مذهب الشاطبي في {نِعما} و{تَعدوا} و{يَهدي} و{يـَخصمُون} هو الاختلاس فقط. وهذه بعض النصوص تؤيد ذلك:
قال الشاطبي في {نعما}:
نِعِمَّا مَعاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا ** وَإِخْفَـاءُ كَسـْرِ الْعَيـْنِ صِيغَ بِهِ حُـلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر أن المشار إليهم بالصاد والباء والحاء في قوله: (صيغ به حلا) وهم شعبة وقالون وأبو عمرو قرءوا بإخفاء كسرة العين، والمراد بالإخفاء هنا اختلاس كسر العين...» هـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَأَبِي بَكْرٍ؛ فَرَوَى عَنْهُمُ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً إِخْفَاءَ كَسْرَةِ الْعَيْنِ لَيْسَ إِلَّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلَاسَ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَرَوَى عَنْهُم الْعِرَاقِيُّونَ وَالْمَشْرِقِيُّونَ قَاطِبَةً الْإِسْكَانَ، وَلَا يُبَالُونَ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوَايَةً وَوُرُودِهِ لُغَةً، ...وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَالْإِسْكَانُ آثَرُ، وَالْإِخْفَاءُ أَقْيَسُ.
قُلْتُ: وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ، غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ عَنْهُمْ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا يُعْرَفُ الِاخْتِلَاسُ إِلَّا مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَالشَّاطِبِيِّ، مَعَ أَنَّ الْإِسْكَانَ فِي «التَّيْسِيرِ»، وَلمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ» اهـ.
وقال الشاطبي في {تعدوا}:
بِالاِسْكَانِ تَعْدُوا سَكِّنُوهُ وَخَفِّفُوا ** خُصُوصاً وَأَخْفَى الْعَيْنَ قَالُونُ مُسْهِلَا
قال ابن القاصح: «... ثم أخبر أن قالون أخفى العين، أي اختلس حركتها...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «... واخْتُلِفَ [عن قالون] فِي إِسْكَانِ الْعَيْنِ وَاخْتِلَاسِهَا؛ فَرَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ مِنْ طَرِيقَيْهِ إِسْكَانَ الْعَيْنِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وَهَكَذَا وَرَدَت النُّصُوصُ عَنْهُ، وَرَوَى الْمَغَارِبَةُ عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ لِحَرَكَةِ الْعَيْنِ -وَيُعَبِّرُ بَعْضُهُم عَنْهُ بِالْإِخْفَاءِ- فِرَارًا مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَهَذِهِ طَرِيقُ ابْنِ سُفْيَانَ وَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَغَيْرهمْ لَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهُ، وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ عَنْهُ جَمِيعًا الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَقَالَ: إِنَّ الْإِخْفَاءَ أَقْيَسُ وَالْإِسْكَانَ آثَرُ» اهـ.
وقال الشاطبي في {يهدي}:
وَيَـا لاَ يَهَـدِّي اكْسـِرْ صَفِيًّا وَهَـاهُ نَـلْ ** وَأَخْفَى بَنُو حَمْدٍ وَخُفِّفَ شُلْشُلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر ان المشار إليهم بالباء والحاء في قوله: (بنو حمد) وهما قالون وأبو عمرو أخفَيا؛ يعني حركة هائه...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَرَوَى أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الِاخْتِلَاسَ كَاخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو سَوَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْخُذْ بِسِوَاهُ مَعَ نَصِّهِ عَنْ قَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ وَلَا الْمَهْدَوِيُّ وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ وَلَا ابْنَا غَلْبُونَ غَيْرَهُ، ...وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الْإِسْكَانَ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْهُ وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ وَالْمُسَيِّبِيِّ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ نَافِعٍ عَلَيْهِ، نَصَّ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ»، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي «الْكَافِي» اهـ.
وقال الشاطبي في {يخصمون}:
وَخَا يَخْصِمُونَ افْتَحْ سَمَا لُذْ وَأَخْفِ حُلْـ ** ـوَ بَرٍّ وَسَكِّنْهُ وَخَفِّفْ فَتُكْمِلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أمر بإخفاء فتح الخاء للمشار إليهما بالحاء والباء في قوله: (حلو بر) وهما أبو عمرو وقالون. والمراد بالإخفاء: الاختلاس» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...فَأَمَّا قَالُونُ فَقَطَعَ لَهُ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ» بِإِسْكَانِ الخَاءِ فَقَطْ...، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَقَطَعَ لَهُ الشَّاطِبِيُّ بِاخْتِلَاسِ فَتْحَةِ الْخَاءِ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ لِابْنِ غَلْبُون نَصًّا، وَفِي «التَّيْسِيرِ» اخْتِيَارًا، وَذَكَرَ لَهُ صَاحِبُ «الْكَافِي» الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَذَكَرَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ بَلِّيمَةَ فِي «تَلْخِيصِهِ» وَغَيْرُهُ إِتْمَامَ الْحَرَكَةِ كَوَرْشٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ فِيمَا رَوَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ وَغَيْرُهُ، وَرِوَايَةُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ قَالُونَ أَيْضًا» اهـ.
فبان بوضوح أن طريق «الشاطبية» هو الإخفاء فقط. وظهر خطأُ الذين يلزمون الشاطبي بالأخذ بوجه الإسكان أيضا بحجة أن الدانيًّ ذَكَرَ في «التيسير» الوجهين وجعل النصَّ عن قالون بالإسكان؛ وذلك لِـما سَبَقَ تقريرُه في المقدمات من أن القارئ لا يلزمه أن يأخذ بجميع ما في طريقه.
أيضا بعضُ هؤلاء المحررين جَعَلَوا مِن مسوغات الإلزام أنّ الإسكان هو رواية العراقيين والمشرقيين قاطبة وأما الاختلاس فلم يُعرف إلا من طريق المغاربة. هكذا قالوا. ولا وجه له؛ لأن وجه الإخفاء ما دام صحيحا فلا يضُرُّ الشاطبيَّ اختيارُه دون الإسكان وإن لم يكن هو المشهورَ، فهو فعل ذلك موافقةً لأهلِ قُطْرِه المغاربة؛ إذ هو اختيارهم، لصعوبة وجه الإسكان؛ لأن فيه تتالي ساكنين صحيحين.
مقتبس من كتابي: (شرح قرة العيون)
قال الشاطبي في {نعما}:
نِعِمَّا مَعاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا ** وَإِخْفَـاءُ كَسـْرِ الْعَيـْنِ صِيغَ بِهِ حُـلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر أن المشار إليهم بالصاد والباء والحاء في قوله: (صيغ به حلا) وهم شعبة وقالون وأبو عمرو قرءوا بإخفاء كسرة العين، والمراد بالإخفاء هنا اختلاس كسر العين...» هـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَأَبِي بَكْرٍ؛ فَرَوَى عَنْهُمُ الْمَغَارِبَةُ قَاطِبَةً إِخْفَاءَ كَسْرَةِ الْعَيْنِ لَيْسَ إِلَّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلَاسَ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَرَوَى عَنْهُم الْعِرَاقِيُّونَ وَالْمَشْرِقِيُّونَ قَاطِبَةً الْإِسْكَانَ، وَلَا يُبَالُونَ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوَايَةً وَوُرُودِهِ لُغَةً، ...وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَالْإِسْكَانُ آثَرُ، وَالْإِخْفَاءُ أَقْيَسُ.
قُلْتُ: وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ، غَيْرَ أَنَّ النَّصَّ عَنْهُمْ بِالْإِسْكَانِ، وَلَا يُعْرَفُ الِاخْتِلَاسُ إِلَّا مِنْ طُرُقِ الْمَغَارِبَةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَالشَّاطِبِيِّ، مَعَ أَنَّ الْإِسْكَانَ فِي «التَّيْسِيرِ»، وَلمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ» اهـ.
وقال الشاطبي في {تعدوا}:
بِالاِسْكَانِ تَعْدُوا سَكِّنُوهُ وَخَفِّفُوا ** خُصُوصاً وَأَخْفَى الْعَيْنَ قَالُونُ مُسْهِلَا
قال ابن القاصح: «... ثم أخبر أن قالون أخفى العين، أي اختلس حركتها...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «... واخْتُلِفَ [عن قالون] فِي إِسْكَانِ الْعَيْنِ وَاخْتِلَاسِهَا؛ فَرَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ مِنْ طَرِيقَيْهِ إِسْكَانَ الْعَيْنِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وَهَكَذَا وَرَدَت النُّصُوصُ عَنْهُ، وَرَوَى الْمَغَارِبَةُ عَنْهُ الِاخْتِلَاسَ لِحَرَكَةِ الْعَيْنِ -وَيُعَبِّرُ بَعْضُهُم عَنْهُ بِالْإِخْفَاءِ- فِرَارًا مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وَهَذِهِ طَرِيقُ ابْنِ سُفْيَانَ وَالْمَهْدَوِيِّ وَابْنِ شُرَيْحٍ وَابْنِ غَلْبُونَ وَغَيْرهمْ لَمْ يَذْكُرُوا سِوَاهُ، وَرَوَى الْوَجْهَيْنِ عَنْهُ جَمِيعًا الحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَقَالَ: إِنَّ الْإِخْفَاءَ أَقْيَسُ وَالْإِسْكَانَ آثَرُ» اهـ.
وقال الشاطبي في {يهدي}:
وَيَـا لاَ يَهَـدِّي اكْسـِرْ صَفِيًّا وَهَـاهُ نَـلْ ** وَأَخْفَى بَنُو حَمْدٍ وَخُفِّفَ شُلْشُلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أخبر ان المشار إليهم بالباء والحاء في قوله: (بنو حمد) وهما قالون وأبو عمرو أخفَيا؛ يعني حركة هائه...» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...وَرَوَى أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الِاخْتِلَاسَ كَاخْتِلَاسِ أَبِي عَمْرٍو سَوَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْخُذْ بِسِوَاهُ مَعَ نَصِّهِ عَنْ قَالُونَ بِالْإِسْكَانِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَكِّيٌّ وَلَا الْمَهْدَوِيُّ وَلَا ابْنُ سُفْيَانَ وَلَا ابْنَا غَلْبُونَ غَيْرَهُ، ...وَرَوَى الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَالْمِصْرِيِّينَ عَنْ قَالُونَ الْإِسْكَانَ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْهُ وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ وَالْمُسَيِّبِيِّ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ نَافِعٍ عَلَيْهِ، نَصَّ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ»، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي «الْكَافِي» اهـ.
وقال الشاطبي في {يخصمون}:
وَخَا يَخْصِمُونَ افْتَحْ سَمَا لُذْ وَأَخْفِ حُلْـ ** ـوَ بَرٍّ وَسَكِّنْهُ وَخَفِّفْ فَتُكْمِلَا
قال ابن القاصح: «...ثم أمر بإخفاء فتح الخاء للمشار إليهما بالحاء والباء في قوله: (حلو بر) وهما أبو عمرو وقالون. والمراد بالإخفاء: الاختلاس» اهـ.
وقال ابن الجزري في «النشر»: «...فَأَمَّا قَالُونُ فَقَطَعَ لَهُ الدَّانِيُّ فِي «جَامِعِ الْبَيَانِ» بِإِسْكَانِ الخَاءِ فَقَطْ...، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ «الْعُنْوَانِ» لَهُ سِوَاهُ، وَقَطَعَ لَهُ الشَّاطِبِيُّ بِاخْتِلَاسِ فَتْحَةِ الْخَاءِ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمَغَارِبَةِ، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ لِابْنِ غَلْبُون نَصًّا، وَفِي «التَّيْسِيرِ» اخْتِيَارًا، وَذَكَرَ لَهُ صَاحِبُ «الْكَافِي» الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَذَكَرَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ بَلِّيمَةَ فِي «تَلْخِيصِهِ» وَغَيْرُهُ إِتْمَامَ الْحَرَكَةِ كَوَرْشٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ فِيمَا رَوَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ وَغَيْرُهُ، وَرِوَايَةُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ قَالُونَ أَيْضًا» اهـ.
فبان بوضوح أن طريق «الشاطبية» هو الإخفاء فقط. وظهر خطأُ الذين يلزمون الشاطبي بالأخذ بوجه الإسكان أيضا بحجة أن الدانيًّ ذَكَرَ في «التيسير» الوجهين وجعل النصَّ عن قالون بالإسكان؛ وذلك لِـما سَبَقَ تقريرُه في المقدمات من أن القارئ لا يلزمه أن يأخذ بجميع ما في طريقه.
أيضا بعضُ هؤلاء المحررين جَعَلَوا مِن مسوغات الإلزام أنّ الإسكان هو رواية العراقيين والمشرقيين قاطبة وأما الاختلاس فلم يُعرف إلا من طريق المغاربة. هكذا قالوا. ولا وجه له؛ لأن وجه الإخفاء ما دام صحيحا فلا يضُرُّ الشاطبيَّ اختيارُه دون الإسكان وإن لم يكن هو المشهورَ، فهو فعل ذلك موافقةً لأهلِ قُطْرِه المغاربة؛ إذ هو اختيارهم، لصعوبة وجه الإسكان؛ لأن فيه تتالي ساكنين صحيحين.
مقتبس من كتابي: (شرح قرة العيون)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.