الثلاثاء، 24 مايو 2016

ليتنا نهتم بتعليم الناس العقيدة الصحيحة والتوحيد الصحيح أولا؛ حتى نرسّخ ذلك في قلوبهم فيتمكنون من التفطن لشبهات أهل التكفير من جهة وأهل التمييع من جهة أخرى؛ لأن عقائدهم حينئذ ستكون مبنية على أساس سليم.
بدلا من التركيز على التحذير من أهل التكفير وأهل التمييع بالعموم؛ فإن هذا متقرر وثابت عندهم، لكن لو جاءهم بعض المتسترين وألقى عليهم بعض الشبه وهُم لمّا يتحصنوا بالعقيدة السليمة فلربما راجت عليهم تلك الشبه.
ولا أدل على ذلك من هذه الأعداد الكبيرة التي نراها كل يوم تنضم إلى المجموعات التكفيرية والإخوانية؛ لأن كثيرا من أولئك أُتُوا من جهلهم بالتوحيد والعقيدة الصحيحة.

تنبيه الأكياس على شبهة راجت على كثير من الناس

مع الأسف لا يزال الكثير من الناس يظن أن المنهج السلفي هو فكرٌ بَشَرِيٌّ مثله مثل الفكر الإخواني أو التبليغي أو الحدادي أو غيرها، فيظنون أن الخلاف بين السلفية وبين الأفكار الأخرى البدعية إنما هو من باب اختلاف الآراء والأفكار الذي لا ينبغي أن يُفسد للود قضية!
قبحا له مِن ظنٍّ، وأفٍّ لها من قناعة!
المنهج السلفي هو الإسلام الصحيح الخالص عن الشوب، الخالي من البدع، لم يخترعه أحد من العلماء من عنده، لا ابن تيمية ولا ابن القيم ولا ابن عبد الوهاب وتلامذته ولا الألباني وأقرانه ولا غيرهم من العلماء، وإنما هو ما كان عليه النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه!- وأصحابه الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين!-.
فالسلفيون لا منهج لديهم إلا هذا، فبه يدينون، وإياه يعتقدوه، وعنه يَصْدُرون، وبه يتمسكون، وعنه لا يحيدون، وعليه يوالون ويُعادون، ومِن كل ما خالفه يُحَذّرون.
هذه هي حقيقة المنهج السلفي(1).
لا كما يُصَوِّرُها شياطين الإنس من أعداء هذا المنهج -افتراء وكذبا وزورا- على أنها فكرٌ بشري قابل للنقد ومحتمل للصواب والخطأ. كبرت كلمة تخرج من أفواههم!
وهؤلاء الشياطين إنما يفعلون ذلك حتى يتوصلوا إلى الطعن فيه وانتقاده هو وأهله؛ لأنهم إن طعنوا فيه رأسًا من دون أن يُقنعوا الناس بذلك؛ فسينقلب الناس عليهم؛ لأنه لا يوجد مسلم يقبل الطعن في الإسلام، فلذا سعى ويسعى أولئك الشياطين بكل ما يقدرون إلى إقناع الناس بأن السلفية فكرٌ بشريٌّ حادثٌ وليست هي دين الإسلام الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم!- وكان عليه الصدر الأول من هذه الأمة.
وهذه الحيلة الدنيئة تعلّموها من اليهود وأحفادهم.. ومع الأسف نجحوا في أن يقنعوا بهذا الكلامِ كثيرا من الجهال وضعفاءِ الدينِ وقاصري النظر. ولكن هيهات أن يطفئوا نور التوحيد والسنة، فهذا أمرٌ دونه خرط القتاد، فلا تزال طائفة من أمة محمد –صلى الله عليه وسلم!- على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة.
فأبشروا يا هؤلاء بأن سعيَكم في خسار، وكيدَكم في تَبَاب، فاللهُ مُعلٍ كلمتَه، وناصرٌ دينه، بعزّ عزيز وذل ذليل.
إن الخلاف بين أهل السنة وبين أهل البدع -من الإخوانيين، والتبليغيين، والخوارج بأنواعهم، والمتصوفة على اختلاف طرائقهم، والتمييعيين، والحدادية، وغيرهم- إنما هو خلافٌ في أصول من المنهج السلفي، وليس من الخلاف السائغ الموجود في عصر الصحابة وسائر العصور، أو الخلاف الدنيوي في الأراء المتعلقة بأمور الدنيا البحتة.
فأهلُ السنة والجماعة حينما يحاربون ما عند أولئك من البدع فإنما هم في الحقيقة يدافعون عن الإسلام الصافي، وليس عن آراء فلان وفلان من البشر، وأيضا هم لم يأتوا بهذا من عندهم؛ إذ هم في ذلك أيضا متأسون بسلفهم الصالح(2)، وكذلك لا يبغضون أهل البدع بسبب نوازع شخصية، أو حميّةٍ عرقية، وإنما يبغضونهم لأنهم خالفوا السنة وأدخلوا وابتدعوا في دين الإسلام ما ليس منه.
فتأمل -رعاك الله!- هذا الكلام، حتى لا تختلط عليك الأمور فتجعلَ مِن الباطلِ نِدًّا وخصما للحق!
وهنا ننبه على أمرٍ لا يقل أهمية عما سبق، يجب أن تكون مِنه على ذُكْرٍ، وهو أن العصمة إنما هي في المنهج السلفي لا في آحادِ المنتسبين إليه، وعليه فإذا أخطأ أو أساءَ آحادُ المنتسبين إليه فلا يجوز أن تُنسَبَ أخطاؤهم وإساءتهم على المنهج السلفي، وإنما مَن أساءَ فعلى نفسه(3). ومن المسلَّمات عند العقلاء فضلا عن العلماء أنه ليس هناك إنسان معصوم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم!-، فليس من الغريب إذَن أن يخطئ آحادُ المنتسبين إلى هذا المنهج.
فبهذا تعرف ضلال مَن يتتبعون عثرات فلان أو فلان ويضربون بها المنهج السلفي.
ويا ليت الناس يُقبلون على العلم، ويأخذوه من منابعه النقية؛ ليحصنوا أنفسهم به ضد الأفكار الفاسدة المفسدة، فإنها داء عضال، يتجارى بالمرء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه، فيهوي به في ظلمات الباطل.
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم!

كتبه
علي المالكي



__________________________
(1) وقد بيَّنها الحَبْرُ الجليلُ والإمام العظيم ابنُ تيمية -رحمه الله!- بعبارةٍ ما أجملها، وبيانٍ ما أحسنه، فقال في العقيدة الواسطية:
«ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَيثُ قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيْينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) . وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلامِ كَلامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَيُؤْثِرُونَ كَلاَمَ اللهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلامِ أَصْنَافِ النَّاسِ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ، وَلِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ لأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاِجْتِمَاعُ، وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ. وَالإِجِمَاعُ هُوَ الأَصْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدينِ. وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِه الأُصُولِ الثَّلاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ. وَالإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الاخْتِلاَفُ، وَانْتَشَرَ فِي الأُمَّةِ.
ثُمَّ هُم مَّعَ هّذِهِ الأُصُولِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ: وَيَرَوْنَ إِقَامَةَ الْحَجِّ وَالْجِهَادِ وَالْجُمَعِ وَالأَعْيَادِ مَعَ الأُمَرَاءِ أَبْرَارًا كَانُوا أَوْ فُجَّارًا، وَيُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمَاعَاتِ. وَيَدِينُونَ بِالنَّصِيحَةِ للأُمَّةِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ؛ يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا)، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بُالْحُمَّى وَالسَّهَرِ). وَيَأْمُرُونَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ. وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا). وَيَنْدُبُونَ إِلَى أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ. وَيَأْمُرُونَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالإِحْسِانِ إلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ. وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفَخْرِ، وَالْخُيَلاءِ، وَالْبَغْيِ، وَالاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ -بِحَقٍّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ-، وَيَأْمُرُونَ بِمَعَالِي الأَخْلاَقِ، َوَيَنْهَوْنَ عَنْ سِفْسَافِهَا.
وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَطَرِيقَتُهُمْ هِيَ دِينُ الإسْلاَمِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم. لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أُمَّتُهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّار إلاَّ وَاحِدَةً -وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ وَأَصْحَابِي)-؛ صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالإسْلامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنِ الشَّوْبِ هُمُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
وَفِيهِمُ الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحُونَ، وَمِنْهُمُ أَعْلامُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى، أُولو الْمَنَاقِبِ الْمَأْثُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ، وَفِيهِمُ الأَبْدَالُ، وَفِيهِمُ أَئِمَّةُ الدِّينِ، الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ، وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صلىالله عليه وسلم : (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً، لاَ يَضُرُّهُم مَّنْ خَالَفَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)». اهـ
(2) راجع إن شئت كتاب: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء)، ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل من النقول عن السلف في هذا الباب.

(3) وأعنى بذلك الأخطاء التي هي في أخطاء حقيقةً، لا ما يدّعيه المبتدعة من أنها أخطاء وهي ليست بأخطاء، بل هي الحق الذي ما به خفاء، وذلك مثل تحريم الخروج على ولي الأمر المسلم –ولو كان فاسقا ظالما-، ومثل التحذير من البدع وأهلها، فإن هذا هو الحق وإن رغمت أنوفهم، وليقولوا عنا ما شاءوا، فهم كالذباب؛ ليس منه خوف ولا خطر.  

الأحد، 22 مايو 2016

 كثير من الناس يسمّون بناتهم بأسماء غريبة تَلَقَّفوها من الغرب أو من المفتونين والمتشبهين بهم، وكثير من هذه الأسماء تحمل معانٍ مخالفةً للشرع، بل قد يكون بعضُها أسماء لمعبوداتٍ لأولئك الكفار، أو أسماء لشخصيات مشهورة عندهم بالإلحاد والزندقة والسحر والكهانة والشعوذة والعُهْر والفجور، ومن تلك الأسماء ما لا معنى له أصلًا!
والمضحك في الأمر أنك إذا ما سألت أحدا من أولئك عن معنى الاسم الذي سمى به ابنته؛ تجد الأجوبة:
ضوء القمر، صوت الماء، بريق الذهب، ماء الذهب، ماء الفضة، العين الواسعة، زهرة تنبت في المريخ، زهرة تنبت في المكان الفلاني... إلى آخر هذه الترهات التي لا حقيقة لها، وإنما هي معانٍ مختلقة مفبركة مُحدَثَة، أحدثها الجهال وشياطين الإنس، فتجدهم يضعون لهم قوائم بتلك الأسماء ويضعون لها معاني لا سنام لها ولا خطام، من بنات أفكارهم الضالة؛ لترويج تلك الأسماء أو لغايات أُخَرَ اللهُ عليم بها!
وكثيرا ما يكتشف أولئك الناس بعد زمنٍ أن اسماء بناتهم لا تجوز التسمية بها؛ فيجدون أنفسهم مضطرين إلى تغييرها! لماذا سميتم به بناتكم من البداية؟!
هذه دواوين السنة مليئة بالأسماء الطيبة، وهذه كتب التراجم والطبقات مليئة بالأسماء الطيبة من أسماء الصحابيات وغيرهن، وهذه معاجم اللغة التي كتبها علماء أُمَنَاء على هذه اللغة الشريفة، وهناك بعض الكتب والمحاضرات لأهل العلم الموثوقين في موضوع تسمية الأبناء وبيان القواعد والأصول في هذا الباب، فلماذا لا نكلف أنفسنا عناء البحث فيها ساعةً لنرتاح من تعب التغيير فيما بعد؟! بدل أن نقضي الساعات على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل بحثا عن الأسماء المُعْوَجَّة!
ولا ينقضي عجبي من بعض الناس حين تذكر لهم ذلك يقولون لك: (هل تريدنا أن نسمى بناتنا عائشة وخديجة وفاطمة ورقية وزينب؟!)!!
يا لله العجب!
أتستنكرون هذه الأسماء، أسماء زوجات وبنات نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم!- ولا تستنكرون بوسي وكليمار ونفرتاري وإيزيس وأمثالها؟!
والله لو خرج مسلسل تركيّ جديد بطلتُه اسمها فاطمة لرأينا مئات المواليد اللاتي سيُسَمَّيْن بفاطمة!
ولا تعجب.. فقد كان تقصير الثوب أمرا مستنكرا، فلما ظهرت بناطيل (البرمودا) التي تصل إلى نصف الساق؛ أصبح كثير من هؤلاء يتهافتون على شرائها تهافت الفراش على النار!
وعندما أعفت بعض الشخصيات الغربية لِحاها؛ قلدهم فيها عدد منهم!
وهذا من تزيين الشيطان وتلاعبه بهؤلاء الناس -والعياذ بالله!-.
أصبحوا يستحيون من دينهم ومن تراثهم ومن لغتهم ومن سلفهم، وفي المقابل يغترون بالكفار ويفتتنون بهم وبِلُغَاتهم وعاداتهم وتقاليدهم بل وشعائر أديانهم! وهذا من أعلام نبوة سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام!-؛ فإنه قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)). 
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
لما لم يجدوا من العلم والحجة ما يردّون به علينا؛ لم يجدوا إلا أن ينبزونا بالمداخلة!
أسلوب يدل على العجز والجهل معًا.
سنة من قد خلوا من قبل من أهل البدع على اختلاف بدعهم.
وهم بذلك يفضحون أنفسهم من حيث لا يشعرون.
ويصدق عليهم قول الشاعر:
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
من الناس مَن يجعلون من الإمام مالك -رحمه الله ورضي عنه!- قناعًا يتقنّعون به ليخفوا وجوههم الحقيقية، وستارًا يسترون به أنفسهم لئلا يرى الناس سوءاتهم!
فهم يستغلون منزلة الإمام مالكٍ عند الناس فيُمَشُّون بدَعَهم وضلالاتِهم على أنها مذهب مالك!
والإمام مالكُ بريءٌ منهم ومِنْ بِدَعِهِم براءة الذئب من دم يوسف -عليه السلام!-.
قبَّحهم الله! نشروا عقائد وبدع الصوفية بين المسلمين باسم مالك، ونشروا المناهج المميعة المعاصرة باسم مالك، ونشروا العقيدة الأشعرية والماتريدية باسم مالك!
هذه نماذج من الكتب التي حكت عقيدة الإمام مالك:
http://www.archive.org/download/eaaamsaeaaamsa/eaaamsa.pdf
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=37002
http://www.archive.org/download/waq57296/57296.pdf
وهي عينُ ما يعتقده السلف الصالح -الذي هو واحد منهم-.
فلا تحمّلوا هذا الإمامَ الجبلَ العَلَمَ أخطاءكم فتنسبوها إليه ظلما وكذبا وزورا.
بيننا وبينكم تلك الكتب. فإما أن تتجردوا من الهوى وترجعوا إلى الحق، وإما أن تتركوا هذا الإمام ولا تنسبوا عقائدكم إليه.
ويا ليت المخدوعين بهؤلاء يفيقوا من غفلتهم ويعرفوا أنهم مغرَّرٌ بهم!

الأربعاء، 18 مايو 2016

يا إخوة، على رسلكم، رويدكم، ترفقوا ببعضكم، وتَرَاحموا، وتَوادُّوا، واحرضوا على الإلفة بينكم، وتجنبوا أسباب البغض والفرقة، ولا تدعوا الشيطان ينزغ بينكم.
مما يُؤسَفُ له أن ترى مشاكل تقع بيننا سببها مسائل يسوغ فيها الخلاف، ثم يأتي الشيطان فينزغ بينهم؛ فيوسوس لأحد الطرفين أن يجادل عن رأيه في تلك المسألة وينتصر له، وأن يعقد عليه الولاء والبراء، وأن يبغض من يخالفه فيه ويحملَ عليه، وقد يتطور إلى أن يقع منه الهجر والطعن بالباطل والفجور في الخصومة!!
فهو يوقعه في عدة محاذير وهو لا يشعر!
فيوقعه أولًا في الانتصار لرأيه ولنفسه، لا للحق، وفي الغضب لنفسه، لا للحق، َفيكون بهذا داعيا إلى نفسه لا إلى الله.
وثانيا يوقعه في محذور ثانٍ هو الإنكار على غيره فيما لا يسوغ فيه الإنكار، وهذا ليس بسبيل أهل العلم ولا أهل السنة -كما لا يخفى على شريف علم-.
وثالثا يوقعه في بغض أخيه بلامسوِّغ، والحملِ عليه.
ورابعا يوقعه في الجدل الباطل.
وخامسا يوقعه في الطعن على أخيه أو هجره بلا موجب.
وسادسا يوقعه في الفجور في الخصومة.
وسابعا يجعله وسيلة للطعن في المنهج السلفي مِن قِبَلِ الناس بسبب ما يرونه من أفاعليه هذه الحمقاءِ مع إخوانه.
وثامنا يُشغِلُه بهذه الأمور عن الاهتمام بما هو أولى منها والدعوة إلى ما هو أولى منها.
وتاسعا يوغرُ صدر أخيه عليه. 
هل رأيتمن عِظَمَ هذها المفسدة؟!
وما رأينا هذه الأمور إلا ممن كان ضَحْلَ العلم، سقيمَ الفهم، سيئ الطبع، جهولا عجولا!
فيا ليت هؤلاء يعلمون! وبأنفسهم يشعرون!
أصلح الله الأحوال!

الخميس، 5 مايو 2016

قراءةٌ صوتيةٌ لـكتاب
عقيدة الإمام مالك -رحمه الله!-
جمْعُ الدكتور سعود بن عبد العزيز الدعجان

ويليه
عقيدة الإمام مالك -رحمه الله!-
للإمام ابن أبي زيد القيرواني
رحمه الله تعالى!

رابط الموضوع على شبكة الإمام الآجري
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=45923&p=130434#post130434