1432هـ الموافق 17/مارس/2011م، وقد صدر عن المجلس نصُّ البيان التالي حول الإقراء الإلكتروني :
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنعلم جميعاً أننا نعيش في مجتمع عالمي سريع التغير تحيطه تحديات محلية وعالمية، من أهمها التطور التقني، والانفتاح على العالم من خلال شبكات الحاسبات والإنترنت، وهذا بِدَوْرِه يتطلب منا وضعَ الخططِ والضوابطِ لتوظيف هذه التِّقنيات المعاصرة في خدمة تعليم القرآن الكريم وتعلُّمه، واستحداثَ الطرقِ والوسائلِ التي تَمـُدُّنا بآفاق واسعة ومتقدمة تساعد طلابنا على إثراء معلوماتهم وتنمية مهاراتهم، وتقويمَ نتائج التعلُّم على نَحوٍ فعَّالٍ.
والتعليم الإلكتروني: هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بُعد أو في الفصل الدراسي.
وباختصار هو : استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
ومن مجالات التعليم الإلكتروني الموجودة على شبكة الإنترنت ما يسمى بـ(الإقراء الإلكتروني).
مفهوم الإقراء الإلكتروني وأهميته
الإقراء الإلكتروني هو عملية تعليم القرآن الكريم عبر وسيط إلكتروني (تقنيات الاتصال بشبكة الإنترنت أو ما يقوم مقامها)، وتشمل عمليةُ التعليمِ تصحيحَ التلاوة، وشرحَ الأحكام التجويدية، ودراسةَ المنظومات في علم التجويد والقراءات -كالجزرية والشاطبية وغيرهما-.
ويُعَدُّ الإقراء الإلكتروني من التقنيات الحديثة والمفيدة في تعليم القرآن الكريم بصورة صحيحة لفئات كثيرة من المسلمين قد يصعب الوصول إليهم لتعليمهم –مثل: الدول الأوربية، والأمريكيتين-، ولا يوجد في بلادهم أساتذة مؤهَّلون يقومون بالتعليم القرآني، وإن وجد الأساتذة فعددهم لا يكفي؛ وذلك لدخول كثير من الناس في الإسلام.
والإقراء الإلكتروني يتيح فرصة تعلُّم القرآن الكريم وحِفْظِه وتجويده لكثير من الناس الذين لا يستطيعون الالتحاق بالحلقات القرآنية في المساجد ودور التحفيظ لتعدد المشاغل وصعوبة التنقل، وبهذه الوسيلة يتمكَّنون من التعلم في منازلهم وفي أوقات فراغهم. وكذلك بالنسبة للنساء وربَّات البيوت؛ فبإمكانهن الاستفادة من المقارئ والمدارس الإلكترونية على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهن.
شروط إقراء القرآن الكريم
نحن نرى إقبال الأمة على كتاب ربها في شتى بلاد المسلمين، عناية بتلاوته وحفظه من الكبار والصغار. وفي غمرة هذه العودة إلى القرآن العظيم تصدَّر لإقراء القرآن من ليسوا أهلاً لذلك بسبب ضعفهم في التلَقِّي المنطوق أو بعض التلَقِّي المكتوب. لذا كان على المتصدِّرين لإقراء القرآن الكريم الاتصافُ بأوصاف لا غِنَى عنها حال إقرائهم لكتاب الله تعالى، والتي يمكن أن نسميها بـ(شروط الإقراء)، وهي:
1- الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وهو أول وأهم شرط في الإقراء وفي غيره من الأعمال، إذ إن إقراءَ القرآن الكريم وتعليمَه عبادةٌ لله -تعالى- يُشترط لها إخلاص النية له -سبحانه وتعالى-.
2- أن يَتلقَّى القرآنَ الكريمَ من أفواه المشايخ المتقنين المسندين، وهذا هو السبيل الوحيد لإتقان تلاوة القرآن الكريم.
3- أن يكون أمينًا؛ فلا يُقرِئُ إلا بما قرأَ أو سَمِعَ، ولا يُقدِّم رأْيَه أو وجهَ إعرابٍ أو لُغةٍ على روايةٍ.
4- أن يكون عارفًا بأحكام التجويد والوقف والابتداء، ويُفضَّل له أن يكون مُطَّلعاً على علم رسم المصحف وضبطه، وعِلْمِ عدِّ الآي.
5- أن يكون ضابطًا (أي حافظًا لكتابٍ شاملٍ لما يُقرِئُ به من القراءات أصولاً وفرشًا)، ويدخل في ضبط المقرئ أيضاً معرفته وتحصيله للعلوم الشرعية والعربية.
6- أن يكون خاليًا من أسباب الفسق ومُسقطات المروءة، وأسباب الفسق هي المجاهرة بارتكاب الكبائر والإصرار على الصغائر. يقول الإمام مكيُّ بنُ أبي طالب القيسيُّ : "يجب على طالبِ القرآن أن يتخيَّر لقراءته ونَقلِه وضَبطِه أهلَ الدِّيانة والصِّيانة والفَهم في علوم القرآن، والنَّفاذِ في علم العربية والتجويد بحكاية ألفاظِ القرآن وصِحَّة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم، فإذا اجتمع للمقرئ صحَّة الدِّين، والسَّلامة في النقل والفَهم في علوم القرآن، والنفاذ في علوم العربية والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن؛ كَمُلَت حالُه، ووجبت إمامته" اهـ.
أركان التعليم القرآني في المقرأة الإلكترونية
يقوم التعليم القرآني في المقرأة الإلكترونية على أربعة أركان، هي :
1- المُعلِّم (المُقرِئ). وهو الذي تلَقَّى قراءة القرآن الكريم بإحدى رواياته المتواترة وأُجيزَ بالإقراء والتعليم.
2- المُتعلِّم (الطالب). وهو الذي يتلقى العلمَ من مُعلِّمه من خلال وسيطٍ إلكتروني.
3- المنهاج. ويقصد به ما يتِمُّ دراسته في المقرأة الإلكترونية من علوم، ومنها :
- القرآن الكريم -تلاوةً وحفظاً وتجويدًا-.
- دراسة وقراءة الروايات القرآنية المشهورة.
- دراسة شرح المتون العلمية في التجويد والقراءات -كالجزرية والشاطبية-.
4- بيئة الإقراء. وتتكون من:
- التجهيزات المادية. وتتكون من جهاز حاسوب مُجهَّز بالتوصيلات اللازمة لدى المعلم والمتعلم، واتصال بشبكة الإنترنت بسرعة مناسبة لنقل الصوت والصورة بشكل واضح ومطابق للواقع.
- التجهيزات البرمجية. وتتمثل في وجود برنامج الاتصال الصوتي والمرئي المباشر.
ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر المقارئ الإلكترونية على شبكة الإنترنت
أولاً- ضوابط بيئة الإقراء (وسيلة الاتصال):
1- أنْ يكون الصوت على درجة عالية من الوضوح؛ بحيث يَسمع الشيخُ الهمسَ والرخاوةَ والتفخيمَ والترقيقَ والتسهيلَ والرَّوْمَ والنَّبْرَ والغُنةَ في أحكامِها المُختلفة، مع قُدرةِ الدارس على استيعاب الملاحظات مِن الشيخ في هذه الدقائق وغيرها.
2- أنْ يتأكَّدَ الشيخُ المُجيزُ أنَّ هذا الدارسَ هو الذي أَكمَلَ معه الختمةَ في مَجالِسِها المختلفةِ. وذلك في حالات عدم وُجود رؤيةٍ مُباشِرةٍ بين الطرفَينِ.
3- في حال الاتصال المَرئيِّ يجِبُ أنْ يَتزامَنَ ويَتطابَقَ نُطقُ الحروفِ والكلماتِ مع شَكْلِ الشفَتَينِ قِراءةً ووَقْفًا.
4- أنْ تَكون سُرعةُ الاتصال بشبكة الإنترنت عالِيةً تَسمَحُ بسماع الملاحظات مُباشَرةً عند حُصولِها، وليسَ بعدَ أنْ يَكونَ الدارسُ قد تَجاوَزَ مَحِلَّ المُلاحَظةِ إلى غيرِها.
5- عندما يتغيّر الصوْتُ أو يتقطّعُ بسبب وَسيلةِ نَقْلِ الصوْتِ، أو يَتَضَخَّمُ، أو يَتَباطَأُ، أو يَنقَطعُ جزْءٌ مِن الآيةِ؛ فعَلَى الشيخِ أن يطلب مِن الدارسِ إعادةَ المَقْطَعِ مرّةً أُخرَى.
6- إذا لمْ يستطعِ الدارسُ تمْيِيزَ ملاحظة الشيخِ مع تَكرارِ نُطْقِها وشَرحِها مِن قِبَلِ الشيخِ، وعدم قُدرةِ الدارسِ على نُطقِها بِشَكلٍ صحيحٍ، وكان ذلك بسببِ الوسيلةِ الصوْتيةِ؛ في هذه الحالةِ "تُحصَرُ هذه الملاحظات"، ويُحدَّدُ موعِدٌ للقاء المُباشِرِ بيْن الطَرفَيْنِ لتصحيح جميع الملاحظات.
ثانياً- ضوابط تصحيح التلاوة:
1- يشترط أن يكون المعلِّم متقنًا لقراءة القرآن الكريم، ويُفضَّل أن يكون حافظاً.
2- أن يكون لدى المعلم القدرة على تقويم تلاوة المتعلِّم وتحديد الخطأ وإيصاله بشكل يَفهمُه، ومن ثَمَّ تسجيل الملاحظات لإرسالها للمتعلِّم بعد التلاوة.
3- أن يراعي المعلِّم أحوال الدارسين من ناحية أعمارهم ومستوياتهم في التلاوة، ومعرفتهم باللغة العربية.
ثالثاً-  ضوابط شرح قواعد علم التجويد أو المتون:
1- يشترط أن يكون المعلِّم متقنًا لقراءة القرآن الكريم، ويُفضَّل أن يكون حافظًا.
2- أن يكون المعلم ذا دراية تامة بأحكام التجويد، ويُفضَّل أن يكون حاصلاً على سند بإحدى منظومات علم التجويد.
3- أن يكون لدى المعلم المهارات اللازمة للتعليم وإيصال المعلومة للمتلقي.
4- أن يكون لدى المعلم القدرة على تقييم تلاوة المتعلم وتحديد الخطإ وإيصاله بشكل يَفهمُه، ومِنْ ثَمَّ تسجيل الملاحظات على تلاوته لإرسالها للمتعلم بعد التلاوة.
5- أن يُراعي المعلِّم أحوال الدارسين من ناحية أعمارهم ومستوياتهم في التلاوة، ومعرفتهم باللغة العربية.
رابعاً-  ضوابط الإقراء برواية واحدة:
1- أن يكون المعلِّمُ حاصلاً على إجازة بالرواية التي يقرئها بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- التأكُّد من أن الطالب قد حَفِظَ القرآنَ الكريمَ حِفظًا كاملًا مُتقَنًا.
3- أن يكون الطالب حافظًا لمنظومة: "المقدِّمة الجزريَّة" -أو ما يعادلها من منظومات هذا العلم-، فاهمًا لمعانيها.
4- أن يقرأ الطالب على مُعلِّمه بالرواية التي يختارها القرآنَ الكريمَ كاملًا عبر المقرأة الإلكترونية إلا مقدارًا لا يقل عن جزء من القرآن فلا بد فيه من القراءة المباشرة باللقيا بين المعلم والمتعلم. ويضاف إلى ذلك أن يُعيدَ المتعلم أمام مُعلِّمه بعض الأوجه الأدائية التي فيها من الدقائق ما يحتاج إلى ضبطٍ أكثر لنَدرة وروده في القرآن الكريم -كتسهيل الهمزات، وإمالة الألفات، والتفخيم والترقيق في (فِرْقٍ)، والرَّوم والإشمام.. إلخ-.
خامساً- ضوابط الإقراء بالإجازة بالقراءات (السبع أو العشر):
1- أن يكون المعلِّمُ حاصلاً على إجازة بالقراءات السبع أو العشر بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- أن يكون الطالب حاصلاً على إجازة برواية واحدة على الأقل بسند متصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3- أن يكون الطالب حافظًا لمنظومة: "الشاطبية" بالنسبة للقراءات السبع، ولمنظومة: "الدرة" بالنسبة للقراءات المتممة للعشر، أوكليهما معًا بالنسبة للقراءات العشر الصغرى، أو "طيبة النشر" بالنسبة للقراءات العشر الكبرى، وأن يكون عالمًا بمعانيها.
4- أن يقرأ الطالب على معلمه القرآن الكريم كاملًا بإفراد القراءات أو جمعها بالطرق المعروفة، ضمن الضوابط المذكورة في الفقرة رقم (4) من ضوابط الإجازة برواية واحدة...". انتهى المراد من القرار.
وثَمَّة أمور تتعلق بهذه المسألة أحب أن أبينها:
أولا- الأصل في الإقراء هو أن يكون مباشرةً وجها لوجه. والقراءةُ عبر الإنترنت إنما هي وسيلة بديلة عن الإقراء المباشر، وعليه؛ فلا يُصار إليها إلا عند عَدم تَيَسُّره بعد بذل الجهد في تحصيله.
ثانيا- الشروط والضوابط التي ذُكرت في الفتوى تنطبق على مقام الإقراء (أي على مقام الرواية)، وهو -كما نعلم- يُشترط فيه ما لا يُشترط في التحفيظ العاديّ من الضبط والإتقان وغير ذلك من الصفاتِ الواجبِ وجودُها في الشيخ والطالب، ويُحتاطُ في شأنِه، ولا يجوز فيه التساهل.  وأما التحفيظ العادي فأمرُه أوسع مِن أمر الإقراء.


كتبه
علي المالكي