قال ابن الجزري في "المقدمة":
فَالتَّامُ, فَالْكَافِي, وَلَفْظًا: فَامْنَعَـنْ *** إِلَّا رُؤُوسَ الآيِ جَــوِّزْ, فَالْـحَـسَـنْ
قوله: (ولفظاً فامنعن) أي: وإن كان فيه تعلق بما بعده لفظاً –ومعنًى من باب أولى-؛ فامنعن الوقف.
وقوله: (إلا رؤوس الآي جوز) أي: إلا أن يكون هذا في رؤوس الآي فجوز الابتداء بما بعده؛ لأن الوقف على رؤوس الآي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-, وأيضاً لأن رؤوس الآي فواصل بمنزلة فواصل السجع والقوافي.
ولابن الجزري كلام حول هذا الموضوع –أي: موضوع الوقف على رؤوس الآي- في كتابه "النشر", حيث قال:
"وإن كان التعلق من جهة اللفظ فهو الوقف المصطلح عليه بـ: (الحسن), لأنه في نفسه حسن مفيد يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده؛ للتعلق اللفظي, إلا أن يكون رأس آية فإنه يجوز في اختيار اكثر أهل الأداء؛ لمجيئه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية؛ يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}, ثم يقف, ثم يقول: {الحمد لله رب العالمين}, ثم يقف, ثم يقول: {الرحمن الرحيم}..." إلى آخر الحديث ([1]), وهو حديث حسن, وسنده صحيح.
وكذلك عد بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة. وقال أبو عمرٍو: "وهو أحب إلي". واختاره أيضاً البيهقي في شعب الإيمان، وغيره من العلماء, وقالوا: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها. قالوا: واتباع هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته أولى. انتهى كلام ابن الجزري باختصار يسير.
وقال الشيخ ملا علي القارئ: "أجمع القراء على أن الوقف على الفواصل وقف حسن؛ ولو تعلقت بما بعدها".
[1] - رواه أبو داود وغيره, وقال الدارقطني: "إسناده صحيح، وكلهم ثقات", وصححه ابن خزيمة, وصححه النووي في "المجموع".
قال الإمام أبو عمرو الداني: "ولهذا الحديث طرق كثيرة ، وهو أصل في هذا الباب". ثم قال: "وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع على الآيات، وإن تعلق بعضهن ببعض".
فائدة: يريدُ الإمام الداني بقوله "القطع" هنا: الوقفَ, قال الإمام ابن الجزري في "النشر": "هذه العبارات جرت عند كثير من المتقدمين مراداً بها الوقفُ –غالباً-, ولا يريدون بها غيرَ الوقف إلا مقيدة، وأما عند المتأخرين وغيرهم من المحققين فإن القطع عندهم عبارة عن قطع القراءة رأساً، فهو كالانتهاء, فالقارئ به كالمعرضِ عن القراءة والمنتقلِ منها إلى حالة أخرى سوى القراءة, كالذي يقطع على حزبٍ, أو وِردٍ, أو عُشرٍ, أو في ركعة ثم يركع, ونحو ذلك مما يؤذِن بانقضاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، وهو الذي يُستعاذ بعده للقراءة المستأنفة, ولا يكون إلا على رأس آية؛ لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع". اهـ
فَالتَّامُ, فَالْكَافِي, وَلَفْظًا: فَامْنَعَـنْ *** إِلَّا رُؤُوسَ الآيِ جَــوِّزْ, فَالْـحَـسَـنْ
قوله: (ولفظاً فامنعن) أي: وإن كان فيه تعلق بما بعده لفظاً –ومعنًى من باب أولى-؛ فامنعن الوقف.
وقوله: (إلا رؤوس الآي جوز) أي: إلا أن يكون هذا في رؤوس الآي فجوز الابتداء بما بعده؛ لأن الوقف على رؤوس الآي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-, وأيضاً لأن رؤوس الآي فواصل بمنزلة فواصل السجع والقوافي.
ولابن الجزري كلام حول هذا الموضوع –أي: موضوع الوقف على رؤوس الآي- في كتابه "النشر", حيث قال:
"وإن كان التعلق من جهة اللفظ فهو الوقف المصطلح عليه بـ: (الحسن), لأنه في نفسه حسن مفيد يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده؛ للتعلق اللفظي, إلا أن يكون رأس آية فإنه يجوز في اختيار اكثر أهل الأداء؛ لمجيئه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية؛ يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}, ثم يقف, ثم يقول: {الحمد لله رب العالمين}, ثم يقف, ثم يقول: {الرحمن الرحيم}..." إلى آخر الحديث ([1]), وهو حديث حسن, وسنده صحيح.
وكذلك عد بعضهم الوقف على رؤوس الآي في ذلك سنة. وقال أبو عمرٍو: "وهو أحب إلي". واختاره أيضاً البيهقي في شعب الإيمان، وغيره من العلماء, وقالوا: الأفضل الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها. قالوا: واتباع هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته أولى. انتهى كلام ابن الجزري باختصار يسير.
وقال الشيخ ملا علي القارئ: "أجمع القراء على أن الوقف على الفواصل وقف حسن؛ ولو تعلقت بما بعدها".
[1] - رواه أبو داود وغيره, وقال الدارقطني: "إسناده صحيح، وكلهم ثقات", وصححه ابن خزيمة, وصححه النووي في "المجموع".
قال الإمام أبو عمرو الداني: "ولهذا الحديث طرق كثيرة ، وهو أصل في هذا الباب". ثم قال: "وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع على الآيات، وإن تعلق بعضهن ببعض".
فائدة: يريدُ الإمام الداني بقوله "القطع" هنا: الوقفَ, قال الإمام ابن الجزري في "النشر": "هذه العبارات جرت عند كثير من المتقدمين مراداً بها الوقفُ –غالباً-, ولا يريدون بها غيرَ الوقف إلا مقيدة، وأما عند المتأخرين وغيرهم من المحققين فإن القطع عندهم عبارة عن قطع القراءة رأساً، فهو كالانتهاء, فالقارئ به كالمعرضِ عن القراءة والمنتقلِ منها إلى حالة أخرى سوى القراءة, كالذي يقطع على حزبٍ, أو وِردٍ, أو عُشرٍ, أو في ركعة ثم يركع, ونحو ذلك مما يؤذِن بانقضاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، وهو الذي يُستعاذ بعده للقراءة المستأنفة, ولا يكون إلا على رأس آية؛ لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع". اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.