الاختلافات بين طريق الشاطبية وطريق الفيل من كتاب المصباح من طريق طيبة النشر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن لرواية حفص عن عاصم من طريق "طيبة النشر" اثنان وخمسون طريقاً, يجمع هذه الطرق طريقان رئيستان هما: طريق عبيد بن الصباح وطريق عمرو بن الصباح, وهما يرويان عن حفص مباشرة, وجميع الطرق المتفرعة من طريق عُبَيْد بن الصبّاح ليس فيها قصر المنفصل(1), وإنما وَرَدَ قصر المنفصل من بعض طرق عمرو بن الصباح.
وإذا ما أراد القارئ برواية حفص أن يقصر المنفصل فإن عليه أن يعرف الأحكام المترتبة على ذلك؛ لئلا يقع في خَلْطِ الطرق.
ونحن إذا ما نظرنا إلى طرُق القصر نجد أنَّ ثَمَّة فروقاً بينها وبين طريق الشاطبية, إلا أن أقرَبَها إلى طريق الشاطبية هي الطريق المشهورة بين طلاب القرآن في زماننا بـ(طريق "المصباح").
كتاب "المصباح" هو أحد أصول "النشر", واسمه: "المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر", ألّفه العلامة أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري البغدادي - رحمه الله -, وهو قد أسنَدَ رواية حفص من أكثر من طريق, كان مِن بينِها طريق الحمّامي عن الوليّ عن الفيل عن عمرو عن حفص, وهي الطريق الوحيدة التي فيها قصر للمنفصل, وهي المقصودة بقول أولئك الطلاب: (طريق "المصباح"), فبهذا تعلم أن إطلاقَهم هذا ليس على بابه.
وطريق "المصباح" مِن أعلى طرق "النشر" إسنادًا, وهي الطريق الوحيدة من طرق "النشر" التي فيها قصر المنفصل مع توسط المنفصل.
والخلافات التي بين هذه الطريق وطريق الشاطبية محصورة فيما هو مدوَّنٌ في الجدول التالي، إلا أني لم أذكر التكبير لأني لم أنته من البحث في مشروعيته بعد، وسأعدّل في الجدول عندما أنتهي من ذلك -إن شاء الله-(2).
كتبه
علي المالكي
_______________________________
(1) وطريق الشاطبية والتيسير إحدى الطرق المتفرعة من طريق عبيد بن الصباح.
(2) والمشهور في كتب القراءة أن طريق الشاطبية لا تكبير فيه، وأن طريق المصباح فيه وجهان: التكبير وعدمه، وعدم التكبير هو الأَوْلى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.