عندنا مثل شعبي يقول: (الجمل ما يشوفش عوج رقبته)
ينطبق هذا المثل على أناسٍ يظنون أنهم متحررون من أغلالِ التعصب المذهبي، وهم في الواقع غارقون فيه ولكن لا يشعرون! فهم يرَون أن ما عليه هم هو الصواب، وأن كل ما خالف ما يذهبون إليه فهو خطأ وباطل، سواء أكان هناك أدلة وبراهين تؤيده أم لا!
التعصب ليس مقتصرا على الصورة التي يعرفها هؤلاء -وهي التعصب لأحد المذاهب الفقهية المتبوعة القديمة-، وإنما هو أعم من ذلك -كما هو معروف، وكما بينه علماؤنا في مصنفاتهم الكثيرة-.
ومن نتائج التعصب عند كثير من أولئك: رَمْيُ كلِّ مَنْ خالفهم في مسألة أو اثنتين أو ثلاث -وهي من مسائل الخلاف المعتبر- بأنه يتتبع شواذ المسائل، ويتتبع الرخص، وبأنه ضعيف الدين، بل وبعضهم يرميه بما هو بريء منه من أجل أن يشفي غليله منه!
ومن المضحك أنك لو سألت أكثرهم عن معنى شواذ المسائل ومعنى الخلاف المعتبر لَمَا وجدتَ عنده جوابا!
واقرأ هذه المنشور:
يقول الشيخ محمد بازمول:
"الأستاذ عبدالله حكمي من طلبة الشيخ عبدالرحمن بن يحي المعلمي ومن طلبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان !
ذكر لي مرة أن الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب اضواء البيان في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، و لا يرجح بين الأقوال.
فقلت: الشيخ رحمه الله ملأ كتابه اضواء البيان بالترجيح والمناقشة للأقوال وتخريج الفروع على الأصول، فلماذا ما كان يرجح بين الأقوال في آخر عمره، بماذا كنتم تفسرون ذلك؟
فقال لي: كنا نفسر ذلك بأن الشيخ زاد علمه، فأصبح يرى أن الأقوال التي كانت تبدو ضعيفة لها من الأدلة ما يجعل في الترجيح عليها صعوبة، فإن لأصحابها من النظر القوي ما يقتضي التأني وعدم العجلة والتوقف!
قلت: وهذا فيه موعظة لطلبة العلم الذين يردون أقوال أهل العلم بدون نظر في أدلتهم ويستعجلون في دفع ما يخالفهم من أقوال اهل العلم المعتبرة، وأخبرك عن نفسي كم من قول كان عندي ضعيفاص في أول الطلب صرت أراه اليوم هو قول قوي معتبر له حظه من النظر، ولذلك عليك ياطالب العلم أن تعرف لأهل العلم قدرهم، وتعطي الأقوال حظها من النظر والدراسة!
ليس مرادي التزهيد في البحث والنظر والترجيح إنما مرادي التأني وعدم العجلة في ذلك !" اهـ.
أصلح الله أحوالنا!
ينطبق هذا المثل على أناسٍ يظنون أنهم متحررون من أغلالِ التعصب المذهبي، وهم في الواقع غارقون فيه ولكن لا يشعرون! فهم يرَون أن ما عليه هم هو الصواب، وأن كل ما خالف ما يذهبون إليه فهو خطأ وباطل، سواء أكان هناك أدلة وبراهين تؤيده أم لا!
التعصب ليس مقتصرا على الصورة التي يعرفها هؤلاء -وهي التعصب لأحد المذاهب الفقهية المتبوعة القديمة-، وإنما هو أعم من ذلك -كما هو معروف، وكما بينه علماؤنا في مصنفاتهم الكثيرة-.
ومن نتائج التعصب عند كثير من أولئك: رَمْيُ كلِّ مَنْ خالفهم في مسألة أو اثنتين أو ثلاث -وهي من مسائل الخلاف المعتبر- بأنه يتتبع شواذ المسائل، ويتتبع الرخص، وبأنه ضعيف الدين، بل وبعضهم يرميه بما هو بريء منه من أجل أن يشفي غليله منه!
ومن المضحك أنك لو سألت أكثرهم عن معنى شواذ المسائل ومعنى الخلاف المعتبر لَمَا وجدتَ عنده جوابا!
واقرأ هذه المنشور:
يقول الشيخ محمد بازمول:
"الأستاذ عبدالله حكمي من طلبة الشيخ عبدالرحمن بن يحي المعلمي ومن طلبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان !
ذكر لي مرة أن الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب اضواء البيان في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، و لا يرجح بين الأقوال.
فقلت: الشيخ رحمه الله ملأ كتابه اضواء البيان بالترجيح والمناقشة للأقوال وتخريج الفروع على الأصول، فلماذا ما كان يرجح بين الأقوال في آخر عمره، بماذا كنتم تفسرون ذلك؟
فقال لي: كنا نفسر ذلك بأن الشيخ زاد علمه، فأصبح يرى أن الأقوال التي كانت تبدو ضعيفة لها من الأدلة ما يجعل في الترجيح عليها صعوبة، فإن لأصحابها من النظر القوي ما يقتضي التأني وعدم العجلة والتوقف!
قلت: وهذا فيه موعظة لطلبة العلم الذين يردون أقوال أهل العلم بدون نظر في أدلتهم ويستعجلون في دفع ما يخالفهم من أقوال اهل العلم المعتبرة، وأخبرك عن نفسي كم من قول كان عندي ضعيفاص في أول الطلب صرت أراه اليوم هو قول قوي معتبر له حظه من النظر، ولذلك عليك ياطالب العلم أن تعرف لأهل العلم قدرهم، وتعطي الأقوال حظها من النظر والدراسة!
ليس مرادي التزهيد في البحث والنظر والترجيح إنما مرادي التأني وعدم العجلة في ذلك !" اهـ.
أصلح الله أحوالنا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.