الجمعة، 28 أكتوبر 2016

الألقاب والأوصاف العلمية

من المسائل المهمة التي ينبغي لنا معرفتها ومراعاتها: مسألة إطلاق الألقاب والأوصاف على أهل العلم.
أي: معرفة معنى مصطلح: (الفقيه)، ومصطلح: (المحدث)، ومصطلح: (المفسر)، ومصطلح: (الحافظ)... إلخ، ومعرفة كيفية تنزيل هذه الأوصاف على أهل العلم.
لأننا نرى بعض الناس يخبطون خبط عشواء في هذه المسألة، فيطلقون هذه الألقاب بلا علمٍ لا بمعانيها ولا بأحوال من يطلقون عليه هذه الألقاب من أهل العلم، فحينئذ إما أن يعطونهم منها ما ليس لهم، أو يسلبون منهم ما لهم.
فمثلا: يصف بعض أهل العلم بقوله: (المحدث الفقيه المفسر الأصولي)، بينما الواقع أنه فقيه فقط، أو أصولي فقط، أو فقيه أصولي فقط، أو أنه مفسر لغوي... وهلم جرا.
فأنا سأضع بعض رءوس الأقلام للنقاش في هذه المسألة، وأرجو من مشايخنا الكرام –حفظهم الله!- إثراء هذا النقاش حتى نستفيد من علمهم ونستضيء بفهمهم.
- من العلماء من يكون له تخصص في علمٍ واحدٍ، ومنهم من يكون له تخصص في علمين، ومنهم من يكون له تخصص في ثلاثة علوم...، ومنهم من يمن الله عليه فيتخصص في أكثر العلوم، كما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرِه من النوادر في هذه الأمة، وفي الغالب أن المتخصص منهم يكون ملمًا ببقية العلوم.
- ليس كل من شرح كتابا في علمٍ ما أو ألف كتابا فيه - يكون متخصصا في هذا العلم، نعم إذا أكثر العالمُ التأليف والشرح في علمٍ ما فهذه علامة على تخصصه فيه، ولكنها وحدها لا تكفي؛ لأن التخصص لا يقف عند حد كثرة التأليف –كما لا يخفى-.
- على طلب العلم أن يتعرف على معاني المصطلحات التي تُطلق ألقابا، كالتي ذكرناها آنفا، ومن أفضل المظانّ التي يجد فيها ذلك: مقدمات العلوم، ومَدَاخِل العلوم، معاجم مصطلحات العلوم، كتب تراجم وطبقات علماءِ فنٍّ ما.
ولا بد من مراعاة تغيُّر المصطلحات بتغير الأزمنة والأمكنة، فقد يُطلق وصفٌ عند المتقدمين بمعنى ضيق، ثم يتسع هذا المعنى عند المتأخرين، فلا بد أن تكون على إلمام بتطور معاني تلك المصطلحات.
ولا بد من ملاحظة بعض الاصطلاحات الخاصة عند بعض العلماء التي تكون أوسع أو أضيق أو مختلفة عن المعنى المشهور لهذه الاصطلاحات.
أيضا لا بد من ملاحظة أن بعض العلماء عندهم تساهل في إطلاق الأوصاف. 
- مما يساعدك في معرفة ما لو كان العالم الفلاني متخصصا في العلم الفلاني أم لا؛ كتب الطبقات، وكتب التراجم، سواء أكانت عامة، أم كانت خاصةً بفن من الفنون –ككتب طبقات الحفاظ، وطبقات الفقهاء، وطبقات المفسرين، ومعجم المفسرين، وطبقات النحوين...-، بشرط أن يكون المؤلف غير متساهل في إطلاق الأوصاف والألقاب.
- إضافة إلى ذلك ينبغي معرفة بعض الاصطلاحات الأخرى غير الألقاب المتعلقة بالتخصص في العلوم، وذلك مثل: (الإمام) و(المحقق) و(المتفنن) و(المشارك) و(العلامة) و(المجتهد)...، وأيضا المصطلحات الأكاديمية المعاصرة نحو: (أستاذ مساعد)، (أستاذ مشارك)، (أستاذ دكتور)... .

تكملة الموضوع على هذا الرابط: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=46036

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

(ها) و(يا) من فاتحة سورة مريم في رواية قالون من طريق الشاطبية

لقالون من طريق الشاطبية في (ها) و(يا) من فاتحة سورة مريم - له التقليل وجها واحدا.
ومع الأسف؛ كثير من المحررين المتأخرين يمنعون هذا الوجه من طريق «التيسير» بحجة أنه خروج من الداني عن طريقه، وبناء على ذلك يمنعونه من طريق «الشاطبية»، ويُلزمون الشاطبي والداني بوجه الفتح بحجة أنه قراءة الداني على أبي الفتح!
وهذه بعض النقول عن بعضِ كبار علماء الفن تؤيد ما ذكرتُ وتبين خطأ إولئك: 
قال الشاطبي: 
وَذو الرَّا لِوَرْشٍ بَيْنَ بَيْنَ وَناَفِعٌ ** لَدى مَرْيَمٍ هَايَا وَحَا جِيدُهُ حَلَا
قال السخاوي: «(ذو الرا) أراد ما فيه الراء نحو: {الر} و{المر} وكذلك {حم} أماله ورش مع أبي عمرو بين بين، وأمال قالون معه الهاء والياء في {كهيعص}» اهـ.
وقال أبو شامة: «جمع في هذا البيت ذِكْرَ من أمال شيئا من ذلك بين بين، فورشٌ فعل ذلك في (را) مِن {الر} و{المر}، ونافع بكماله في (ها) [و] (يا) أولَ مريم» اهـ.
وذكر ابنُ الجزري في «النشر» (ج2 ص67-69) أنه قد اختُلف عن قالون في هذا الموضع، وأن صَاحِبا «التَّيْسِيرِ» وَ«الشَّاطِبِيَّةِ» رويا له بين بين.
واعلم أنه لم يَنتقد الشاطبيَّ أيُّ واحدٍ من هؤلاء العلماء ولا غيرهم من المتقدمين ممن وقفت على كلامهم، فأي الفريقين أحق بأن يُؤخذ بقوله؟
كتبه 
علي المالكي

اجتماع {التوراة} والمد المنفصل وميم الجمع في رواية قالون من طريق الشاطبية

اجتماع {التوراة} والمد المنفصل وميم الجمع في رواية قالون من طريق الشاطبية
======================
إذا أردنا حساب الأوجه العقلية الناتجة عند اجتماع هذه الثلاثة؛ نقوم بضرب 2×2×2 فيكون المجموع 8 . هذه الثمانية الأوجه اختلف العلماء هل كلها تجوز من طريق «الشاطبية» أم بعضُها فقط؟ قولان: بعضهم يرى جوازها كلها، مستدلين بإطلاق الشاطبي، والبعض الآخر يرى أن الجائز منها خمسة فقط، بيانها في الجدول التالي:
التوراة المد المنفصل ميم الجمع
الفتح القصر الصلة
الفتح المد السكون
التقليل القصر السكون
التقليل المد الصلة
التقليل المد السكون

وقد جَمَع الحُسينيُّ هذه الأوجهَ الخمسةَ الجائزةَ في قوله: 
إذا جامعَ التوراةَ ميمٌ ومنفصِلْ ** مع الفتح والإسكانِ فالقصـرُ أُبطِلا
ومعْ وصلِ ميمِ الجمعِ والفتحِ فاقصُرا ** ومهمـا تسكِّـن مُدَّ واقصُـر مقلِّلا
ومُدَّ بوصلٍ حيثُ كنتَ مقلِّلا ** فخمسٌ لقالونٍ من الحرزِ تُجتلا

وجَمَعَ الشيخ أيهاب فكري الأوجه الثلاثة الممتنعة في قوله:
لقالونَ في {التوراةِ} منفصلٍ صِلَهْ ** ثلاثٌ أبى بعضهمْ فمعْ فتحِها فلا
سكونَ مع القصـرِ [أو] مَـدَّ معْ صـلهْ ** ولا قصـر حـال الوصـلِ تتلو مقلِّلا

وقال شيخنا إبراهيم كشيدان:
ونحوُ {ما أنتم} مع {التوراةِ} ** ثلاثةٌ محظورةٌ ستاتي
فتـحٌ وقصـرٌ معَها سكونُ ** فتحٌ ومدٌّ صلةٌ تَبينُ
تقليـلُ توراةٍ وقصـرُ المنفصلْ ** معْ صلةِ الميمِ ثلاثٌ ما نُقِلْ
وما سواها جائزُ افهمَنْها ** خمسةُ أوجهٍ أَخِي احفظَنْها

وحجة أصحاب هذا القول أن هذا هو مقتضى تحرير الطرق، وقد جاء بيان ذلك جواب لابن الجزري على سؤالٍ رُفِعَ له مِن «تِبْريز» حول هذه المسألة، نقله الشيخ سلطان بن أحمد المَزَّاحيّ في رسالته المسماة: «رسالة في أجوبة المسائل العشرين»، وهذا نص جوابه:
«إن لقالون فيما إذا اجتمع ميم الجمع مع {التوراة} مع المنفصل من طريق «الطيبة» - ثمانيةُ أوجه:
الأول– الصلة مع الفتح والقصر. وهو قراءة الداني على أبي الفتح من طريق أبي نشيط، وهو من «الشاطبية» و«التيسير». 
الثاني– الصلة مع بينَ بينَ والقصر. وذلك من طريق الحلواني، وهو قراءة الداني على أبي الفتح عن السامري، وهو من «الهداية» و«تلخيص ابن بَلِّيمَة»، وليس ذلك في «التيسير» ولا في «الشاطبية».
وكذلك الثالث، وهو الصلة والفتح مع المد. وهو من «غاية أبي العلاء» و«الكامل» للحلواني.                     
الرابع– الصلة مع بينَ بينَ والمد. وهذا لأبي نشيط من «تلخيص ابن بليمة» و«التبصرة» لِمَكّيّ، وهذا من كتاب «الشاطبية»، وهو أيضًا للحلواني في «المبهج» ـ على ما صح ـ
الخامس– الإسكان مع بين بين والمد. وتلك من طريق أبي نشيط، وهو من «التيسير» و«الشاطبية»، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون، وكذا هو من «تذكرته»، ومن «الهداية» و«التبصرة» و«الكافي» «المبهج».
السادس– الإسكان مع الفتح والمد. وهو لأبي نشيط من «الكامل»، ومن طريق أبي نشيط أيضًا والحلواني من «غاية أبي العلاء».                                                                                السابع– الإسكان مع الفتح والقصر. وهو للحلواني من «التجريد» و«إرشاد أبي العز» ومن «المصباح».
الثامن– الإسكان مع بين بين والقصر. وهو للحلواني من كتاب «تلخيص ابن بليمة»، وبه قرأ الداني على أبي الفتح مِن قراءتِه بذلك على السامري من طريق أبي مِهران عن الحلواني، وهو أيضًا لأبي نشيط من كتاب «الكافي» لابن شُرَيْح؛ فيجوز من طريق «الشاطبية»» اهـ. مع أنه في «النشر» لم يُورِد هذا التفصيل. 
والذي يهمنا الآن هو: هل إطلاق الشاطبي يقتضي أنه لا يمنع أي وجه يترتب على اجتماع هذه الثلاثة؟ أم أن كلامه يقيَّد بكلام ابن الجزري؟
الذي يظهر -والله أعلم- هو الأول، وذلك لأنه لا يقيَّدُ كلامُ المؤلف إلا بيقين، ولا يُنسَبُ لساكتٍ قَوْلٌ، ونحن هنا لم نقف من المقيدات اليقينية على شيء، ولا نستطيع أن ننسب له قولا يخالف ظاهرَ كتابه، إذ إن سكوتَه عن المنع يجعلنا نمسك عن أن ننسبه له. وتفصيلُ ابن الجزري نستفيد منه العزو نَعَمَ، ولكن لا نستفيد منه تقييدَ كلام الشاطبي؛ لأنه قد يكون الشاطبي قال بالأوجه التي ليست من طريقه اختيارا منه، وكذلك لا نستفيد من كلامه أن الاوجه التي ليست من طريق الشاطبي تُمنع، فكما ذكرنا في المقدمات أن عبارة: (هذا الوجه خروج عن من طريقه) لا تقتضي منعه. وقد كنتُ في أصل الكتاب قد اعتمدتُ المذهب الآخر، ولكن هذا ما ظهر لي الآن. والله أعلم بالصواب. 

كتبه
علي المالكي

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016



الروابط
رابط صفحة التنزيل:
https://goo.gl/iyJikb
رابط التنزيل المباشر:

https://goo.gl/hNespp                        

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

كيفية الإشمام في {سيء} و{سيئت} في رواية قالون من طريق الشاطبية

قال الداني في «جامع البيان»: «وحقيقة الإشمام في هذه الحروف: أن تنحى بكسر أوائلها نحو الضمة يسيرا؛ دلالةً على الضم الخالص قبل أن تُعَلَّ» اهـ.
وقال السخاوي: «وحقيقة هذا الإشمام: أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتمالُ كسرةُ فاءِ الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا؛ إذ هي تابعة لحركة ما قبلها. 
والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام، والروم، والضم، والإمالة.
وإنما اختار من هذه الألفاظ الإشمام لأنها عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين، وفي العبارة بها تنبيه على أن أول الفعل لا يُكسر كسرة خالصة. 
والذين سموه رومًا قالوا: هو روم في الحقيقة، وتسميته بالإشمام تَجَوُّزٌ في العبارة.
والذين سموه ضما -وهم عامة القراء- فإنما عبروا عنه بذلك كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم.
والذين عبروا عنه بالإمالة فلأنه قد دخله من الخلط والشوب ما دخَل الإمالة، فالحركة ليست بضمة محضة ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست بكسر محض ولا فتحٍ خالص» اهـ ملفقا من موضعين من شرحه.
وقال أبو شامة في (إبراز المعاني): «والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم، لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة؛ لأنها أفعال ما لم يسم فاعله؛ فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما يستحقه، وهو لغة للعرب فاشية، وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما استحقته هذه الأفعال من الاعتلال» اهـ.
وقال أبو محمد المالقي: «اعلم أن حقيقة هذا الإشمام أن تضم شفتيك حال النطق بكسرة القاف من {قيل} والغين من {غيض} والجيم من {جائ}، فيخرج صوت الكسرة مشوبا بشيء من لفظ الضمة من غير أن ينتهي إلى الضم الخالص، ويصحب الياء التي بعد هذه الكسرة شيء من صوت الواو من غير أن ينته إلى الواو الخالصة، بل لا بد من أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء» اهـ. 
فما ذُكر في كلام هؤلاء العلماء هي الكيفية المختارة في أداء هذا الإشمام.
وأما الكيفية الشائعة بين كثير من القراء في زماننا (وهي أن تجعل فاءَ الفعل محركةً بحركتين متتاليتين، أولاهما ضمة، والثانية كسرة، ويكون زَمَنُ جزءِ الضمّةِ أقلَّ مِن زَمَنِ جزءِ الكسرةِ، ثم تُتبِعُ هذه الكسرة بياء مدية محضة، وهذه الياء هي عين الفعل، وسببُ تمحُّضِها أن الذي سبقها هو جزء الكسرة) هذه الكيفية هي مذهبٌ لبعض القراء، ولكن الكيفية التي يُفسَّرُ بها كلامُ الشاطبي هي ما نص عليها السخاوي والداني؛ لأن السخاوي تلميذ الشاطبي، وهو مِن أدرى الناس بمراده بكلامه، ولأن الدانيَّ صاحبُ طريقِه.

السبت، 8 أكتوبر 2016

مذهب الشاطبي في {نِعما} و{تَعدوا} و{يَهدي} و{يـَخصمُون}

مذهب الشاطبي في {نِعما} و{تَعدوا} و{يَهدي} و{يـَخصمُون} هو الاختلاس فقط. وهذه بعض النصوص تؤيد ذلك:

قال الشاطبي في {نعما}:
نِعِمَّا مَعاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا ** وَإِخْفَـاءُ كَسـْرِ الْعَيـْنِ صِيغَ بِهِ حُـلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر أن المشار إليهم بالصاد والباء والحاء في قوله: (صيغ به حلا) وهم شعبة وقالون وأبو عمرو قرءوا بإخفاء كسرة العين، والمراد بالإخفاء هنا اختلاس كسر العين...» هـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَأَبِي بَكْرٍ؛ فَرَوَى عَنْهُمُ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً إِخْفَاءَ كَسْرَةِ الْعَيْنِ لَيْسَ إِلَّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلَاسَ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَرَوَى عَنْهُم الْعِرَاقِيُّونَ وَالْمَشْرِقِيُّونَ قَاطِبَةً الْإِسْكَانَ، وَلَا يُبَالُونَ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوَايَةً وَوُرُودِهِ لُغَةً، ...وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَالْإِسْكَانُ آثَرُ، وَالْإِخْفَاءُ أَقْيَسُ.
قُلْتُ: وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ، غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ عَنْهُمْ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا يُعْرَفُ الِاخْتِلَاسُ إِلَّا مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَالشَّاطِبِيِّ، مَعَ أَنَّ الْإِسْكَانَ فِي «التَّيْسِيرِ»، وَلمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ» اهـ. 

وقال الشاطبي في {تعدوا}:
بِالاِسْكَانِ تَعْدُوا سَكِّنُوهُ وَخَفِّفُوا ** خُصُوصاً وَأَخْفَى الْعَيْنَ قَالُونُ مُسْهِلَا
قال ابن القاصح: «... ثم أخبر أن قالون أخفى العين، أي اختلس حركتها...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «... واخْتُلِفَ [عن قالون] فِي إِسْكَانِ الْعَيْنِ وَاخْتِلَاسِهَا؛ فَرَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ مِنْ طَرِيقَيْهِ إِسْكَانَ الْعَيْنِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وَهَكَذَا وَرَدَت النُّصُوصُ عَنْهُ، وَرَوَى الْمَغَارِبَةُ عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ لِحَرَكَةِ الْعَيْنِ -وَيُعَبِّرُ بَعْضُهُم عَنْهُ بِالْإِخْفَاءِ- فِرَارًا مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَهَذِهِ طَرِيقُ ابْنِ سُفْيَانَ وَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَغَيْرهمْ لَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهُ، وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ عَنْهُ جَمِيعًا الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَقَالَ: إِنَّ الْإِخْفَاءَ أَقْيَسُ وَالْإِسْكَانَ آثَرُ» اهـ.

وقال الشاطبي في {يهدي}:
وَيَـا لاَ يَهَـدِّي اكْسـِرْ صَفِيًّا وَهَـاهُ نَـلْ ** وَأَخْفَى بَنُو حَمْدٍ وَخُفِّفَ شُلْشُلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر ان المشار إليهم بالباء والحاء في قوله: (بنو حمد) وهما قالون وأبو عمرو أخفَيا؛ يعني حركة هائه...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَرَوَى أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الِاخْتِلَاسَ كَاخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو سَوَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْخُذْ بِسِوَاهُ مَعَ نَصِّهِ عَنْ قَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ وَلَا الْمَهْدَوِيُّ وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ وَلَا ابْنَا غَلْبُونَ غَيْرَهُ، ...وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الْإِسْكَانَ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْهُ وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ وَالْمُسَيِّبِيِّ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ نَافِعٍ عَلَيْهِ، نَصَّ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ»، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي «الْكَافِي» اهـ.

وقال الشاطبي في {يخصمون}:

وَخَا يَخْصِمُونَ افْتَحْ سَمَا لُذْ وَأَخْفِ حُلْـ ** ـوَ بَرٍّ وَسَكِّنْهُ وَخَفِّفْ فَتُكْمِلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أمر بإخفاء فتح الخاء للمشار إليهما بالحاء والباء في قوله: (حلو بر) وهما أبو عمرو وقالون. والمراد بالإخفاء: الاختلاس» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...فَأَمَّا قَالُونُ فَقَطَعَ لَهُ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ» بِإِسْكَانِ الخَاءِ فَقَطْ...، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَقَطَعَ لَهُ الشَّاطِبِيُّ بِاخْتِلَاسِ فَتْحَةِ الْخَاءِ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ لِابْنِ غَلْبُون نَصًّا، وَفِي «التَّيْسِيرِ» اخْتِيَارًا، وَذَكَرَ لَهُ صَاحِبُ «الْكَافِي» الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَذَكَرَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ بَلِّيمَةَ فِي «تَلْخِيصِهِ» وَغَيْرُهُ إِتْمَامَ الْحَرَكَةِ كَوَرْشٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ فِيمَا رَوَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ وَغَيْرُهُ، وَرِوَايَةُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ قَالُونَ أَيْضًا» اهـ.
فبان بوضوح أن طريق «الشاطبية» هو الإخفاء فقط. وظهر خطأُ الذين يلزمون الشاطبي بالأخذ بوجه الإسكان أيضا بحجة أن الدانيًّ ذَكَرَ في «التيسير» الوجهين وجعل النصَّ عن قالون بالإسكان؛ وذلك لِـما سَبَقَ تقريرُه في المقدمات من أن القارئ لا يلزمه أن يأخذ بجميع ما في طريقه. 
أيضا بعضُ هؤلاء المحررين جَعَلَوا مِن مسوغات الإلزام أنّ الإسكان هو رواية العراقيين والمشرقيين قاطبة وأما الاختلاس فلم يُعرف إلا من طريق المغاربة. هكذا قالوا. ولا وجه له؛ لأن وجه الإخفاء ما دام صحيحا فلا يضُرُّ الشاطبيَّ اختيارُه دون الإسكان وإن لم يكن هو المشهورَ، فهو فعل ذلك موافقةً لأهلِ قُطْرِه المغاربة؛ إذ هو اختيارهم، لصعوبة وجه الإسكان؛ لأن فيه تتالي ساكنين صحيحين.

 مقتبس من كتابي: (شرح قرة العيون)


الياءات في {الداع} و{دعان} و{التلاق} و{التناد}

قال الشاطبي في {الداع} و{دعان}:
وَمَعْ دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِي حَلاَ جَنا ** وَلَيْسَا لِقَالُونٍ عَنِ الْغُرِّ سُبَّلَا
قال أبو شامة: «...(وليسا) يعني الياءين في هاتين الكلمتين (لقالون) أي لم يشتهر إثباتهما له، وإن كان قد روي عنه إثباتهما وإثبات الأول دون الثاني وعكسه، و(الغر): المشهورون، جمع أغَرّ، أي عن النقلة الغر، و(سبلا) حال منهم، وهو جمع سابلة، وهم المختلفون في الطرق، يريد أنهم سلكوا طرق النقل، وقبلوها خبره بها» اهـ.
وقال ابن القاصح: «(وليسا لقالون عن الغرّ سبلا) يعني أن الياء في هاتين الكلمتين ليست لقالون عن الغر، أي عن الأئمة الغرّ المشهورين، و(سبلا) أي طرقا. وفي هذا الكلام إشارة إلى أن إثباتهما ورد عن قالون ولم يأخذ بذلك الأئمة الغر؛ لأنه لم يصح عندهم عنه سوى حذفهما والاعتماد عليه. 
وقد تلخص من ذلك أن... قالون يحذفهما في الوقف، وله فيهما في الوصل وجهان: الحذف، والإثبات. فإن قلت ما الذي دل على هذا التقدير؟ قلت: تقييد النفي بالمشهورين، إذ لو أراد مطلق النفي لقال: (وليسا منقولين عنه) وأمسَكَ، بل الإثبات منقول عن رواة دونهم في الشهرة» اهـ باختصار وتصرف.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «واختُلف فيهما عن قالون؛ فقطع له جمهور المغاربة وبعض العراقيين بالحذف فيهما، وهو الَّذِي فِي «التَّيْسِيرِ»...، وَ«الشَّاطِبِيَّةِ»، وَقَطَعَ بِالْإِثْبَاتِ فِيهِمَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ فِي غَايَتِهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ فِي مُبْهِجِهِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُثْمَانِيِّ عَنْ قَالُونَ، وَقَطَعَ بَعْضُهُمْ لَهُ بِالْإِثْبَاتِ فِي {الدَّاعِ} وَالْحَذْفِ فِي {دَعَانِ}، وَهُوَ الَّذِي فِي «الْكِفَايَةِ» فِي السِّتِّ و«َالْجَامِعِ» لِابْنِ فَارِسٍ وَ«الْمُسْتَنِيرِ» وَ«التَّجْرِيدِ» مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَشِيطٍ، وَفِي «الْمُبْهِجِ» مِنْ طَرِيقِ ابْنِ بُويَانَ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ، وَعَكَسَ آخَرُونَ فَقَطَعُوا لَهُ بِالْحَذْفِ فِي {الدَّاعِ} وَالْإِثْبَاتِ فِي {دَعَانِ}، وَهُوَ الَّذِي فِي «التَّجْرِيدِ» مِنْ طَرِيقِ الْحُلْوَانِيِّ، وَهِيَ طَرِيقُ أَبِي عَوْنٍ، وَبِهِ قَطَعَ أَيْضًا صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ».
قُلْتُ: وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنْ قَالُونَ، إِلَّا أَنَّ الْحَذْفَ أَكْثَرُ وَأَشْهَرُ» اهـ.
وقال الضباع في «الإضاءة»: «وقرأ [قالون] بالحذف والإثبات في...{الداع} و{دعان} في البقرة» اهـ مختصرا.
وقال إيهاب فكري في «إنصاف الإمام الشاطبي»: «لقالون في {الداع} و{دعان} الحذف، وزاد الشاطبيُّ الإثباتَ في الحالين» اهـ بتصرف.

وقال الشاطبي في {التلاق} و{التناد}:
وَفِي المُتَعَالِي دُرُّهُ وَالتَّلاًقِ وَالتْـ ** تَنَادِ دَرَا بَاغِيهِ بِالْخُلْفِ جُهِّلَا
قال السخاوي: «والخلف الذي أشار إليه عن قالون أراد به قول أبي عمرو: وقرأتُ على فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن بالإثبات والحذف -يعني في الوصل-.
وروى أحمد بن صالح العثماني عن قالون الإثبات في الوصل أيضا.
و(درا باغيه) لهذا الخلف (جهلا)، أي دفعهم، وأصله (درأ) فخفف الهمز، يعني أنه درأهم عن التعصب على مذهب الإثبات أو لمذهب الحذف بالجمع بينهما» اهـ.
وقال أبو شامة: «وأثبت... قالون بخلافٍ عنه ياءَ {التلاق} و{التناد} في الوصل. و(درا) بمعنى دفع، فأبدل من الهمزة ألفا، و(باغيه) بمعنى طالبه، و(جهلا) جمع جاهل، وهو مفعول درا، أي دفع قارئه الجهال عن تضعيفه بكونه رأس آية، فلا ينبغي أن يثبت الياء؛ لئلا يخرج عن مؤاخاة رءوس الآي، فأتى بالخلف ليرضى به كل فريق؛ لأن كلا الأمرين لغة فصيحة» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وانْفَرَدَ أَبُو الْفَتْحِ فَارِسٌ ابْنُ أَحْمَدَ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ قَالُونَ بِالْوَجْهَيْنِ -الْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ- فِي الْوَقْفِ، وَتَبِعَهُ فِي ذَلِكَ الدَّانِيُّ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَيْهِ، وَأَثْبَتَهُ فِي «التَّيْسِيرِ» كَذَلِكَ، فَذَكَرَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ، وَتَبِعَهُ الشَّاطِبِيُّ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ خَالَفَ عَبْدُ الْبَاقِي فِي هَذَيْنِ سَائِرَ النَّاسِ، وَلَا أَعْلَمُهُ وَرَدَ مِنْ طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ عَنْ أَبِي نَشِيطٍ وَلَا الْحُلْوَانِيِّ بَلْ وَلَا عَنْ قَالُونَ أَيْضًا فِي طَرِيقٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَرْوَانَ عَنْهُ، وَذَكَرَهُ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ عَنِ الْعُثْمَانِيِّ أَيْضًا، وَسَائِرُ الرُّوَاةِ عَنْ قَالُونَ عَلَى خِلَافِهِ» اهـ بتصرف.
 وقال إيهاب فكري في «الإنصاف»: «لقالون في {التلاق} و{التناد} الحذف، وزاد الشاطبي الإثبات» اهـ بتصرف.

تحريرات الشاطبية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فهذا مقال حول تحريرات الشاطبية، استفدتُه من كتابات المقرئ إيهاب فكري، وزدتُ عليها بعض الزيادات، وهاأنا أضعها بين أيديكم:


تحريرات الشاطبية 

للقراء عدة تعريفات لمصطلح: (التحرير)([1])، 
منها: أنه العناية بتنقيح القراءة من أي خطإ أو خلل -كالتلفيق([2])، والوهم، ونحو ذلك-.
ومنها: أنه الاجتهاد بالبحث والتحري لوضع تقييدات لما أطلقه صاحبُ كتابٍ ما مِن أوجُهٍ للقراء، وذلك وَفْقًا للطرق التي أَسْنَدَ منها القراءات. وبعضُ أصحاب هذا التعريف يختصرونه في كلمتين؛ فيقولون: هو التقييد بالتدقيق.

ومن فوائد علم التحريرات: 
1- الاستعانة بها في معرفة وضبط العزو إلى الطرق والكتب، والاستفادة منها في معرفة الأحكام الواردة في الكتب.
2- الوقايةُ من الوقوع في التركيب والتلفيق في القراءة. 
3- ومن فوائده بالنسبة للمتون: تفصيلُ أُجمِلَ، وتقييدُ ما أُطلِق، وتوضيحُ ما أَشْكَلَ. 
وقد أَدْخَلَ بعضُ المتأخرين في تعريفِ التحريراتِ - الاستدراكَ على صاحب الكتاب، أي: إلزامه بأوجُه موجودة في أصولِ كتابِه ولكنه تركها ولم يضمنها كتابَه([3]). ولكن هذا يخالف ما هو متقرر عند القراء من جواز اقتصار القارئ على بعضِ ما رواه اختيارا منه. ولذا لا تعتبر هذه تحريرات، بل إضافات عليها لا تلزمه إلا اختيارا منه([4]). 
فينبغي أن نمييز بين ما هو من باب التوضيح وبين ما هو من باب الاستدراك، وأن يتم التعامل مع كل منهما بما يليق، فالتوضيح ينسب إلى مؤلف الكتاب([5])، والاستدراك ينسب إلى مَن استدركه لا إلى مؤلف الكتاب([6]). 
والواقع أنه حصل عند كثير من المتأخرين خلط وعدم تفريق بين ما هو من الاستدراك وبين ما هو من التوضيح، فحصل بسبب ذلك أخطاء علمية كثيرة وكبيرة.

تحريرات «الشاطبية» عبر القرون:
لو نظرنا إلى شروح «الشاطبية» التي كتبها تلاميذُ الشاطبي أو تلاميذُهم أو مَن بعدَهم إلى وقت ابن الجزري؛ لوجدنا أن مؤلفيها كانوا يتعاملون مع «الشاطبية» على ما هي عليه، ويكتفون بشرح وتوضيح القراءات الواردة فيها، ولا نجد في هذه الشروح من الاستدراكات في الغالب إلا استدراكات لغوية من بعض القراء والمفسرين، وكذلك لا نجد فيها في الغالب تعرُّضا لمسألة الطرق والخروج عليها؛ مراعاة لصحة الاختيار في القراءات، ولا نجد في هذه الشروح ردا للقراءات الواردة في «الشاطبية» بمثل هذا المنهج الموجود الآن، وكذلك لا نجد فيها العبارةَ التي يرددها المتأخرون كثيرا؛ والتي تقول: (هذا الوجه خروج عن طريقه؛ فلا يقرأ به)، وأيضا لا نجد من يلزم الشاطبي بأوجُهٍ من «التيسير» تَرَكَها اختيارا منه. مع أن أولئك الشراح كانوا علماء بارعين، ويعرفون ما يَقْرَءُون به.
ثم عندما جاء ابنُ الجزري مضى على منهجِ مَنْ قَبْلَه، لكنه زاد عليهم بأنه وَضَّحَ مسألةَ الطُّرُق([7])، فمثلا يقول: الحرف الفلاني من طريق «الشاطبية»، والحرف الفلاني من طريق «العنوان»، والحرف الفلاني من طريق «الغاية»، وهكذا، وكثيرا ما كان ينبه على طرق «التيسير» و«الشاطبية» والخروج عنها، والظاهر من مذهبه أن هذا إنما كان للعلم بما في طرقهم وللتنبيه على أن هذه اختيارات خرجوا بها عن طرقهم، فلا نجده يقول في موضعٍ ما في «النشر»: (هذا خروج من فلان عن طريقه فلا يقرأ به)، أقصى ما هنالك أن يقول: نبهت على هذا حتى يُعلم أنه خروج عن الطريق. 
والدليل على ذلك: أنه راعى الاختيار في القراءات([8])، بل كان يقدم الاختيار على مراعاة الطريق([9])، بل كان هو نفسه يختار([10])، ولم يمنع ابنُ الجزري الخروجَ عن طرق المصنفين التي ذكروها في مقدمات كتبهم إلا في أسباب أٌخَر، كما لو كان يرى أن الحرف الفلاني لا يثبتُ عن القارئ أصلا([11]).
وفي القرنين الأوَّلَيْن بعد ابن الجزري كانت التحريرات توضيحات، فيقيدون مِن «النشر» ما في «الطيبة»، ولم يكن هناك حكمٌ بأن هذا خروج عن الطريق فيُمْنَع. 
وهذا المنهج هو الذي سار عليه المنصوريُّ ومَن حذا حذوه([12])، كان هدفهم تقييد ما في «الطيبة» من «النشر»؛ حتى لا يُنسب لابن الجزري قولٌ يُفهَمُ من ظاهِرِ «الطيبة».
ثم بعد ذلك ظَهَرَ عند بعض القراء مفهومٌ جديد لم يكن معروفا عند مَن تَقَدَّمَهم، وهو أنهم فهموا أن الخروج عن الطريق يعني أن الوجه الفلاني لا يُقرأ به، وحصل بسبب هذا الفهم اضطراب كثير في الأخذ والمنع من الأوجه الواردة في «الشاطبية» بدعوى الخروج عن الطريق، مع عدم مراعاة اختيار الشاطبي. في البداية كانوا يمنعون أحرفا قليلة، ثم تطور الأمر إلى أن مُنِعَت مئاتُ الأوجه التي كانت مقبولةً ومأخوذًا بها عند المتقدمين([13]). ومع ذلك لم يلتزم أولئك القراء بهذا المنهج، ولم يسيروا على قاعدة واحدة، بل حصل عندهم تناقض واضطراب في مناهجهم ومذاهبهم، فمثلا: في تحريراتهم على «الشاطبية» تارة يمنعون أوجُهًا بحجة أنها خروج من الشاطبي عن طريقه([14])، وتارة يقبلون أوجهًا خرج فيها الشاطبي عن طريقه ويقولون: (هذا من زيادات القصيد، ويُقرأ به)([15])، بل إنهم أحيانا يلزمونه بأحرف ليست من طريقه أصلا، وبعضُها قد نبَّه على أنه تَرَكَها([16])، وهذا تناقض واضح!
وإن من أسباب وقوعهم فيما سبق: عدم التأمل في مسـألة الاختيار عند القراء([17])، وعدم مراعاتها. فالقارئ قد يقرأ على عدة مشايخ، ثم يؤلف مؤلفًا ويسنده من طريق معينة، فيدع أشياء من طريقِ كتابِه اختيارا فلا يضمنها إياه، ويضيف إلى الكتاب أشياء من مروياته الأخرى التي يرويها من غير الطريق الذي أَسْنَدَه منها. وهذا الأمر كان مقررا عند السلف بشروطه المعروفة([18])، وإليك بعض الأمثلة التي تدل على ذلك:
1- خلفٌ البزار مع أنه يسند اختيارَه من طريق حمزة إلا أنه خالفه في أشياء اختارها من مروياته الأخرى، وترك أكثرَ الأحرف التي انتُقدت على حمزة([19])، ولم يخرج عن قراءة أهل الكوفة فيما عدا السكت بين السورتين من رواية إسحاق الوراق عنه. 
2- أبو عمرو قرأ على ابن كثير، وهو يخالفه في أكثر من ثلاثة آلاف حرف أخذها من قراءته على غير ابن كثير.
3- الكسائي اعتماده في الأصل على قراءة حمزة، وخالف حمزةَ في نحو ثلاث مئة حرف اختارها من قراءته على شيوخه الآخرين. 
4- نافع قال: قرأتُ على سبعين من التابعين، فما اجتمع عليه اثنان أخذتُه، وما شذ فيه واحدٌ تركتُه، حتى ألّفتُ هذه القراءة. اهـ. فهذا نص صريح منه على أنه اختار. 
5- ورش روايته عن نافع بإسكان الياء في {محياي}، واختار لنفسه فتحَ الياء.
6- حفص بن سليمان روايته عن عاصم بفتح الضاد في {ضعف} و{ضعفا} بسورة الروم، واختار لنفسه وجه الضم من قراءته على غير عاصم.
7- ابن مجاهد اختار وجه الفتح في {الناس} لِدُوريِّ أبي عمرو، مع أنه لم يقرأ من طريق اليزيدي إلا بالإمالة.
إلى غير ذلك من الأمثلة.
وكل هذه الاختيارات قَبِلَهَا المسلمون، ولم يطعن أحد فيما اختاروه بحجة أنها خروج عن الطرق، ولم يلزمهم أحد بالأخذ بما تركوه، وهذا من أوضح الأدلة، فمن رد هذا يلزمه رد عمل المسلمين طيلة هذه القرون.
إذا تقرر ذلك؛ فلماذا نقبل اختيارات هؤلاء ونرفض اختيار الشاطبي أو الداني أو ابن الجزري أو غيرهما من أئمة القراءة؟
وإنّ ما وصل إليه حالُ كثير من المحررين المتأخرين من الاضطراب والتوسع والخطإ - جعل كثيرا من القراء يسلكون عدة مسالك حيال ذلك، ويقترحون عدة حلول، فمن ذلك:
1- التغافل، وذلك بترك كل واحد يقرأ بما يريد من التحريرات، المهم ألا يقرأ إلا يتحريرات.
وهذا المسلك هو ما يطبَّق عمليا في أكثر الأحيان، حيث لا يَعترض أحدٌ على من يقرأُ بتحريراتٍ لم يقرأ هو بها.
ولكن هذا الحل إنما يصلح مع المقلدين الذين يلتزمون بما قرءوا به ولا يطلبون دليلا عليه، ولا يرجحون بين تحريراتهم وتحريرات غيرهم. ولا يصلح للقراء المجتهدين الذين يبحثون عن الدليل، وكذلك الذين قرءوا بتحريرات مختلفة ويحتاجون أن يرجحوا بينها، فهم لا يرضون إلا بالبحث عن حل لهذا الخلاف. أيضا هذا الحل لا تقبله المعاهد والكليات العلمية، فإن البحث العلمي هو مرتكزها، ولا ينبغي أن يقبلوا أقوالًا لا دليل عليها، لأن المفترض في هذه المراكز أن تكون مراكز اجتهاد لا تقليد. 
2- الاطِّراح، أي اطراح كل التحريرات رأسًا، وإلغاؤها، والاقتصار على القراءة بظواهر «الشاطبية» و«الدرة» و«الطيبة» المعتمدة.
وهذا الحل خرج به عبد الفتاح القاضي ونادى به هو وبعض علماء القراءات بالأزهر؛ بسبب ما رأوا من كثرة التحريرات، وتعددها، واختلافها، والاضطراب الواقع في كثير منها. وقد تغلَّب هذا الرأي على غيره فاعتُمَد في معاهد القراءات بالأزهر، وعليه أغلب معاهد وكليات تعليم القراءات في العالم الإسلامي. 
ولكن هذا الحل يؤخذ عليه أنه لا يناسب أهل العلم والاجتهاد والتحقيق الذين لا يقبلون أن يأخذوا بما منعه الشاطبي والداني وابن الجزري ثم ينسبوا ذلك إليهم. فهذا الحل فيه خطأ علمي؛ لأنه يترتب عليه القراءة بأوجه ثبت عنهم منعُها بيقين، فكيف يُقرأ من طرقهم بغير اختياراتهم؟!
وهذا الحل لم يلق قبولا عند الأكثر، فما زالوا يقرئون بالتحريرات، وبعضهم يُلزم بها طلابه، وأيضا بدأت بعض الكليات القرآنية بالعودة إلى الأخذ بالتحريرات وفق منهج واضح.
3- الترجيح بين التحريرات المختلفة. وهذا الحل يقرره أتباع مدرسة الأزميري، ويرون أنها أدق وأفضل التحريرات. هكذا يقولون.
ولكن هذا المسلك لم يكن حلا صوابا أيضا؛ لأنه يؤدي في النهاية إلى منع أوجه كثيرة جدا سيتضح في زماننا وبعد زماننا أن الصواب الإتيان بها.
4- ضبط الرواية ونسبة كل رواية وكل تحرير وكل اختيار لصاحبه، وأن تراعى الأصول التي درج عليها القراء.
فما في «الشاطبية» -مثلا- هو الذي يلزم الشاطبي، فإذا استدرك عليها عالم فإننا نبين أن ذلك استدراك له، ولا نعزوه للشاطبي أو نقول أن هذه تحريرات «الشاطبية».
فالحل هو القراءة بظاهر الكتب حتى يحصل اليقين بترك هذا الظاهر. ولا نقيد ما في ظاهر الكتب إلا باليقين، كنص المؤلف على ذلك صراحةً في موطن آخر([20])، أو حكاية طلابه ذلك عنه([21])، أو أن يمنع عالم وجها معينا وأسناده يمر به([22])، ونحو ذلك. وأما الظنون فلا تقدح في الأخذ بظاهر كلام المؤلف. 

هذا ما يسر الله كتابته في هذا الموضوع المهم. وأسأل الله أن أكون قد وفقتُ فيما كتبت.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه
علي المالكي




_________________________________

([1]) جمعها خالد أبو الجود في مقدمة رسالته للماجستير والتي حقق فيها كتاب: «الروض النضير» للمتولي، فمن أراد الوقوف عليها فليرجع إليها هناك. 

([2]) ذكر إيهاب فكري أن مصطلح: (التلفيق) يشمل أن تنسب إلى القارئ ما ليس من طريقه، ويشمل كذلك القراءةَ بحرف لم تقرأ به. 

([3]) مثلما فعل كثير من المتأخرين مِن إلزام الشاطبي بالأخذ بأوجهٍ من «التيسير» كان قد تَرَكَ الأخذَ بها اختيارًا وقصدًا، فألزموه هم بها بحجة أنها موجودة في «التيسير» الذي هو أصل «الشاطبية»!

([4]) فإن سئل: ما حكم القراءة بهذه التحريرات التي يزيدها هؤلاء المحررون من باب الاختيار والظن؟

فالجواب: أنها إذا كانت تحريرات معتبرة فيمكن القراءة بها على أنها اختيار من أصحابها، فيُقرأ بها مع نسبتها إلى أصحابها لا إلى صاحب المتن.

[5]) مثال ذلك: أن نجد في «طيبة النشر» عبارةً ظاهرُها جوازُ وجهٍ ما، ثم عندما نبحث في «النشر» نجد أن ابن الجزري يمنع هذا الوجه؛ فنقيُّدُ ظاهرَ كلامِه في «الطيبة» بكلامه الذي في «النشر»؛ فنمنع ذلك الوجه من طريقه، وننسب هذا المنعَ إليه.

([6]) وبناء على هذا قال بعض العلماء: إنَّ تحريرات الأزميري والمتولي ومن سار على نهجهما إنما هي في الحقيقة مستدركات واختيارات لهم. 

([7]) وهذه المسألة مهمة لطالب القراءات، فلا بد أن يدرس مسألة الطرق ويدرس مسألة الاختيار؛ لأنهما بالنسبة إليه كالجناحين بالنسبة للطائر؛ لأنه إن لم يضبطهما حصل عنده خلل.

([8]) وإليك بعض الأمثلة على ذلك فيما يتعلق بالشاطبي:
1- لم يَرُدَّ اختيارَ الشاطبيِّ عدمَ النقل وقفًا في نحو: {من أجر} لحمزة، مع أن هذا الوقف لم يجوزه الداني ولا أبو الفتح.
2- قال في حرف {يعذب من} بسورة البقرة: «وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الْإِدْغَامُ لِابْنِ كَثِيرٍ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَطْلَقَ الْخِلَافَ فِي «التَّيْسِيرِ» لَهُ؛ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَةِ وَمَا عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ، وَهُوَ مِمَّا خَرَجَ فِيهِ عَنْ طُرُقِهِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ، وَالْوَجْهَانِ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ صَحِيحَانِ» اهـ. فأنت ترى أنه مشّى الإدغام من طريقيهما ولم يقل: إنه خروج عن الطريق فلا يُقرأ به.
3-في{محياي} بسورة الأنعام قال: «والوجهان صحيحان عن وَرْشٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ، إِلَّا أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ نَافِعٍ بِالْإِسْكَانِ، وَاخْتِيَارَهُ لِنَفْسِهِ الْفَتْحُ -كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ-». فأثبتَ الخلاف عن ورش وهو يجزم في الموضع نفسه أن الفتح اختيار له خرج به عن طريقه.
بل إنه في {هئت لك} ذكر قال: «...وَلِذَلِكَ جَمَعَ الشَّاطِبِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ [أي فتح وضم التاء مع الهمز] عَنْ هِشَامٍ فِي قَصِيدَتِهِ فَخَرَجَ بِذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ كِتَابِهِ [وهو الفتح] لِتَحَرِّي الصَّوَابِ». فأنت ترى أن ابن الجزري لم يمنع هنا أيضا الخروج عن الطريق اختيارا. 

([9]) مثال ذلك: أن التحقيق أن يُقرأ للسوسي من «التيسير» بالسكت بين السورتين، مع أن طريقه الوصل. فقدم الاختيار على مراعاة الطريق. وكذلك فعل في رواية ابن ذكوان؛ فأخبر أن التحقيق أن يُقرأ له من «التيسير» بالسكت بين السورتين، مع أن طريقه البسملة؛ تقديما للاختيار على مراعاة الطريق. 

([10]) مثال ذلك: أنه في إسكان {يرضه} لهشام بعدما ذكر الخلاف فيه: «وَقَدْ تَتَبَّعْتُ رِوَايَةَ الْإِسْكَانِ عَنْ هِشَامٍ فَلَمْ أَجِدْهَا فِي غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ سِوَى...» فذكر عدة طرق ثم قال: «وَلَيْسَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ طُرُقِنَا، وَفِي ثُبُوتِهِ عَنِ الدَّاجُونِيِّ عِنْدِي نَظَرٌ، وَلَوْلَا شُهْرَتُهُ عَنْ هِشَامٍ وَصِحَّتُهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَمْ نَذْكُرْهُ». فأنت ترى أنه مع أن هذا الحرف ليس من طرقه اختاره؛ فقال في الطيبة: «...والخلفُ لا»، يعني أن السكت عن هشامٍ بخلاف. وأقرأَ بهذا الحرف، وقرئ به من وقته إلى وقتنا هذا. 

([11]) كما منع إدغام {وجبت جنوبها} لابن ذكوان من طريق «الشاطبية» لأنه يرى أن هذا الحرف لا يثبت عن ابن ذكوان أصلا. 

([12]) ولا يزال أتباع المدرسة موجودين إلى الآن، وإن كان أتباع مدرسة الأزميري والمتولي هم الأكثر، ولا سيما في مصر والشام.

([13]) حتى وصل الحالُ ببعضهم إلى أن شذَّ عن الجميع وقال بإلغاء كل ما زاده الشاطبي على ما في «التيسير»، والاقتصارِ على ما جاء في «التيسير» فقط! وقد سمعتُ قريبًا مِن هذا الكلام بأذُني مِن أحد مشايخ القراءة المصريين المشهورين في مكالمة هاتفية بيني وبينه؛ حيث قال لي: خذ من الشاطبية ما وافق فيه التيسير، وأما مازاده الشاطبي على ما في التيسير فلا علاقة لنا به. اهـ.
يالله العجب! أفهؤلاء أعلمُ مِن كُلِّ العلماء الذين تَلَقَّوْا هذه القصيدة بالقبول وقرءوا بها وأقرءوا طيلة هذه القرون المتعددة؟! 

([14]) وأمثلة هذا كثيرة جدا، منها: منع وجه الإسكان في ميم الجمع لقالون، ومنع وجه الإدغام لابن كثير في {ويعذب من يشاء} بسورة البقرة، ومنع قراءة {يبصط} و{بصطة} بالسين لخلاد.

([15]) من ذلك: فتح ذوات الياء لورش، وقصر البدل له أيضا، والتوسط لقالون، والقصر للدروي.

والأكثر من ذلك أنهم لم يمنعوا اختيارَ الشاطبي وجهَ النقلِ وقفًا لحمزة في نحو: {مِن أجر} مع أن الداني وشيخه أبا الفتح يمنعانه! وكذلك لم يمنعوا مد البدل لورش مع أن الداني له مؤلفات في منع مد البدل! فأنت ترى أنهم يختارون هذا بينما لم يمنعوا أشياء أخرى دون ذلك!

([16]) كما فعلوا في كلمة: {أئمة}؛ حيث زادوا وجه الإبدال على طريق «الشاطبية» بحجة أنه صح من طريق «الطيبة» فيُقرأُ به! مع أن الشاطبي نبه على أنه تركه. 

([17]) للتوسع في هذا الموضوع يُرجع إلى كتاب: «الاختيار عند القراء .. مفهومُه، مراحلُه، وأثرُه في القراءات»، وهو رسالة علمية تقدم بها أمين بن إدريس بن عبد الرحمن فلاته لنيل درجة الماجستير من كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.


([18]) ومنها: 
– أن يكون المختار ممن توفرت فيه أهلية الاختيار.
– أن يكون الوجه المختار مما اجتمعت فيه شروط القبول.
– أن يكون القارئ قد قرأ به أو سمعه في الجملة.
– أن لا يؤدي إلى الوقوعِ في محذور نحوي أو لغوي.
– أن ينسبه المختارُ لنفسه، لا إلى شيوخه، ولا إلى صاحب الكتاب الذي يقرأ من طريقه، وإلا عُد ذلك تلفيقا.

([19]) ومن باب المناسبة والفائدة أورد هذه النقول ردا على من يطعن في قراءة حمزة:

قال الإمام الذهبي في «ميزان الاعتدال»: «قد انعقد الإجماع بأخرة على تلقِّي قراءةِ حمزةَ بالقبول،, والإنكارِ على من تكلم فيها، ...[و] يكفى حمزةَ شهادةُ مِثْلِ الإمام سفيان الثوري له؛ فإنه قال: ما قرأ حمزةُ حرفًا إلا بأثرٍ» اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى»: «وَالْقِرَاءَةُ الْمَعْرُوفَةُ عَنْ السَّلَفِ الْمُوَافِقَةُ لِلْمُصْحَفِ تَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِهَا بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ، وَلَا فَرْقَ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ بَيْنَ قِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبَ وَخَلْفٍ، وَبَيْنَ قِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ وَأَبِي عَمْرٍو وَنُعَيْم. وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا: إنَّ الْقِرَاءَةَ مُخْتَصَّةٌ بِالْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ [وأن] مَا خَرَجَ عَنْ هَذِهِ السَّبْعَةِ فَهُوَ بَاطِلٌ...» اهـ.

وقد كتب العلماء في هذه المسألة عدة كتابات، استقلالا وضمنا، فليُرجع إليها للوقوف على تفصيل الكلام.

([20]) مثلما منع ابن الجزري السكت لحفص على القصر.

([21]) مثلما حكى السخاوي عن الشاطبي أنه كان لا يختار في المد مرتَبَتَيْ فويق القصر وفويق التوسط. فلهذا لا يُقرأ بهما من طريقه؛ لأنه لم يخترهما، وهل يؤخذ من طريقه بغير اختياره؟! 

([22]) مثلا: بعض زيادات القصيد لم يصححها ابن الجزري، ولم يقرئ بها؛ فحيث إننا نقرأ بمضمن «الشاطبية» من طريق ابن الجزري فلا نقرأ بها؛ لعدم اتصال سندها حينئذ. وللوقوف على هذه الزيادات ارجع -على سبيل المثال- إلى «إنصاف الإمام الشاطبي»، فقد عقد لها فصلا خاصا.



الجمعة، 29 يوليو 2016

قراءةٌ صوتيةٌ لـكتاب
المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده
للشيخ الدكتور عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله تعالى!-


رابط التحميل والاستماع للكتاب الصوتي من موقع ساوند كلاود:

https://soundcloud.com/ajurry/mswakme

الموضوع الكامل على شبكة الإمام الآجري
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=46538


بقية الإصدارات الصوتية الأخرى لشبكة الإمام الآجري

https://soundcloud.com/ajurry/sets/audiobooks
إذا كنت في حياتك معتادا على طرائق (برستيجات) معينة في كلامك وحركاتك وتعاملك مع الناس، وكذا في بيتك وبين عشيرتك؛ فكُن على ذُكرٍ مِن أن للناس الآخرين طرائق اعتادوا عليها خاصةً بهم هم أيضا، قد تتفق مع طرائقك وقد تختلف، لأن طباعهم قد تختلف عن طبعك، وأذواقهم قد تختلف عن ذوقك، والبيئات التي نشئوا أو عاشوا فيها قد تختلف عن البيئة التي نشأت أو عشت فيها، وأيضا قد لا يكونون أصلا على علم بما أنت عليه، أو بأنك تحب هذا الأمر أو تنزعج من ذلك الأمر ونحو ذلك. 
فلا تظن أن من فعل شيئا يخالف ما أنت عليه - لا تظن أنه قد قَصَدَ الإساءةَ إليك أو مخالفتك أو التقصير في حقك أو نحو ذلك، فقد يكون هذا الأمر عنده أمرا عاديا لا شيء فيه وليس معيبا عنده، بل وليس بأمر ذي أهمية، وأيضا قد لا يعرف أنه معيب عندك وأنك لا تحبه. 
نعم قد يكون الأمر على خلاف ذلك في بعض الأحيان، ولكنه في كثير من الأحيان كذلك، وكما يقال عندنا في العامية: (عينك نظر). ولا سيما أن الأصل في المسلمين إحسان الظن بهم.
لا تطلب من الناس أن يكونوا موافقين لك في طرائق حياتك، لا بد أن تكون مرنا في التعايش مع الآخرين، واسع الصدر، وأن تقدّر أنه كما أن لديك طباعا وطرائق خاصة بك فإن للآخرين طباعا وطرائق خاصة بهم هم أيضا، فلا تجعل هذا الأمر مشكلة المشاكل، ارتقِ بتعاملك وتعايُشك إلى ما هو أرفع من هذا، وإلا فستجد نفسك غير مرتاح في التعايش مع الناس، بل وسيبتعد عنك الناس بسببب أنك معقَّد في التعامل والتعايش.
خذ مني هذه النصيحة وجرب النتائج.
بطبيعة الحال أنا أعني بكلامي الأمور التي ليس فيها أمر أو نهي من الشارع، فليُنتبه إلى هذا.
وفقني الله وإياك!

كتبه
علي المالكي

الخميس، 9 يونيو 2016

خطر ببالي..
كيف للمخذلين والمميعين أن يعلموا الناس التوحيد والعقيدة والعبادات وهم مِن الجهل بها بمكانٍ سحيق؟!
فاقد الشيء لا يعطيه..
مما يلفت النظر: أنك عندما تنظر في صفحات المميِّعين والمخذِّلين عن منهج السلف تجد أن بينهم تشابها عجيبا في محتوى المنشورات..
تجد أغلب منشوراتهم تتحدث عن الود والصفاء والمحبة والأمل، وتحريم الغيبة والغش (وهو في كثير من الأحيان كلام حق يريدون به باطلا)... أو تمجد بعض رؤوس أهل البدع -إما بالنقل عنهم أو بالحديث عنهم- والدفاع عنهم ومحاولة اختلاق المعاذير الباطلة لهم...، أو تجد زيارات لأماكن، أو أدعية بطريقة بدعية أو أناشيد...
وفي المقابل؛ لا تجد منهم الذب عن السنة، ولا الاهتمام بنشر التوحيد والعقيدة الصحيحة وتصحيح العبادة والسلوك، ولا حثًّا على طلب العلم، ولا تحذيرا من البدع، ولا ردا على أهل البدع، ولا مدحا لعلماء السنة، ولا جرحا لعلماء أهل البدع!
وهذا ما أورثه فيهم حسن البنا وأتباعه، والمأربي ومن على شاكلته.
والأغرب من ذلك أن ما وراء الكواليس -كما يقال- يخالف ما يُظهرونه من التميع؛ فتجد منهم الطعن في أهل السنة، والاستهزاء بهم، ورميهم بالتشدد والجمود والجفاء والتنطع و و و 
أراحنا الله من هذه الشاكِلة!

الاثنين، 6 يونيو 2016

كتابي: (قرة العيون بتلخيص أصول رواية قالون) ط3

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه!
أما بعد:
فهذه هي الطبعة الثالثة من كتابي:
قرة العيون بتلخيص أصول رواية قالون
وهي منقحة ومزيدة


السبت، 4 يونيو 2016

نسب قبيلة الموالك

قمت بالبحث في عدد من كتب الأنساب والتاريخ(1) عن أصل قبيلة الموالك التي أنحدر منها، وتتبعتُه طبقةً طبقةً إلى أن وصلتُ إلى عدنان. وهذه خلاصة بحثي:
الموالك بطنٌ مِن لَبِيد(2). وبنو لَبِيد بطن عظيم مِن سُلَيْم، مساكنهم أرض برقة، ولهم أفخاذ متسعة(3). وبنو سُليم قبيلة عظيمة مِن قيس عيلان، بل قال الحمداني: "هم أكبر قبائل قيس". وسليم هو ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدّ بن عدنان(4).

كتبه
علي المالكي

____________________________
(1) ومنها: "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم, و"نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" و"قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان" كلاهما للقلقشندي, وتاريخ ابن خلدون, و"الأنساب" للسمعاني, و"سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب" للسويدي, و"معجم قبائل العرب القديمة والحديثة" لعمر كحالة.
(2) انظر: "نهاية الأرب" (ص160), و"قلائد الجمان" (1/ 126), و"معجم قبائل العرب القديمة والحديثة" (3/ 1155).
(3) انظر: "نهاية الأرب" (ص410), و"قلائد الجمان" (1/ 125- 126), و"تاج العروس" للزبيدي (9/ 133).
(4) تجد نسب بني سُليم في جميع كتب الأنساب تقريبا.
اشتهر بين كثير من طلبة التجويد في وقتنا أن طريقة تحديد المدود بحركات الأصابع عمرها مئة عام على أكثر تقدير، واعتمدوا في هذا التقدير على قول بعض علماء التجويد: إن أقدم من وجدناه يذكر هذه الطريقة هو علي بن محمد الضباع (ت 1380 هـ)، وقد حكى هذا عن بعض شيوخه.
ولكني وجدتُ ما يفيد أنها كانت معروفة قبل ذلك؛ فقد ذكرها طاش كبري زاده في شرحه على الجزرية، وهو قد توفي سنة 968 هـ، فربما يكون هو أول من ابتكرها، وربما ابتكرها غيرُه من أهل وقتِه أو من قبلهم، الله أعلم بحقيقة الأمر.
وهذا الكلام من باب التأريخ فقط، وقد انتقد بعضُ علماء التجويد هذه الطريقة، وذكروا أنها غير دقيقة ولا منضبطة، وأن التقدير بالحركات أو بالألفات أدقّ منها بكثير.

كتبه
علي المالكي

الثلاثاء، 24 مايو 2016

ليتنا نهتم بتعليم الناس العقيدة الصحيحة والتوحيد الصحيح أولا؛ حتى نرسّخ ذلك في قلوبهم فيتمكنون من التفطن لشبهات أهل التكفير من جهة وأهل التمييع من جهة أخرى؛ لأن عقائدهم حينئذ ستكون مبنية على أساس سليم.
بدلا من التركيز على التحذير من أهل التكفير وأهل التمييع بالعموم؛ فإن هذا متقرر وثابت عندهم، لكن لو جاءهم بعض المتسترين وألقى عليهم بعض الشبه وهُم لمّا يتحصنوا بالعقيدة السليمة فلربما راجت عليهم تلك الشبه.
ولا أدل على ذلك من هذه الأعداد الكبيرة التي نراها كل يوم تنضم إلى المجموعات التكفيرية والإخوانية؛ لأن كثيرا من أولئك أُتُوا من جهلهم بالتوحيد والعقيدة الصحيحة.

تنبيه الأكياس على شبهة راجت على كثير من الناس

مع الأسف لا يزال الكثير من الناس يظن أن المنهج السلفي هو فكرٌ بَشَرِيٌّ مثله مثل الفكر الإخواني أو التبليغي أو الحدادي أو غيرها، فيظنون أن الخلاف بين السلفية وبين الأفكار الأخرى البدعية إنما هو من باب اختلاف الآراء والأفكار الذي لا ينبغي أن يُفسد للود قضية!
قبحا له مِن ظنٍّ، وأفٍّ لها من قناعة!
المنهج السلفي هو الإسلام الصحيح الخالص عن الشوب، الخالي من البدع، لم يخترعه أحد من العلماء من عنده، لا ابن تيمية ولا ابن القيم ولا ابن عبد الوهاب وتلامذته ولا الألباني وأقرانه ولا غيرهم من العلماء، وإنما هو ما كان عليه النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه!- وأصحابه الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين!-.
فالسلفيون لا منهج لديهم إلا هذا، فبه يدينون، وإياه يعتقدوه، وعنه يَصْدُرون، وبه يتمسكون، وعنه لا يحيدون، وعليه يوالون ويُعادون، ومِن كل ما خالفه يُحَذّرون.
هذه هي حقيقة المنهج السلفي(1).
لا كما يُصَوِّرُها شياطين الإنس من أعداء هذا المنهج -افتراء وكذبا وزورا- على أنها فكرٌ بشري قابل للنقد ومحتمل للصواب والخطأ. كبرت كلمة تخرج من أفواههم!
وهؤلاء الشياطين إنما يفعلون ذلك حتى يتوصلوا إلى الطعن فيه وانتقاده هو وأهله؛ لأنهم إن طعنوا فيه رأسًا من دون أن يُقنعوا الناس بذلك؛ فسينقلب الناس عليهم؛ لأنه لا يوجد مسلم يقبل الطعن في الإسلام، فلذا سعى ويسعى أولئك الشياطين بكل ما يقدرون إلى إقناع الناس بأن السلفية فكرٌ بشريٌّ حادثٌ وليست هي دين الإسلام الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم!- وكان عليه الصدر الأول من هذه الأمة.
وهذه الحيلة الدنيئة تعلّموها من اليهود وأحفادهم.. ومع الأسف نجحوا في أن يقنعوا بهذا الكلامِ كثيرا من الجهال وضعفاءِ الدينِ وقاصري النظر. ولكن هيهات أن يطفئوا نور التوحيد والسنة، فهذا أمرٌ دونه خرط القتاد، فلا تزال طائفة من أمة محمد –صلى الله عليه وسلم!- على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة.
فأبشروا يا هؤلاء بأن سعيَكم في خسار، وكيدَكم في تَبَاب، فاللهُ مُعلٍ كلمتَه، وناصرٌ دينه، بعزّ عزيز وذل ذليل.
إن الخلاف بين أهل السنة وبين أهل البدع -من الإخوانيين، والتبليغيين، والخوارج بأنواعهم، والمتصوفة على اختلاف طرائقهم، والتمييعيين، والحدادية، وغيرهم- إنما هو خلافٌ في أصول من المنهج السلفي، وليس من الخلاف السائغ الموجود في عصر الصحابة وسائر العصور، أو الخلاف الدنيوي في الأراء المتعلقة بأمور الدنيا البحتة.
فأهلُ السنة والجماعة حينما يحاربون ما عند أولئك من البدع فإنما هم في الحقيقة يدافعون عن الإسلام الصافي، وليس عن آراء فلان وفلان من البشر، وأيضا هم لم يأتوا بهذا من عندهم؛ إذ هم في ذلك أيضا متأسون بسلفهم الصالح(2)، وكذلك لا يبغضون أهل البدع بسبب نوازع شخصية، أو حميّةٍ عرقية، وإنما يبغضونهم لأنهم خالفوا السنة وأدخلوا وابتدعوا في دين الإسلام ما ليس منه.
فتأمل -رعاك الله!- هذا الكلام، حتى لا تختلط عليك الأمور فتجعلَ مِن الباطلِ نِدًّا وخصما للحق!
وهنا ننبه على أمرٍ لا يقل أهمية عما سبق، يجب أن تكون مِنه على ذُكْرٍ، وهو أن العصمة إنما هي في المنهج السلفي لا في آحادِ المنتسبين إليه، وعليه فإذا أخطأ أو أساءَ آحادُ المنتسبين إليه فلا يجوز أن تُنسَبَ أخطاؤهم وإساءتهم على المنهج السلفي، وإنما مَن أساءَ فعلى نفسه(3). ومن المسلَّمات عند العقلاء فضلا عن العلماء أنه ليس هناك إنسان معصوم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم!-، فليس من الغريب إذَن أن يخطئ آحادُ المنتسبين إلى هذا المنهج.
فبهذا تعرف ضلال مَن يتتبعون عثرات فلان أو فلان ويضربون بها المنهج السلفي.
ويا ليت الناس يُقبلون على العلم، ويأخذوه من منابعه النقية؛ ليحصنوا أنفسهم به ضد الأفكار الفاسدة المفسدة، فإنها داء عضال، يتجارى بالمرء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه، فيهوي به في ظلمات الباطل.
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم!

كتبه
علي المالكي



__________________________
(1) وقد بيَّنها الحَبْرُ الجليلُ والإمام العظيم ابنُ تيمية -رحمه الله!- بعبارةٍ ما أجملها، وبيانٍ ما أحسنه، فقال في العقيدة الواسطية:
«ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَيثُ قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيْينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) . وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلامِ كَلامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَيُؤْثِرُونَ كَلاَمَ اللهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلامِ أَصْنَافِ النَّاسِ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ، وَلِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ لأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاِجْتِمَاعُ، وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ. وَالإِجِمَاعُ هُوَ الأَصْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدينِ. وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِه الأُصُولِ الثَّلاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ. وَالإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ؛ إِذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الاخْتِلاَفُ، وَانْتَشَرَ فِي الأُمَّةِ.
ثُمَّ هُم مَّعَ هّذِهِ الأُصُولِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَا تُوجِبُهُ الشَّرِيعَةُ: وَيَرَوْنَ إِقَامَةَ الْحَجِّ وَالْجِهَادِ وَالْجُمَعِ وَالأَعْيَادِ مَعَ الأُمَرَاءِ أَبْرَارًا كَانُوا أَوْ فُجَّارًا، وَيُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمَاعَاتِ. وَيَدِينُونَ بِالنَّصِيحَةِ للأُمَّةِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ؛ يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضًا)، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ؛ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بُالْحُمَّى وَالسَّهَرِ). وَيَأْمُرُونَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلاءِ، وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَالرِّضَا بِمُرِّ الْقَضَاءِ. وَيَدْعُونَ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا). وَيَنْدُبُونَ إِلَى أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ. وَيَأْمُرُونَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالإِحْسِانِ إلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ. وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفَخْرِ، وَالْخُيَلاءِ، وَالْبَغْيِ، وَالاسْتِطَالَةِ عَلَى الْخَلْقِ -بِحَقٍّ أَوْ بِغَيْرِ حَقٍّ-، وَيَأْمُرُونَ بِمَعَالِي الأَخْلاَقِ، َوَيَنْهَوْنَ عَنْ سِفْسَافِهَا.
وَكُلُّ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ فَإِنَّمَا هُمْ فِيهِ مُتَّبِعُونَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَطَرِيقَتُهُمْ هِيَ دِينُ الإسْلاَمِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم. لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أُمَّتُهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّار إلاَّ وَاحِدَةً -وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: (هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَومَ وَأَصْحَابِي)-؛ صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالإسْلامِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَنِ الشَّوْبِ هُمُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
وَفِيهِمُ الصِّدِّيقُونَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحُونَ، وَمِنْهُمُ أَعْلامُ الْهُدَى، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى، أُولو الْمَنَاقِبِ الْمَأْثُورَةِ، وَالْفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ، وَفِيهِمُ الأَبْدَالُ، وَفِيهِمُ أَئِمَّةُ الدِّينِ، الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ وَدِرَايَتِهِمْ، وَهُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صلىالله عليه وسلم : (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً، لاَ يَضُرُّهُم مَّنْ خَالَفَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ)». اهـ
(2) راجع إن شئت كتاب: (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء)، ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل من النقول عن السلف في هذا الباب.

(3) وأعنى بذلك الأخطاء التي هي في أخطاء حقيقةً، لا ما يدّعيه المبتدعة من أنها أخطاء وهي ليست بأخطاء، بل هي الحق الذي ما به خفاء، وذلك مثل تحريم الخروج على ولي الأمر المسلم –ولو كان فاسقا ظالما-، ومثل التحذير من البدع وأهلها، فإن هذا هو الحق وإن رغمت أنوفهم، وليقولوا عنا ما شاءوا، فهم كالذباب؛ ليس منه خوف ولا خطر.  

الأحد، 22 مايو 2016

 كثير من الناس يسمّون بناتهم بأسماء غريبة تَلَقَّفوها من الغرب أو من المفتونين والمتشبهين بهم، وكثير من هذه الأسماء تحمل معانٍ مخالفةً للشرع، بل قد يكون بعضُها أسماء لمعبوداتٍ لأولئك الكفار، أو أسماء لشخصيات مشهورة عندهم بالإلحاد والزندقة والسحر والكهانة والشعوذة والعُهْر والفجور، ومن تلك الأسماء ما لا معنى له أصلًا!
والمضحك في الأمر أنك إذا ما سألت أحدا من أولئك عن معنى الاسم الذي سمى به ابنته؛ تجد الأجوبة:
ضوء القمر، صوت الماء، بريق الذهب، ماء الذهب، ماء الفضة، العين الواسعة، زهرة تنبت في المريخ، زهرة تنبت في المكان الفلاني... إلى آخر هذه الترهات التي لا حقيقة لها، وإنما هي معانٍ مختلقة مفبركة مُحدَثَة، أحدثها الجهال وشياطين الإنس، فتجدهم يضعون لهم قوائم بتلك الأسماء ويضعون لها معاني لا سنام لها ولا خطام، من بنات أفكارهم الضالة؛ لترويج تلك الأسماء أو لغايات أُخَرَ اللهُ عليم بها!
وكثيرا ما يكتشف أولئك الناس بعد زمنٍ أن اسماء بناتهم لا تجوز التسمية بها؛ فيجدون أنفسهم مضطرين إلى تغييرها! لماذا سميتم به بناتكم من البداية؟!
هذه دواوين السنة مليئة بالأسماء الطيبة، وهذه كتب التراجم والطبقات مليئة بالأسماء الطيبة من أسماء الصحابيات وغيرهن، وهذه معاجم اللغة التي كتبها علماء أُمَنَاء على هذه اللغة الشريفة، وهناك بعض الكتب والمحاضرات لأهل العلم الموثوقين في موضوع تسمية الأبناء وبيان القواعد والأصول في هذا الباب، فلماذا لا نكلف أنفسنا عناء البحث فيها ساعةً لنرتاح من تعب التغيير فيما بعد؟! بدل أن نقضي الساعات على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل بحثا عن الأسماء المُعْوَجَّة!
ولا ينقضي عجبي من بعض الناس حين تذكر لهم ذلك يقولون لك: (هل تريدنا أن نسمى بناتنا عائشة وخديجة وفاطمة ورقية وزينب؟!)!!
يا لله العجب!
أتستنكرون هذه الأسماء، أسماء زوجات وبنات نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم!- ولا تستنكرون بوسي وكليمار ونفرتاري وإيزيس وأمثالها؟!
والله لو خرج مسلسل تركيّ جديد بطلتُه اسمها فاطمة لرأينا مئات المواليد اللاتي سيُسَمَّيْن بفاطمة!
ولا تعجب.. فقد كان تقصير الثوب أمرا مستنكرا، فلما ظهرت بناطيل (البرمودا) التي تصل إلى نصف الساق؛ أصبح كثير من هؤلاء يتهافتون على شرائها تهافت الفراش على النار!
وعندما أعفت بعض الشخصيات الغربية لِحاها؛ قلدهم فيها عدد منهم!
وهذا من تزيين الشيطان وتلاعبه بهؤلاء الناس -والعياذ بالله!-.
أصبحوا يستحيون من دينهم ومن تراثهم ومن لغتهم ومن سلفهم، وفي المقابل يغترون بالكفار ويفتتنون بهم وبِلُغَاتهم وعاداتهم وتقاليدهم بل وشعائر أديانهم! وهذا من أعلام نبوة سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام!-؛ فإنه قال: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)). 
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
لما لم يجدوا من العلم والحجة ما يردّون به علينا؛ لم يجدوا إلا أن ينبزونا بالمداخلة!
أسلوب يدل على العجز والجهل معًا.
سنة من قد خلوا من قبل من أهل البدع على اختلاف بدعهم.
وهم بذلك يفضحون أنفسهم من حيث لا يشعرون.
ويصدق عليهم قول الشاعر:
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
من الناس مَن يجعلون من الإمام مالك -رحمه الله ورضي عنه!- قناعًا يتقنّعون به ليخفوا وجوههم الحقيقية، وستارًا يسترون به أنفسهم لئلا يرى الناس سوءاتهم!
فهم يستغلون منزلة الإمام مالكٍ عند الناس فيُمَشُّون بدَعَهم وضلالاتِهم على أنها مذهب مالك!
والإمام مالكُ بريءٌ منهم ومِنْ بِدَعِهِم براءة الذئب من دم يوسف -عليه السلام!-.
قبَّحهم الله! نشروا عقائد وبدع الصوفية بين المسلمين باسم مالك، ونشروا المناهج المميعة المعاصرة باسم مالك، ونشروا العقيدة الأشعرية والماتريدية باسم مالك!
هذه نماذج من الكتب التي حكت عقيدة الإمام مالك:
http://www.archive.org/download/eaaamsaeaaamsa/eaaamsa.pdf
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=37002
http://www.archive.org/download/waq57296/57296.pdf
وهي عينُ ما يعتقده السلف الصالح -الذي هو واحد منهم-.
فلا تحمّلوا هذا الإمامَ الجبلَ العَلَمَ أخطاءكم فتنسبوها إليه ظلما وكذبا وزورا.
بيننا وبينكم تلك الكتب. فإما أن تتجردوا من الهوى وترجعوا إلى الحق، وإما أن تتركوا هذا الإمام ولا تنسبوا عقائدكم إليه.
ويا ليت المخدوعين بهؤلاء يفيقوا من غفلتهم ويعرفوا أنهم مغرَّرٌ بهم!

الأربعاء، 18 مايو 2016

يا إخوة، على رسلكم، رويدكم، ترفقوا ببعضكم، وتَرَاحموا، وتَوادُّوا، واحرضوا على الإلفة بينكم، وتجنبوا أسباب البغض والفرقة، ولا تدعوا الشيطان ينزغ بينكم.
مما يُؤسَفُ له أن ترى مشاكل تقع بيننا سببها مسائل يسوغ فيها الخلاف، ثم يأتي الشيطان فينزغ بينهم؛ فيوسوس لأحد الطرفين أن يجادل عن رأيه في تلك المسألة وينتصر له، وأن يعقد عليه الولاء والبراء، وأن يبغض من يخالفه فيه ويحملَ عليه، وقد يتطور إلى أن يقع منه الهجر والطعن بالباطل والفجور في الخصومة!!
فهو يوقعه في عدة محاذير وهو لا يشعر!
فيوقعه أولًا في الانتصار لرأيه ولنفسه، لا للحق، وفي الغضب لنفسه، لا للحق، َفيكون بهذا داعيا إلى نفسه لا إلى الله.
وثانيا يوقعه في محذور ثانٍ هو الإنكار على غيره فيما لا يسوغ فيه الإنكار، وهذا ليس بسبيل أهل العلم ولا أهل السنة -كما لا يخفى على شريف علم-.
وثالثا يوقعه في بغض أخيه بلامسوِّغ، والحملِ عليه.
ورابعا يوقعه في الجدل الباطل.
وخامسا يوقعه في الطعن على أخيه أو هجره بلا موجب.
وسادسا يوقعه في الفجور في الخصومة.
وسابعا يجعله وسيلة للطعن في المنهج السلفي مِن قِبَلِ الناس بسبب ما يرونه من أفاعليه هذه الحمقاءِ مع إخوانه.
وثامنا يُشغِلُه بهذه الأمور عن الاهتمام بما هو أولى منها والدعوة إلى ما هو أولى منها.
وتاسعا يوغرُ صدر أخيه عليه. 
هل رأيتمن عِظَمَ هذها المفسدة؟!
وما رأينا هذه الأمور إلا ممن كان ضَحْلَ العلم، سقيمَ الفهم، سيئ الطبع، جهولا عجولا!
فيا ليت هؤلاء يعلمون! وبأنفسهم يشعرون!
أصلح الله الأحوال!

الخميس، 5 مايو 2016

قراءةٌ صوتيةٌ لـكتاب
عقيدة الإمام مالك -رحمه الله!-
جمْعُ الدكتور سعود بن عبد العزيز الدعجان

ويليه
عقيدة الإمام مالك -رحمه الله!-
للإمام ابن أبي زيد القيرواني
رحمه الله تعالى!

رابط الموضوع على شبكة الإمام الآجري
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=45923&p=130434#post130434


الجمعة، 22 أبريل 2016

فوائد لخصتُها من قراءاتي في بعض المصادر المتخصصة في القراءة السريعة والذاكرة

الخطوات الإجمالية عند قراءة كتاب:
1- ألق نظرة سريعة على قائمة المحتويات
2- حدد المجال الذي ترغب في تغطيته
3- حدد الوقت الذي ستخصصه لكل جزء من أجزائه تخطيطا أوليا
4- حدد في ذهنك إطارا عاما من المحتويات وبرنامجك في القراءة
5- تصفح الكتاب كله حتى تتعرف عليه وعلى أجزائه المختلفة
6- ارسم خريطة ذهنية له ولمدى تناسب محتوياته مع أهدافك

====================================

أثبت الواقع أن فقدان التذكر بعد التعلم يحدث بصورة درامية، فبعد ساعة من التعلم ترتفع القدرة على التذكر، حيث يقوم العقل بإدماج المعلومات الجديدة، ولكن هذه العملية تستمر لمدة قصيرة، يليها هبوط حاد بحيث يمكن بعد 24 ساعة أن تضيع 80% من التفصيلات.
وينطبق هذا النموذج على كل موضوعات التعلم مهما طالت أو قصرت مدة إدخال المعلومات، وعلى هذا فإن ما يتم تحصيله في دورة لمدة 3 أيام يمكن نسيانه خلال أسبوع أو أسبوعين.

====================================

ليس هناك دلالات على فقدان خلايا المخ مع تقدم السن، وذلك بالنسبة إلى العقول السليمة النشطة الطبيعية.
بل تؤكد البحوث أن المخ إذا كان يستخدم ويتدرب فأن المقدرة البيولوجية لفاعليته تزيد.

====================================

نوعيات القراء بحسب سرعة القراءة والاستيعاب:
نوعية القارئ .. سرعة القراءة .. الاستيعاب
ضعيف .. 10 - 100 .. 30 – 50 %
متوسط .. 200 – 240 .. 50 – 70 %
مثقف .. 400 .. 70 – 80 %
الأفضل من مئة .. 800 – 1000 + .. 80 %
الأفضل من ألف .. + 1000 + .. 80 %

====================================

كلما تقدم الشخص في التعليم كلما زادت سرعة قراءته، ليس بسبب أنه يعرف كيف يقرأ بفاعلية أكبر، ولكن بسبب ضغط الوقت (ضرورة قراءة مواد كثيرة في وقت محدود) وتزايد الحافز، بمعنى أن الحافز يمثل عنصرا قويا، ولذا فمتوسط حجم القراءات يتناقص بعد أن يترك التعليم الرسمي. 
أيضا كلما كنت مهتما بشيء كانت قراءتك له أسرع؛ لأن إنسان عينك في هذه الحالة يتمدد ليسمح لمزيد من الضوء بالدخول، فيسمح باستقبال مزيد من البيانات خلال الوقت وبدون مجهود إضافي.
وقد تم التوصل مؤخرا إلى حقيقة أن المستوى الطبيعي للمقدرة على القراءة يتراوح بين 200 و 400 ك/د، وأن معظم الناس يعملون في حدود الحد الأدنى، أما التحسن في قدرات القراءة فلم يكن له علاقة قوية بالتدريب، ولكن بدرجة أكبر بالحافز القوي لدى المتدرب.
وبالتدريب الملائمة يمكن تدريب العينين على التحرك بشكل أسرع، والاستيعاب يمكن أن يتجاوز حاجز 400 ك/د، وهي السرعة ذاتها التي تمثل القراءة السريعة.

====================================

[خطوات تعلم القراءة]
الطريقتان الرئيستان لتعليم الأطفال القراءة هما: الطريقة الصوتية، وطريقة انظر ثم قل أو اقرأ (طريقة ربط الصور بالكلمات).
وعندما يصل الطفل إلى مستوى النطق السليم للكلمة يُطلب منه أن يقرأ في صمت، وهذه المرحلة تستغرق زمنا طويلا، وحتى من تجاوزوا هذه المرحلة قد لا يتوقفون عن القراءة لأنفسهم، وهذا يعني أنهم عندما يقرءون يكونون على وعي بصوت كل كلمة.
بمجرد أن يصبح الطفل قادرا على ملاحظة الكلمات وقراءتها في صمت عادة ما يفترض أنه قد تعلم القراءة، ولهذا يُعتبر متعلما وليس أميا، واعتبارا من سن 5 او 7 سنوات فما فوق لن يحصل على أية تعليمات إضافية، والسبب راجع إلى الاعتقاد بأنه طالما تعلم مهارات القراءة فما عليه إلا أن يطبقها، والحقيقة أن هذه هي المرحلة الأولى لتعلم القراءة، وعليه أن يتعلم التطوير من مهارته في القراءة.

====================================

القراءة عملية مكونة من سبعة أجزاء:
1- المعرفة برموز الحروف الهجائية.
2- الاستيعاب الجيد (أي الالتقاط الجيد للكلمات).
3- التكامل الداخلي: وهو مرادف الفهم الأساسي، ويشير إلى الربط بين كل أجزاء المعلومات المقروءة مع الأجزاء الأخرى المناسبة.
4- التكامل الخارجي: وهو العملية التي تسترجع بواسطتها كل معرفتك السابقة لما قرأت، وتتم الربط الملائم فيما بينها، وتحللها، وتنقدها، وتقدر قيمتها، وتحتار وترفض.
5- القدرة على التذكر: وهي التخزين الأساسي للمعلومات.
6- الاستدعاء: وهو القدرة على استعادة الملومات المخزنة.
7- الاتصال: وهو الاستخدام الذي سيتم فيه وضع المعلومة. وهناك الاتصال المكتوب، أو المنطوق، أو الذي سيتم التعبير عنه بأسلوب آخر.
والاتصال يتضمن أيضا الوظائف الإنسانية التي تهدر غالبا، كالتفكير.

====================================

كيف تقرأ العينان؟
العين لا تتحرك ببطء عبر الصفحة، وإنما تقفزان قفزات صغيرة وكبيرة في تجاه السطور، من نقطة ثابتة إلى نقطة أخرى ثابتة، وتتوقف للحظة (ما بين ربع ثانية إلى ثانية ونصف) عند كل نقطة لتحصل على كلمة أو أكثر (القارئ الجيد أو السريع يلتقط ما بين 3 و 5 كلمات)، فالمعلومات يتم التقاطها خلال التوقف.
فيمكن تحقيق التحسن في سرعة القراءة بأمرين:
1- تقليل زمن الوقفة.
2- زيادة عدد الكلمات التي تلتقطها في الوقفة.
وبهذا يمكن زيادة السرعة بمقدار 350 % .
واعلم أن النظام (البصري - الدماغي) يمكنه أن يلتقط المعلومات بسهولة أكبر عندما تكون المعلومات مجمعة بصورة ملائمة وفي مجموعات ذات معنى.

====================================

ظروف القراءة 
لابد للقراءة السريعة من ظروف مناسبة، وهي قسمان: داخلية، وخارجية، وكلاهما يتفاعل مع الآخر لخلق تأثيرات، فبحسبها قد تكون التأثيرات سلبية وقد تكون إيجابية.
أولا: الداخلية:
1- الإضاءة: 
يجب أن تكون الإضاءة كافية ومريحة للعين ومناسبة لأغراض القراءة.
وأفضل ضوء للقراءة هو ضوء النهار، وعند تعذره يُنصح بأن تكون الإضاءة فوق أكتافك عكس اليد التي تكتب بها.
مصباح المكتب يمكن أن يكون مصدر إرهاق للعين إذا لم يكن في وضع سليم، فلا بد أن يغطي المادة المقروءة، وأن لا يُحدث –بسبب علوه- انعكاسات غير ضرورية على باقي أجزاء الحجرة.
وينبغي عدم الاكتفاء بمصباح المكتب، وأن يكون هناك إضاءة عامة متوازنة في المكان كله.
2- الراحة الجسدية:
لا توفر لنفسك منتهى الراحة.
المقعد المثالي هو الذي يكون ظهره مستقيما (مع انحناءة قليلة أسفل الظهر)، ويبتعد بك عن الاسترخاء والتوتر.
تكون القدمان مبسوطتين على الأرض بكاملهما، وقد يكون من المفيد أحيانا وضع مسند في حجم دليل الهاتف تحتهما لتحقيق الراحة.
الارتفاع المناسب للمكتب هو 73 – 81 سم ، وأن يكون أعلى من المقعد بحوالي 20 سم.
المسافة المثالية بين العين والمادة المقروءة هي 50 سم تقريبا.
إذا كنت تقرأ جالسا ولا تكتب فمن المناسب أن يكون الكتاب بين يديك، وإن كنت تفضل الانحناء إلى الأمام قليلا فضع الكتاب على شيء يعطيه زاوية خفيفة في اتجاهك.
الجلسة الصحيحة تعني:
تدفق الدم والهواء إلى الدماغ بشكل مناسب.
تدفق الطاقة الكهربائية في العمود الفقري.
تمكُّن عينيك من الاستفادة من الرؤية المركزية ورؤية الحدود الخارجية.
3- يفضل أن يكون المكان الذي تقرأ فيه مرتبا بطريقة تجعلك تحب أن تكون فيه حتى وإن لم ترد القراءة.
4- من الضروري أن تختبر تكيُّفك مع جميع توقيتات اليوم، وتختار الوقت المناسب للقراءة.
5- التخلص من مشتتات التركيز؛ كجرس الهاتف، والأصوات المزعجة، والراحات غير المطلوبة، والقلق، وعدم الراحة النفسية أو الجسدية.
6- عليك أن تحاول توفير الاستقرار لحياتك بشكل عام لكي تتمكن من قراءة واستيعاب وتذكر ما تقرأ.
7- الحفاظ على الحالة الصحية الجيدة.

====================================

استخدام الدليل
العين البشرية مصممة لتتبع الحركة، وهي باتباعه تكون أكثر كفاءة وراحة، فالدليل يقلل من جهد العين، ويساعد على استمرار تركيز العقل، وينظم السرعة، ويزيد من مقدار الاستيعاب.
لا تستعمل إصبعك إلا إذا صعب عليك إيجاد دليل آخر.
لا تحاول افتعال نقل الدليل بين الوقفات المختلفة؛ لأن عقلك الذي يقرأ سيعطي تعليماته لعينيك لكي تتوقفا وأنت تحرك الدليل بسلاسة على صفحة الكتاب.
القارئ السريع يستخدم الدليل فقط في الإشارة إلى القطاع الأوسط في الصفحة وعينه تقرأ السطر بأكمله؛ لأن العين يمكن أن ترى إلى خمس أو ست كلمات في المرة الواحدة، وبذلك يمكن أن تتوقف قبل بداية ونهاية السطر والعين تنقل المعلومات إلى جانب الصفحة.
إعادة صقل مهارة استخدام الدليل لا تستغرق أكثر من ساعة.
حاول مدة أن تقرأ سطرين معا.
من الأمور المساعدة على تحفيز وتنمية وتطوير مهارة القراءة السريعة عند الطفل: إعطاؤه كتابا، وتحديد وقت له ليقرأه، ثم مناقشته فيما استوعبه منه.
ويمكن للشخص أن يقوم بهذا لنفسه، ويتناقش مع شريك أو صديق.

====================================

قياس مجال الرؤية الأفقي والرأسي
انظر إلى الأمام مباشرة، وركز على نقطة تكون أبعد ما يمكن، واجعل طرفي سبابتيك متلامسين، وعلى بعد 75 سم من الأنف، ثم ابدأ تدريجيا في مباعدتهما جانبيا أفقيا، مع استمرار تركيزك على النقطة الأمامية، إلى أن تصل إلى مرحلة لا تستطيع فيها رؤية إصبعيك بواسطة أركان عينيك، حينها توقف وقس المسافة.
ثم أعد الأمر رأسيا.
الرؤية الرأسية ستكون أقل قليلا، بسبب عظمة الحاجب.
أكثرنا يستخدم ما يقل عن 20% من القدرة المتاحة للرؤية، وحتى هذا الجزء لا يستخدمونه بصورة مناسبة.
من الآن فصاعدا ستقرأ بدماغك الذي سيكون المحور المركزي لانتباهك، وليس بعينيك، وستكون عيناك كأنها دمية لها مليون وجه، ودماغك هو الموجهَ لهذه الدمية.
تستطيع أن توسع من استخدام قدرتك على الإدراك المحيطي بإمساك كتاب على أبعد مسافة تراها عينك بارتياح، بهذا تيح لرؤيتك المحيطية أن ترى بشكل أوضح عندما تقرأ.
فائدة ذلك: أن في الوقت الذي تقوم فهي رؤيتك الأمامية بقراءة سطر أو سطرين أو ثلاثة من النص الذي تركز عليه سيقوم عقلك باستخدام الرؤية المحيطية ليرى ما يقرؤه فعلا في اللحظة كما سيرى ما سيقرؤه في اللحظة التالية، بهذه الطريقة ستتحسن ذاكرتك الخاصة بالمادة المقروءة وكذلك رؤيتُك للمادة التالية.
ومن فوائدها أيضا: التركيز الكلي، حيث إن عينيك لن تضطر إلى بذل مجهود كبير في الوقفات الكثيرة المتكررة، وبذلك يقل إرهاقها وتزيد قدرتها على المواصلة أكثر.

====================================

تقنيات الدليل المتقدم
انظر الرسومات ص124 - 125
تقنيات الأدلة البصرية تستخدم الرؤية المحيطية، والإدراك الدائري للعين، والسرعة التصويرية للنظام (البصري - الدماغي).
هناك ثقافات تفضل الاستخدام الرأسي للكتابة –كالصين واليابان-.
يمكن استخدام هذه الأساليب في مجالات عدة –كالقراءة التمهيدية، والتصفح، والقراءة المتعمقة- كتدريبات لزيادة سرعة القراءة، وكتدريبات لتطوير رؤيتك المحيطية الأفقية والرأسية. أما بالنسبة للقراء عالي السرعة فإنها تستخدم في جميع مجالات القراءة العادية.
جرب كل تقنية من هذه التقنيات لمدة خمس دقائق على الأقل كل مرة، مع التنويع في سرعة قراءتك ومدى التعمق في الاستيعاب أثناء ذلك. ويفضل أن تتم ممارستها مع مادة تكون قد اعتدت عليها.
بعد ذلك اختر أنسب ثلاثة منها.
امنح نفسك مدة راحة 5 دقائق بعد كل مدة قراءة؛ لتحسين قدرتك على الاستيعاب باستخدام التقنية التي تفضلها، ثم قم بزيادة سرعة قراءتك بالتدريج حتى تكون بعد الدقائق الخمس قد حصلت على نسبة 5 – 10% من الاستيعاب.
قد تكون القراءة المتعمقة التي تستغرق حوالي 30 ثانية في قراءة الصفحة الواحدة مطلوبة، أما في حالات التدريب وعمل عرض مجمل والتمهيد للمادة المقروءة أو مراجعتها فإن الحد يجب أن يكون عشر ثوان للصفحة.

====================================

تقنيات الدليل المتقدم
انظر الرسومات ص124 - 125
تقنيات الأدلة البصرية تستخدم الرؤية المحيطية، والإدراك الدائري للعين، والسرعة التصويرية للنظام (البصري - الدماغي).
هناك ثقافات تفضل الاستخدام الرأسي للكتابة –كالصين واليابان-.
يمكن استخدام هذه الأساليب في مجالات عدة –كالقراءة التمهيدية، والتصفح، والقراءة المتعمقة- كتدريبات لزيادة سرعة القراءة، وكتدريبات لتطوير رؤيتك المحيطية الأفقية والرأسية. أما بالنسبة للقراء عالي السرعة فإنها تستخدم في جميع مجالات القراءة العادية.
جرب كل تقنية من هذه التقنيات لمدة خمس دقائق على الأقل كل مرة، مع التنويع في سرعة قراءتك ومدى التعمق في الاستيعاب أثناء ذلك. ويفضل أن تتم ممارستها مع مادة تكون قد اعتدت عليها.
بعد ذلك اختر أنسب ثلاثة منها.
امنح نفسك مدة راحة 5 دقائق بعد كل مدة قراءة؛ لتحسين قدرتك على الاستيعاب باستخدام التقنية التي تفضلها، ثم قم بزيادة سرعة قراءتك بالتدريج حتى تكون بعد الدقائق الخمس قد حصلت على نسبة 5 – 10% من الاستيعاب.
قد تكون القراءة المتعمقة التي تستغرق حوالي 30 ثانية في قراءة الصفحة الواحدة مطلوبة، أما في حالات التدريب وعمل عرض مجمل والتمهيد للمادة المقروءة أو مراجعتها فإن الحد يجب أن يكون عشر ثوان للصفحة.

====================================

المشكلات العامة في مجال القراءة
1- القراءة بصوت منخفض.
هذه الطريقة يمكن أن يستفيد منها القارئ في ظروف معينة، وخاصة عندما يعتمد عليها للفهم أو يستعان بها على تذكر ما يُقرأ. ولكن هذا غير ضروري. فهذه الطريقة لا يجب أن تلغى بشكل كامل.
وأنسب طريقة للتعامل مع هذه المشكلة أن نتقبلها على الرغم من كونها معوقة، فمن الممكن اختزالها في المنطقة الفاصلة بين الوعي واللاوعي، أي عندما لا تكون قادرا على الإقلاع عنها تماما فمن الممكن التقليل من الاعتماد عليها إذا كان الهدف فهم المادة المقروءة.
للعقل القدرة على القراءة بصوت حتى 2000 ك/د، وهناك من الناس من يستطيع أن يتكلم حتى 1000 ك/د. 
القارئ البطيء يواجه صعوبة في القراءة؛ لأن العقل غير مصمم للقراءة بهذه الطريقة، فهذه الطريقة تدفع العقل للقراءة أبطأ فأبطأ، ويحصل بذلك على فهم أقل وأقل وبمزيد من الألم.
2- التراجع أو إعادة القراءة 
إعادة القراءة: وهو العودة بصورة اعتيادية إلى الكلمة أو الجملة أو الفقرة التي تمت قراءتها في الحال.
التردد أو التراجع: وهو العودة المقصودة إلى كلمات أو فقرات أو جمل قرأتَها ولكن تخشى أنك لم تقرأها أو لم تفهمها أو فهمتها بصورة خاطئة.
80 % من الأبحاث تشير إلى أنه عندما يقاوم القارئ العودة والتردد فإن العين تلتقط المعلومة فعلا وتستوعبها من خلال السياق.
وينبغي على القارئ ألا يتردد في الوصول إلى معنى الكلمة.
3- عدم القدرة على التعبير بالكلام عن التفكير
وهو مصطلح يستخدم لوصف مشكلة عدم قدرة الشخص على تفسير الحروف الأبجدية أو فهمها بسهولة ومن ثم القراءة. فو عادة ما يبدل أماكن الحروف ويعاني صعوبة في الكتابة.
وغالبا ما يلجأ الشخص من هؤلاء إلى زيادة إبطاء سرعة قراءته لكي يحسن استيعابه، مما يزيد الحالة سوءا.
4- فقدان التركيز و النشاط المفرط
يتم تشخيص هذه الحالة بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي وآخرين كمرض إذا ما اتضح أن الشخص يتصف بثمانية أو أكثر من المعايير الآتية:
- لا يستطيع البقاء جالسا إذا طلب منه ذلك.
- من السهل التشويش عليه بالمؤثرات الخارجية.
- يعاني من صعوبة التركيز على مهمة واحدة.
- يبدأ نشاطا مختلفا بين حين وآخر من دون استكمال النشاء الأول.
- يعاني دائما من الانشغال العقلي.
- لا يستطيع (أو لا يريد) الانتظار لدوره في الأنشطة الاجتماعية.
- يعاني من صعوبة العمل الجماعي أو استكمال مهمة إلى نهايتها.
- يحب إثارة الضوضاء أثناء اللعب.
- يسارع بالإجابة قبل استكمال السؤال الموجه له.
- يقاطع الآخرين بصورة غير ملائمة.
- يتكلم كثيرا وباندفاع.
- يبدو عليه عدم الاكتراث عندما يوجِّه له المعلم الحديث.
- يقفز بحماقة خلال أدائه لأنشطة خطيرة.
- عادة ما يفقد كل الأشياء الضرورية لأداء الواجبات المنزلية (الأقلام، الأدوات، الأوراق... الخ).
فإن كنت توصف بقلة التركيز والنشاط الحركي الزائد فدعك من هذه الأوصاف ونحِّها جانبا.
ويجب عليك ألا تتهم طفلا بالتخلف، فإن رد فعل الأطفال تجاه ذلك يتميز بالحساسية المفرطة -وخاصة تجاه الملاحظات السلبية- أكثر من البالغين، والقول أمام طفل بأنه يعاني من مشكلات التعلم يدمره أكثر مما يساعده.

====================================

إعداد الخريطة الذهنية
قام الإنسان عبر العصور بالتسجيل والتدوين لتحقيق أغراض عدة، وغالبا ما تشمل التقنية المستخدمة في ذلك الجُمَل والعبارات والقوائم والسطور والكلمات والمنطق والأرقام والاستخدامات الرتيبة.
وبتأمل كل هذه الأساليب يتضح أنها صادرة عن الفص الأيسر فقط، وهو المسئول عن الجوانب الفكرية.
والشخص الذي يعكف على تسجيل كل شيء؛ مثله كمثل القارئ الذي لا يلقي نظرة تمهيدية على ما يقرأ، فهو كمن يعجز عن رؤية الغابة مرة واحدة، وإنما يراها شجرة شجرة.
وإن الانشغال الدائم بتدوين كل كلمة يحول دون متابعة التحليل النقدي الموضوعي وتقييم المادة المقدمة، مثلما تقوم السكرتيرة بطباعة رواية كاملة ولا يكون لديها أدنى فكرة عن الموضوع الذي تطبعه.
وهذه الطريقة تجعل حجم ما يتم تدوينه يقرب من حجم المادة الأصلية.
إن الطريقة الصحيحة لتدوين الملاحظات ليست إلزاما حرفيا بكل ما قيل وكتب، بل هي عملية انتقائية ينبغي أن تعمل على التقليل من حجم ما يتم تدوينه، وتزيد من مقدار التذكر للمادة المقدمة.
وحتى يتم ذلك نستخدم فقط الكلمات الدلالية التي تكشف المعنى في أبسط وحدة لغوية ممكنة، وحين يعاد قراءة هذه الكلمة الدلالية تتدفق كل المعاني التي ترتبط بها.
ما عليك إلا أن تلغي كل ما يحيط بها من عناصر لغوية غير ضرورية.
من المهم التأكد من أن الكلمة الدلالية التي ستختارها موحية بحيث تستدعي عند قراءتك لها المعلومات الصحيحة المرتبطة بها والمطلوب تذكرها. وليس من الضروري أن تؤخذ هذه الكلمة من المادة المقروءة، بل هي كلمة تختارها بنفسك وإن كانت خارجها. كما يجب أن تتناسب معك شخصيا، وليس لأن شخصا آخر استخدمها ووجدها مناسبة له.
تعتمد الخريطة الذهنية على كل المهارات الذهنية المتواجدة في نصفَي الدماغ، فضلا عن قوة العينين في الإدراك والاستيعاب، وقوة يديك في مضاعفة ما شاهدته عيناك، والقوة أو الطاقة الكلية للذهن لتنظيم وتخزين واستدعاء المعلومات، وهي إن استخدمت بصورة ملائمة تضاعف من فاعلية القراءة ثلاث مرات على الأقل، وتوفر الكثير من الوقت، وبالتالي تضاعف الكفاءة الكلية للقراءة.
وهذه مجموعة القواعد اللازمة لإعداد الخريطة الذهنية:
1- صورة ملونة في مركز الصفحة.
2- الأفكار الرئيسة تتفرع من المركز، وتكتب بخط كبير.
3- الأفكار الفرعية تتفرع من الأفكار الرئيسة وتكتب بخط صغير.
4- يفضل أن تكون الكلمات مطبوعة.
5- يراعى أن تكون الكلمات مرتبة ومنظمة بحيث تعطي لعقلك صورة واضحة بحيث يسهل تذكرها.
6- يراعى ترابط السطور وأن تكون بطول واحد.
7- استخدم أكبر عدد ممكن من الصور، فالصورة تغني عن العديد من الكلمات.
8- استخدم الأبعاد كلما كان ذلك ممكنا.
9- استخدم الأرقام والرموز الاصطلاحية أو قم بترتيب الأشياء وتوضيح الارتباطات لكي تظهر التواصل والارتباط.
10- قم باستخدام الأسهم، والرموز، والأرقام، والحروف، والصور، والألوان، والأبعاد، والتحديد بخطوط خارجية لوضع الرموز الاصطلاحية وعمل الارتباطات.

====================================

التركيز
يقول كثير من النابغين في ميدان الفكر: إن من أكبر الأسباب لنجاحاتهم هي قدرتهم الفائقة على مداومة التركيز عندما تتمكن من تحقيق ذلك.
ويذكر المتخصصون أن للإنسان طاقة كبيرة جدا للقيام بهذا الأمر.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي جيفرسون كان يؤمن بضرورة التخطيط لقراءاته، وكان يستخدم خطة عمل واضحة، محددا أهدافه من قراءة كل موضوع، ولم يكن يسمح لنفسه بالخروج عن جدول القراءة حتى ينتهي من مهمته، وكانت تعليماته بألا يقاطعه أحد أثناء القراءة. وقد آمن جيفرسون أيضا بأن القارئ الجيد ينبغي أن يختار منهجا دراسيا ذا هدف محدد، سواء أكان الهدف اكتساب معارف جديدة أو تنمية العقل أو مجرد الترويح عن النفس.
ينبغي على القارئ تحديد موقعه أثناء القراءة، وما ينوي عمله، ومتى ينوي عمله، وهل يفي ذلك بمتطلبات جدوله أم لا، وإذا كان الأمر كذلك فما مدى القصور في وفائه بالتزامات جدوله.
هناك عدة أسباب لنقص أو قلة التركيز أثناء القراءة، وهي لا ترجع إلى أسباب فطرية، بل إلى الأسلوب القاصر في تعلم كيفية القراءة.
وهذه الأسباب تشمل: 
1- صعوبة المفردات المستخدمة في النص المقروء
إن التدفق السلس للمعلومات بدون معوقات ناتجة عن الخوف من إساءة فهم ما تقرأ أمرٌ ضروري لتحقيق الفاعلية في القراءة.
وجود هذه المشكلة سيقلل التركيز تدريجيا؛ لأنه سيُحدث فجوات بين الأفكار التي تحاول استيعابها؛ مما يعيق الفهم والإدراك.
فإذا واجهتك كلمة لا تفهمها فضع خطًّا عليها ثم واصل القراءة، فالمعني يصبح أقل غموضا من خلال السياق، وبإمكانك أن تقوم بتصفح سريع للقاموس للبحث عن معاني الكلمات الغامضة مرة واحدة بعد الانتهاء من قراءة الفصل.
2- صعوبة الأفكار الواردة بالمادة المقروءة
أفضل وسيلة للتعامل مع تلك المشكلة أن تستخدم وسيلة القراءة المتعددة، المتمثلة في استخدام الدليل البصري، والتصفحِ والقراءةِ المتعمقةِ، بالإضافة إلى بنية الفقرات، والنظرةِ التمهيدية.
3- سرعة القراءة غير الملائمة
البطء الشديد في القراءة يزيد من صعوبة الفم، مما يجعل النص أكثر مقاومة للاستيعاب.
قد تكون مشكلتك في ضعف التركيز وقلة الاستيعاب، لذلك عليك بتنويع سرعات القراءة أثناء قراءة مادة صعبة محاولا أن تزيد من سرعة القراءة.
كثير من البحوث أثبتت أنه كلما زادت سرعة قراءتك كلما تحسن مقدار استيعابك؛ لأن كون المعلومات منظمة في مجموعات ذات معنى يؤدي إلى قبول الذهن لها على الفور، وكلما زاد مقدار استيعابك كلما زاد مقدار تذكرك؛ لأن الذاكرة مبنية على قدرة العقل على تنظيم المعلومات في مجموعات ذات معنى.
4- الحالة الذهنية غير الملائمة
قد يكون ذهنك غير موجه بالصورة الصحيحة تجاه المادة التي تحاول قراءتها؛ بسبب انشغالك، أو ارتباطك بموعد.
عليك أن تنفض كل الأمور الجانبية التي تشغلك قبل الشروع في القراءة، وأن توجه نفسك للتفكير بإيجابية تجاه المادة التي ستقرؤها، وقد تذهب أبعد من ذلك فتتوقف للحظة حتى تلملم أفكارك بشكل مقصود، من الطرق المجربة في ذلك أن تعمل خريطة ذهنية سريعة عن الموضوع الذي ستدرسه أو تقرأ عنه، مما يساعد على تجميع أفكارك وشحذ ذهنك بصورة أقوى.
5- سوء التنظيم
الاستعداد لقراءة كتابٍ ما يُعتبر معركة للإرادة، مما يتطلب إعداد موقع المعركة.
فبعض القراء يبدءون بحماس، وتكون النتيجة انقطاع التركيز بسبب إحضار شيء من أدوات القراءة لم يكن قد جهزه بجانبه.
وحل هذه المشكلة هو التأكد من توافر كل هذه المستلزمات قبل الجلوس للقراءة. 
6- فقدان الاهتمام بالمادة المقروءة
الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة هي مراجعة النقاط التي تناولناها، حيث إن هذه المشكلة ترتبط دائما بمشاكل التعلم الأخرى.
فإن لم تنجح هذه الخطوة فعليك بتحليل موقفك الشخصي من المادة .. تأكد من أن التقنية التي تستخدمها للقراءة مناسبة، فإن لم تنجح التقنية جرب ما يطلق عليه: (النقد الحاد)، وبدلا من أن تقرأ المادة بشكل عادي حاول أن تكوّن موقفا تجاهها حتى تستطيع تحليلها كلها، مركزا على الجوانب السلبية بشكل أساسي، وستجد أنك ستبدأ بالاهتمام بالمادة بطريقة مشابهة لاهتمامك بالمناقشات التي تتم بينك وبين شخص لا ترتاح له وتقف دائما معه موقف المعارض له.
7- فقدان الحافز
وهذه مشكلة مختلفة عن السابقة، وهي تنشأ عن عدم وضع غرض محدد للقراءة، وبمجرد أن تحلل الأسباب وراء قراءتك للكتاب أو المادة المقروءة؛ ستزداد دوافعك بشكل تلقائي.
التركيز حصان جامح
اكتشف توني بوزان أن 99.9% من الناس يعترفون بأن لديهم مشكلات متعلقة بالتركيز.
وهذه المشكلة إن تعبِّرْ عن نفسها تعبرْ من خلال أحلام اليقظة التي تحدث كل 30 أو 40 دقيقة على الأقل.
إن ما يفعله عقلك أثناء أحلام اليقظة هو الإجراء الذي ينبغي عليك اتخاذه، حيث تشبه هذه العملية أخذ وقت الراحة الواجب بين مُدَد التركيز في القراءة.
على ذلك؛ فإنه في معظم الحالات ليست المسألة فقدان التركيز، بل هي خطوة إيجابية ضرورية لإراحة الذهن، فأنت في تركيز بالفعل طول الوقت، وإنما يكمن المشكلة في اتجاه ومدى ذلك التركيز الكامل. وهكذا يمكن اعتبار التركيز وكأنه حصان جامح وأنت يمتطيه، ففي معظم الحالات يقرر ذلك الحصان أن ينطلق في أي اتجاه يشاء بأقصى سرعة لديه، لكن الأمر يعود لك كراكب متمرس في التحكم في حصان تركيزك وتوجيهه لهدفك المحدد والملائم من القراءة.
أعط نفسك راحة بعد كل 30 – 60 دقيقة من القراءة؛ لتشحذ ذهنك ليزداد تركيزك وتوفر الراحة لعينيك وذهنك.

====================================

أنواع الفقرات وبنيتها
1- الفقرات التوضيحية
هي التي يسعى الكاتب من خلالها إلى شرح فكرة معينة، وتكون ملاحظتها في الغالب سهلة بعض الشيء. وينبغي أن تكون سهلة الفهم، ويتم تخصيص الجملتين الأوليين لبيان الموضوع الذي سيتم شرحه أو مناقشته، أما الجملة أو الجملتين الأخيرتين فتضمان النتائج أو الخلاصة، وأما وسط الفقرة فيتضمن التفصيلات.
2- الفقرات الوصفية
هي التي توضح الصورة أو الأفكار التي تم تقديمها قبل ذلك، وتكون عادة في صيغة جميلة، ولهذا فهي أقل أهمية من الفقرات التي تحمل العناصر الرئيسة.
هناك بعض الاستثناءات التي يكون فيها وصف الناس أو الأشياء مسألة حيوية، وفي مثل هذه الحالة ستكون على دراية بهذه الأهمية في الغالب، وسيكون لديك القدرة على تركيز انتباهك بشكل ملائم.
3- فقرات الربط
وتكون وظيفتها الرئيسة الربط بين الفقرات الأخرى، ولكنها قد تحتوي في ذاتها على معلومات أساسية؛ لأنها تميل إلى تلخيص محتوى الأجزاء السابقة، وحينئذ تكون مفيدة جدا كدليل وكأداة للنظرة التمهيدية.
كيف تحقق الاستفادة من خلال بنية ومكان الفقرات؟
أهم نقطة في الموضوع هي إدراك أن الفقرات الافتتاحية والختامية تتضمن المعلومات الرئيسة، بينما منتصف الفقرة يتضمن تفصيلات للمعلومات الرئيسة.
وهناك نوع من المؤلفين يقومون في البداية بتوضيح أفكارهم قبل الشروع في تقديم لب الموضوع التي يتم عرضه في الفقرة الثالثة أو الرابعة، حيث يجب عليك التركيز في مثل هذه الحالات على هذه الفقرات منذ البدايات الأولى للقراءة.
هناك لعبتان تستطيع لعبهما مع كلمات الفقرات تساعدك على الاستيعاب والتواصل مع المادة:
الأولى- اختيار كلمة –بينما تقرأ- تتذكر بها الموضوع الرئيس للفقرة وموضوعاتها الفرعية، وذلك لكل فقرة مستقلة. وفي النهاية ينبغي أن يكون هدفك النهائي تطوير مهارتك في اختيار هذه الكلمات طول قراءتك يدون توقف أو مقاطعة لتدفق القراءة. 
الثانية- أن تربط في ذهنك الجملة الأولى من كل فقرة؛ حتى تكون مذكرة لك وتعرف إذا كانت هذه الجملة تمهيدية أن انتقالية أم متضمنة او إذا لم تكن في الحقيقة ترتبط مع غيرها من الكلمات.

====================================

أنواع الفقرات وبنيتها
1- الفقرات التوضيحية
هي التي يسعى الكاتب من خلالها إلى شرح فكرة معينة، وتكون ملاحظتها في الغالب سهلة بعض الشيء. وينبغي أن تكون سهلة الفهم، ويتم تخصيص الجملتين الأوليين لبيان الموضوع الذي سيتم شرحه أو مناقشته، أما الجملة أو الجملتين الأخيرتين فتضمان النتائج أو الخلاصة، وأما وسط الفقرة فيتضمن التفصيلات.
2- الفقرات الوصفية
هي التي توضح الصورة أو الأفكار التي تم تقديمها قبل ذلك، وتكون عادة في صيغة جميلة، ولهذا فهي أقل أهمية من الفقرات التي تحمل العناصر الرئيسة.
هناك بعض الاستثناءات التي يكون فيها وصف الناس أو الأشياء مسألة حيوية، وفي مثل هذه الحالة ستكون على دراية بهذه الأهمية في الغالب، وسيكون لديك القدرة على تركيز انتباهك بشكل ملائم.
3- فقرات الربط
وتكون وظيفتها الرئيسة الربط بين الفقرات الأخرى، ولكنها قد تحتوي في ذاتها على معلومات أساسية؛ لأنها تميل إلى تلخيص محتوى الأجزاء السابقة، وحينئذ تكون مفيدة جدا كدليل وكأداة للنظرة التمهيدية.
كيف تحقق الاستفادة من خلال بنية ومكان الفقرات؟
أهم نقطة في الموضوع هي إدراك أن الفقرات الافتتاحية والختامية تتضمن المعلومات الرئيسة، بينما منتصف الفقرة يتضمن تفصيلات للمعلومات الرئيسة.
وهناك نوع من المؤلفين يقومون في البداية بتوضيح أفكارهم قبل الشروع في تقديم لب الموضوع التي يتم عرضه في الفقرة الثالثة أو الرابعة، حيث يجب عليك التركيز في مثل هذه الحالات على هذه الفقرات منذ البدايات الأولى للقراءة.
هناك لعبتان تستطيع لعبهما مع كلمات الفقرات تساعدك على الاستيعاب والتواصل مع المادة:
الأولى- اختيار كلمة –بينما تقرأ- تتذكر بها الموضوع الرئيس للفقرة وموضوعاتها الفرعية، وذلك لكل فقرة مستقلة. وفي النهاية ينبغي أن يكون هدفك النهائي تطوير مهارتك في اختيار هذه الكلمات طول قراءتك يدون توقف أو مقاطعة لتدفق القراءة. 
الثانية- أن تربط في ذهنك الجملة الأولى من كل فقرة؛ حتى تكون مذكرة لك وتعرف إذا كانت هذه الجملة تمهيدية أن انتقالية أم متضمنة او إذا لم تكن في الحقيقة ترتبط مع غيرها من الكلمات.

====================================

أثبتت دراسات أن تحريك الرأس أو اليد أو الرجل لا شعوريا أثناء القراءة يؤدي إلى تقليل سرعة القراءة.
كما أثبتت دراسات أن الإضاءة المنخفضة تؤدي إلى التقليل من سرعة القراءة إلى درجة قد تصل إلى 50%.

====================================

من الأمور التي تؤثر سلبا على الذاكرة:
1- الإيحاء السلبي (وعلاجه أن تستبدله بالإيحاء الإيجابي).
2- عدم التدريب (وعلاجها أن تدربها بشكل بسيط ومستمر).
3- الاتكالية (كالاعتماد على الجوال في تخزين الأرقام، أو على الآلة الحاسبة في العمليات الحسابية السهلة).
4- التوتر العالي (وعلاجه أن تتعلم كيف تسترخي).
5- عدم بذل جهد. لا بد أن تبذل جهدا لتخزين المعلومة بشكل جيد ليسهل عليك استدعاؤها. وبذل الجهد يكون بالتركيز واستخدام أكثر من حاسة لإدخال المعلومة، إذ هذان هما المُدخِلان الرئيسان للمعلومات.
6- كثرة الهموم. ومعناها أن البعض لا تكفيه همومه بل يشتغل بأشياء لا يقدر أن يغير فيها وليست من دائرة اهتمامه (وعلاجه أن تهتم بما يهمك فقط، وعليك أن تعطيها حسب ما تهمك).
7- قلة النوم. وهذا يواجهه أغلب الطلاب، ولا سيما في أوقات الاختبارات. وبعضهم ينام بعد الرجوع من الاختبار حتى الليل ثم يبدأ بالمراجعة حتى صباح اليوم التالي.
واعلم أن الوقت المثالي للنوم من الساعة 10:00 إلى 2:00 مساء. فكل ساعة في هذا الوقت تعادل 3 ساعات نوم، أما باقي الليل فكل ساعة منه تساوي ساعتين، وأنا لنوم النهاري فهو متعب ويساوي ساعة.
والنوم في حد ذاته وسيلة مهمة لحفظ المعلومات.
8- نوعية الأكل؛ كأكل السكر الأبيض المكرر، والدقيق الأبيض، وبديل ذلك السكر هو العسل أو السكر البني، أو على الأقل التقليل منه، وبديل ذلك الدقيق هو الدقيق الكامل (أي مع الحنطة مع القشرة مع جنين القمح).
والأطعمة المفيدة للذاكرة هي: 
- الأسماء ذات الدهون (أي الأسماك التي تصلح للشواء، كالسلمون والسردين).
- أوميجا 3 و 6 و 9 .
- المكسرات غير المحمصة.
- اكليل الجبل.
- الجنسينج.
- ب3 و 5 و 6.
- فيتامين ج و E .
- الزنك.
- الأحماض الأمينية.
- الفواكه والخضروات.
- خميرة البيرة.
- الأرز الأسمر.
- المكسرات والبقوليات.
- فول الصويا.
وعموما فإن البعد عن الأكل الطبيعي له تأثيره على الذاكرة.
كذلك من الأمور المساعدة على تنشيط الذهن: حل الألغاز والمسائل الرياضية والنحوية.

====================================

الخطوات الخمس لحفظ الأسماء:
1- اسمع الاسم جيدا.
2- كرره مباشرة في الذاكرة (وخاصة في الثواني العشر الأولى).
3- اربطه بشيء تعرفه (كشخصية معروفة أو أحد أقاربك)، أو بمعناه.
4- استخدم اسمه في خطابك له.
5- اختم اللقاء بذكر اسمه (مثلا: السلام عليكم أخي أحمد).
وهذه الخطوات لا بد أن تتم في وقت كافٍ لترسيخ المعلومة في الذاكرة، كـ 30 ثانية.
وإذا كان عدد الأشخاص أكثر من 10 فيفضل تقسيمهم إلى مجموعات (مثلا 3 – 3 أو 5 – 5).
مراجعة الأسماء كل فترة يسهل حفظها.

====================================

الوسائل المساعدة على التركيز
1- راقب كلماتك وعاداتك وما تحدّث به نفسك، فإن نسبة كبيرة من سلوكياتنا المعتادة اليومية تعتمد على العادات، تخلص من السيئ منها، واكتسب عادات جيدة. 
وتنبَّه إلى أنه في العادة لا تظهر نتائج العادات السيئة إلا متأخرا.
ويمكنك أن تقوم لمدة أسبوع بتسجيل العادات السيئة التي تجعلك غير منتج، ثم تبدأ ببذل جهد للتخلص منها سريعا. 
ومن العادات السيئة المنتشرة في مجتمعاتنا: 
- التسويف.
- الأمور المخالفة للدين.
- أن تكون أفكارك متمحورة حول اليوم أو الماضي وليست موجهة نحو المستقبل، فتفكيرك يقيدك بعدم التقدم، ويربطك بالماضي الأليم.
- عدم الرد على المكالمات.
- التأخر عن العمل أو عن المواعيد.
- إيقاف ساعة المنبه صباحا والعودة إلى النوم مرة أخرى.
- النسيان أو ضعف الذاكرة.
- بطء القراءة، أو السرَحان أثناء القراءة، أو عدم حب القراءة أصلا.
- عدم ممارسة الرياضة.
- عدم قضاء وقت ممتع مع الزوجة والأولاد.
- عدم إظهار مشاعر المودة والحب بين الزوجين.
- أخذ هموم العمل إلى المنزل.
- الشجار الدائم في المنزل مع الزوجة أو الأولاد أو الخدم.
- العصبية الزائدة وعدم التحكم في الأعصاب.
- عدم إنجاز الأمور في وقتها.
- البدء بالعمل وعدم الانتهاء منه.
- عدم الدقة في إنجاز الأعمال.
2- استكشاف مواهبك والتركيز عليها، والتدرب على إجادتها وتطويرها.
3- التخطيط لحياتك، وتجنب العشوائية.
4- إذا شعرت أنك غارق في العمل فاستعن بمن يساعدك. تعلّم أن تتخلى عن السيطرة على كل صغيرة والكبيرة في حياتك اليومية.
5- الفصل بين المهام الملحة غير الحقيقية وبين أكثر أولوياتك أهمية.
6- التفريق بين الاختبارات الأربعة:
- إما أن تتركها، أو تتعلم كيف تقول: لا، وأن تكون حازما وتقبلها منذ البداية.
- أو أن تفوضها لشخص آخر، وذلك بسؤال نفسك: من غيري يمكنه القيام بهذا العمل.
- تأجيلها، وحينئذ يجب أن تحدد لها وقتا للابتداء فيها والانتهاء منها.
- القيام بها الآن. وهذه للأشياء التي لا تحتمل التأجيل.
وبهذه الخيارات الأربعة يمكنك التحكم بوقتك والتركيز على الأهم.


أخي القارئ، إن المختارات السابقة تعكس وجهة نظر المؤلف بناء على التجارب والدراسات والأبحاث التي قام بها هو أو استفاد منها، إن شئت جرب تلك الأشياء وانظر ما لو كانت ستنفعك أم لا.