الأربعاء، 18 مايو 2016

يا إخوة، على رسلكم، رويدكم، ترفقوا ببعضكم، وتَرَاحموا، وتَوادُّوا، واحرضوا على الإلفة بينكم، وتجنبوا أسباب البغض والفرقة، ولا تدعوا الشيطان ينزغ بينكم.
مما يُؤسَفُ له أن ترى مشاكل تقع بيننا سببها مسائل يسوغ فيها الخلاف، ثم يأتي الشيطان فينزغ بينهم؛ فيوسوس لأحد الطرفين أن يجادل عن رأيه في تلك المسألة وينتصر له، وأن يعقد عليه الولاء والبراء، وأن يبغض من يخالفه فيه ويحملَ عليه، وقد يتطور إلى أن يقع منه الهجر والطعن بالباطل والفجور في الخصومة!!
فهو يوقعه في عدة محاذير وهو لا يشعر!
فيوقعه أولًا في الانتصار لرأيه ولنفسه، لا للحق، وفي الغضب لنفسه، لا للحق، َفيكون بهذا داعيا إلى نفسه لا إلى الله.
وثانيا يوقعه في محذور ثانٍ هو الإنكار على غيره فيما لا يسوغ فيه الإنكار، وهذا ليس بسبيل أهل العلم ولا أهل السنة -كما لا يخفى على شريف علم-.
وثالثا يوقعه في بغض أخيه بلامسوِّغ، والحملِ عليه.
ورابعا يوقعه في الجدل الباطل.
وخامسا يوقعه في الطعن على أخيه أو هجره بلا موجب.
وسادسا يوقعه في الفجور في الخصومة.
وسابعا يجعله وسيلة للطعن في المنهج السلفي مِن قِبَلِ الناس بسبب ما يرونه من أفاعليه هذه الحمقاءِ مع إخوانه.
وثامنا يُشغِلُه بهذه الأمور عن الاهتمام بما هو أولى منها والدعوة إلى ما هو أولى منها.
وتاسعا يوغرُ صدر أخيه عليه. 
هل رأيتمن عِظَمَ هذها المفسدة؟!
وما رأينا هذه الأمور إلا ممن كان ضَحْلَ العلم، سقيمَ الفهم، سيئ الطبع، جهولا عجولا!
فيا ليت هؤلاء يعلمون! وبأنفسهم يشعرون!
أصلح الله الأحوال!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.